استمعت إلى
كلام السيد الممانع القادم حسن نصر الله، وهو يتحدث عن ثورة الشعب السوري المصابر
الحرّ الأبي المقهور، في وجه النظام الأسدي المجرم السفاح الموتور، وقد وصف السيد
حسن هذا النظام أنه مقاوم ممانع ، وسد منيع في وجه الهيمنة الصهيونية والأمريكية،
وأن إسقاطه خدمة كبيرة لإسرائيل وأمريكا، ونصح الشعب السوري أن يقرأ الواقع قراءة
جيدة، وأن يعلم أن غياب هذا النظام سيؤدي إلى العربدة الصهيونية الأمريكية، ونصح
الشعب السوري أن يكف عن أعمال العنف والشغب، ليفوت الفرصة على أعداء سوريا والأمة
على حدّ قوله.
هذا ما قاله نصر الله زعيم حزب (اللات)
ذراع إيران في لبنان.
إذن: الشعب السوري لا
يعرف مصلحته، وثورته غوغائية، ولا يُحسن قراءة الواقع، وهو غبيّ جداً سياسياً،
وينفذ أجندة خارجية صهيونية وأمريكية، ويسعى إلى إسقاط نظام ممانع مقاوم يحمي
العرين، ويذود عن المقاومة، وإسقاطه خدمة جليلة للصهاينة والأمريكان، حقاً لقد غدا
إبليس واعظاً.
ولا بد أن
نذكر جملة من الحقائق الكبرى والمعالم المهمة، تعقيباً على هذه النصيحة الشيطانية:
1) أن هذا النظام
الممانع المقاوم قد باع الجولان عام 1967م، وأنا يا سيد حسن أعرَفُ منك بالجولان،
ففيها وُلِدت وفي أحضانها ترعرعتُ، وقد عشقتُ هضابها وجبالها وسهولها وتلاتها
وأوديتها، وكل شبر منها يساوي منجماً من ذهب، وقد سلمها زعيم النظام الهالك حافظ
الأسد للصهاينة عام 1967م، وكان وزيراً للدفاع، وترك الدبابات والمدافع والمدرعات
وكل شيء فيها هدية للصهاينة، وأعلن سقوط القنيطرة قبل أن يدخل جندي واحد أرض
الجولان باثنين وسبعين ساعة، وقد رأيت هذا بعيني ولم يخبرني به أحد، وكان عمر زعيم
الممانعة الجديد بشار الذي يحكم سوريا بالحديد والنار عاماً واحداً يا سيد حسن
وفهمك كفاية، إن أردت أن تفهم.
2) أصبح الزعيم الراحل إلى
الجحيم – بإذن الله‑ حافظ الأسد رئيساً لسوريا بعد ما يسمى بالحركة التصحيحية
(التخريبية التدميرية الطائفية) وكان ذلك مكافأة له على بيع الجولان، وهكذا فلتكن
الممانعة والمقاومة يا سيد حسن؟؟!!
3) خرجت المقاومة
الفلسطينية من الأردن عام 1970م بعد أيلول الأسود ولجأت إلى سوريا، واتخذت مواقع
لها على حدود الجولان في سحم، والشجرة، وعابدين، والمزيريب، و.. و.. وكانت لها
مخازن تموين شرقي السويداء، ولم يمضِ على وجودها أكثر من عام واحد حتى طردها
النظام الأسدي زعيم المقاومة والممانعة من كل سورية فرحلت إلى لبنان.
4) في عام 1973م في حرب
تشرين التحريكية احتل الصهاينة أربعين قرية في القطاع الشمالي علاوة على الجولان،
ودُمِّرت فرق الدروع السورية من غير مقاومة، وأصبح اليهود على أبواب دمشق، ولم يقف
أمامهم إلا الجيش العراقيّ، ولأول مرة حلّق فيها الطيران السوريّ في سماء المعركة
ليقصف القوات العراقية لا الصهاينة، وكان ذلك بطريق الخطأ كما زعم النظام الأسديّ
الممانع، وأعلن وقف إطلاق النار.
5) في عام 1974م حصل
فصل القوات بين سوريا والصهاينة، وكانت الشروط مجحفة بحق سوريا أسوأ من معاهدة
كامب ديفيد ‑ صدّق ذلك يا سيد حسن‑ ومن تلك الشروط سحق المقاومة الفلسطينية
ومطاردتها في كل مكان، ومنها سحق الحركة الإسلامية والقضاء عليها لأنها خطر على
الصهاينة ومصالحهم ووجودهم، ومنها المحافظة على أمن الصهاينة في الجولان، واستئصال
كل من تسوّل له نفسه تعكير أمنهم واستقرارهم، ومنذ ذلك اليوم لم تطلق رصاصة واحدة
على الصهاينة من سوريا، وهذه هي الممانعة، وهذا هو الصمود في وجه اليهود.
6) في عام 1976م طارد
حافظ الأسد ‑ زعيم الممانعة‑ المقاومةَ الفلسطينية في لبنان، وحاصر المخيمات
وأهمها تل الزعتر، وارتكب مجازر مروّعة، تشيب لهولها الولدان، وقتل هذا القائد
الممانع ما يربي على أربعين ألفاً من الفلسطينيين خدمة للصهاينة وحلفائهم
وعملائهم.
7) ارتكبت عصابات (أمل)
بقيادة نبيه بري زعيم البرلمان اللبناني اليوم مجازر مروّعة بحق الشعب الفلسطيني،
وكنتَ يا سيد حسن عضواً فيها، وكان ذلك بمباركة النظام الأسديّ والصهاينة وشركائهم
وصُنعائهم.
8) في عام 1982م اجتاح
الجيش اليهودي جنوب لبنان، وبطش بالمقاومة الفلسطينية، ومزقها شر ممزق تحت سمع
الجيش السوري الأسديّ وبصره، ولم يحرك هذا الجيش ساكناً، وشرب قادته القهوة مع
قادة الصهاينة، ومع ذلك أغار الطيران الصهيوني على مواقع صواريخ (سام) في لبنان
ودمرها عن آخرها، وأغار على مواقع الدبابات والمدرعات والمدافع الثقيلة وأحرقها،
ولم يطلق النظام قذيفة واحدة على الصهاينة، وأحرقت نيران الطائرات الصهيونية ألوية
دبابات بأسرها، منها اللواء الذي شارك في مذابح تل الزعتر ومجزرة حماة عام 1982م،
وقال النظام الأسدي نحتفظ بحق الرد، وخرج من لبنان عام 2005م محتفظاً بهذا الحقّ،
وكان الرد في مذابح عام 2011م في محافظة درعا ومدنها، وفي اللاذقية وحمص وحماة
وداريا ودوما وتلبيسة وتل كلخ وبداما ووو... حيث دمر المدن والقرى والأرياف كما
فعل في ثمانينيات القرن الماضي.
9) ارتكبت مجازر صبرا
وشاتيلا في المخيمات الفلسطينية بعد خروج المقاومة الفلسطينية منها، وكان ذلك
برعاية صهيونية وأسدية سورية يا سيد حسن، وأنت تعرف ذلك جيداً.
10) في ثمانينات القرن
الماضي شن النظام الأسدي عدواناً واسعاً على الشعب السوري، في مدنه ومحافظاته
وقراه كافة، وارتكب مجازر مروعة تشيب لها الولدان، ويكفي أن نذكر منها مجزرة مدينة
حماة التي قتل فيها ما يربي على أربعين ألفاً، علاوة على تدمير المدينة.
11) كان لبنان في أثناء
الاحتلال الأسدي له مزرعة لآل الأسد، كما هي سوريا، وقد زرع الرعب والهلع والموت
في كل مكان منه، حتى جلت قواته عن لبنان بعد مقتل رفيق الحريري عام 2005م.
12) مات حافظ أسد عام
2000م وورَّث حكم سوريا لابنه بشار الذي تسلم ملفاتها كاملة بعد مقتل (باسل) على
يد عمّه (رفعت)، وكان هذا جزءاً من ثمن بيع الجولان للصهاينة.
13) أصبحت سوريا في عهد
بشار محمية إيرانية، ومنطقة نفوذ كبرى لإيران، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً
وأمنياً ومذهبياً.
وتغنى مع الإيرانيين
و(حزب اللات) ذراع إيران بالمقاومة والممانعة، وكانت شحنات الأسلحة الإيرانية تصل
إلى لبنان عبر سوريا لحزب حسن نصر الله للتمكين للنفوذ الإيراني في لبنان لا لقتال
الصهاينة.
14) أرسل نظام بشار
أبناء فلسطين وسوريا في عام 2011م في ذكرى النكبة والنكسة إلى حدود الجولان عارية
صدوروهم، ليرسل رسالة إلى الصهاينة تقول لهم: إن لم تدعموا نظامي في وجه ثورة
الشعب السوري فسيكون وجودكم مهدداً بالزوال، وهذا ما عبر عنه رامي مخلوف عندما قال
بصريح العبارة: إن أمن إسرائيل مرتبط ببقاء النظام السوري، وقد قتل الصهاينة عشرات
المتظاهرين على حدود الجولان، وجرح المئات.
15) في الوقت الذي بطش
فيه الصهاينة بهؤلاء المتظاهرين على حدود الجولان ومزق أجسادهم بالرصاص كانت
دبابات (بشار) ومدرعاته ومدافعه الثقيلة تدك المدن السورية وتدمرها وتمزق أجساد
أبنائها وقد هرب ألوف السوريين إلى تركيا ولبنان فراراً بدمائهم وأعراضهم من هذا
الجحيم الذي يصبه عليهم نظام المقاومة والممانعة وهم يعيشون اليوم في مخيمات
الشتات.
16) ستنتصر الثورة
السورية السلمية الشعبية المباركة بعون الله تعالى عما قريب، وسيرحل نظام آل الأسد
الذي حكم سوريا ما يربي على أربعين عاماً، وستنتهي الهيمنة الصهيونية الإيرانية
الأمريكية في سوريا، ولن يبكي على هذا النظام إلا الصهاينة والقوى المساندة لهم
والسيد حسن وسيدته إيران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق