العيد
رمز للفرح والغبطة والحبور، وعنوان للبهجة والرّاحة والسّرور، إذا نطقنا باسمه
تبادر إلى أذهاننا التئام الشمل، واجتماع الأهل والأحبة، وساحة العيد، وتَقافُزُ
الأطفالِ، وتمازج أصواتهم وضحكاتهم بسعادة غامرة في لوحة بديعة مِزاجها البراءة.
ولكن
هل نفرح بالعيد وقد نُكبنا بشُذّاذِ آفاق ساموا أهلنا مرّ العذاب؟؟!! واستباحوا كلّ
حرمة، ولم يتركوا منقصة ولاخسّة ولا دناءة إلا واقترفوها بحق هذا الشعب البطل
الكريم، بل أذهلوا شياطينهم بما ابتدعوه من أفانين التنكيل والفتك والإيلام!! يأتي
الجواب على لسان الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم‑: (للصائم فرحتان فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه)، فالصيام مرتبط بمعنى تعبدي، والمؤمن
يفرح بما وفقه الله وأعانه على عبادته، ولكن الفرحة تكون منقوصة، ولا تكتمل ونحن على
هذه الحال.
فكيف
تكتمل الفرحة وقد عاث الأوغاد بأرضنا فسادا؟! وأُهرقت الدماء الطاهرة الزكية في كل
بقعة من بلادنا السليبة؟!
وكيف
تكتمل الفرحة وهناك طفل فقد أباه، وآخر فقد أمّه، وهناك من فقد أبويه معاً؟!
وكيف
تكتمل الفرحة، وقد دُنِّست المساجد، وانتهكت حرماتها، بل طالها القصف والتدمير،
وحِيل بينها وبين روّادها بعد أن أَقفل بعضها النظام الطائفي العابث، ومنع الصلاة
فيها، وعلق على أبوابها إعلاناً يقول: (مغلق للإصلاحات)، والذي نراه على
المطاعم والمحلات التجارية في بعض الأحيان؟! شُلَّت أيمانهم بما اقترفت، وتجمدت الدماء
في عروقهم، فهؤلاء لا ظلم يفوق ظلمَهم مِصداقاً لقوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ
فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا
إِلا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
[ البقرة 114].
وكيف
تكتمل الفرحة وقد مُزِقَّت المصاحف وداسها الحاقدون؟! أبكتاب الله وآياته
يستهينون؟؟! اللهم أنزل عليهم غضبك وعذابك الذي لا يُردّ.
وكيف
تكتمل الفرحة بالعيد وقد أَهلك المجرمون الزرع والضرع؟! فإذا مَرّوا على قرية تأذى
منهم الحجر والشجر والبشر، فكل ذرة مروا بجوارها تلعنهم وتشتكي إلى خالقها من هول
ظلمهم.
ربّاه
مرت علينا الأعياد تترى ولم تكتمل فيها أفراحنا، فأنعِم علينا بالفرج من عندك
عاجلاً غير رائثٍ وردّنا إلى شامنا سالمين غانمين بكل خير محمّلين، وانصرنا على
الطَّغَام الفاسدين، واقهرهم واجعلهم الأسفلين.
الاثنين
في 5-9-2011م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق