مازادتنا دول وحكومات المُسمّاة بأصدقاء
سورية إلا خبالاً وتفتيتاً ، مع أننا في سورية نقاتل عن الأمّة قدراً وباسم الانسانية
جمعاء ، وهؤلاء يكافئونا بالتفريق والتمزيق والتشتيت والإضعاف ، والعبث فينا ، وهم
لاهون عن سورية ودماء شعبنا وأعراضه ومُقدساته مع أن سورية صمام أمنهم واستقرارهم ووجودهم
،فلو ضرب الإخطبوط الصفوي المجوسي في سورية ، لتقطّعت أوصاله ، وانزوى الى ركنه في
فارس ، وانتهى أمره في لبنان كما وصّف زعيم حالش يوما بأن مايجري في سورية معركة وجود
، وكذلك وجود المالكيين الايرانييين في العراق ، فلم يكن من داعي لأمير الكويت أن يذهب
الى إيران باسم رئاسة مؤتمر القمة العربي الذي يترأسه مع مجلس التعاون الخليجي ليُقدّم
التنازلات التي لاتنتهي ، الى أن تصل الأمور فيما بعد للمطالبة بملكهم ،
ونحن نعلم
أن هناك ضغوطا خليجية على الائتلاف الخائب لتهنئة المجرم السفّاح عديم الإنسانية الفرعون
السيسي الغير مبررة لنا ، بينما حكومات الخليج لها دوافعها ومبرراتها في علاقاتها مع
السيسي بغض النظر اختلفنا معها أو اتفقنا ، ولازلت أذكر حتّى أيام صدّام حسين كانت
المعارضة هناك لها أجندات مخالفة للنظام العراقي ، وهذا لم يمنع التعاون وإلا لصار
استذلاماً ، ولازلت أذكر أن كل المعارضة السورية آنذاك عارضت دخول العراق في الكويت
، واعتبرته اعتداءً وأنا منهم ، ولنا كمعارضين منشورات واضحة بهذا الخصوص ، وهذا لم
يمنع أن يكون لنا رأياً مستقلاً ، وهو ماندافع عنه وما كُنّا نطالب به هذا الائتلاف
العاجز الذي وضع كلّ بيضه في السلّة الأمريكية ، وارتهن الى سياساتها الحمقاء ضمن مصالحهم
وليست مصالح شعبنا وثورتنا،
والذين ارتأوا مؤخراً أن يكون الائتلاف كما السلطة الفلسطينية
وسطاء مابين النظام والثوّار والرغبات الأمريكية والغربية ، والتي صارت قرارتها وما
ينتج عنها سقفاً لطموحات الائتلاف وهم يغنون أغنيتهم ، ويطوفون العالم بغرور ونشوة
وقد غرّتهم المناصب والأضواء ليتحدثوا وكأنهم غرباء عن الشعب والثورة السورية ، فلا
تعني لهم عشرات الضحايا التي تسقط يومياً إلا كأرقام حتى وصلت الى الربع مليون قتيل
، والتدمير لمدننا وأحيائنا بالبراميل المتفجرّة والأسلحة المحرّمة والغازات السّامّة
وما نتج عنها من نزوح ولجوء لنصف الشعب السوري إلا كحادث عابر طريق ، بينما السفير
الأمريكي روبرت فورد الغريب ابن أمريكا وسياسيها استحى على نفسه وعار دولته فاستقال
من منصبه الدبلوماسي الرفيع لعدم قدرته الدفاع عن سياسة حكومته الشئينة في سورية بقوله
: " ومع تدهور الوضع في سوريا, وجدت صعوبة بالغة في تبرير سياستنا. وقد حان الوقت
لكي أترك الخدمة. " بينما يُحدثني مسئول كبير بالائتلاف عن أقصى اهتمامات أعضائه
بالنوم الرغيد في الفنادق ، وانتظار وجبات الطعام ، وبالبيان الذي سيصدر دون الاهتمام
بمناقشته أو متابعة مفاعيله ، وفي الغالب يكون لرفع العتب ليس أكثر ، دون تنفيذ أو
تطبيق ، أي هم في واد والثورة والثوار في واد
ومع كل ماذكرت غضضنا الطرف عنهم تحت
مُسمّى الحفاظ على الكيان ، وعدم التشويش ، ومن باب عسى ولعلّ كنّا ، وخاصة بعد مجاملتهم
للوفد الأسدي المجرم في جنيف بوقوفهم دقيقة صمت على ضحايا شعبنا وقتلى مُجرميهم وهو
تنازل كبير جرعونا السُمّ من وراءه ، ليزداد شططهم وانحرافهم عن بوصلة الشعب بتهنئة
مثيل بشار في الإجرام والخسّة والنذالة السيسي الفرعون بفوزه بانتخابات غير شرعية ،
وقامت على باطل وجثث وأشلاء المصريين ، لنستبدل سفّاحاً قاتلاً بآخر مثله في الغدر
والخيانة والإجرام ، وقد أقسم الأيمان المُغلظة من قبل وخان العهود ، فهذا خارج عن
نطاق التصّور والقبول مهما كانت مبرراتهم ، وعدا عن ذلك على ماذا يُهنئون فرعون مصر
السيسي ، على تعامل عصاباته مع اللاجئين السوريين كمنبوذين ومطارد لهم في كل مكان في
مصر وكأنهم لعنة حطّت عليهم ، أم لأنهم ملئوا السجون منهم ، أم لأن المئات من السوريين
ماتوا من قوارب الموت فراراً من هذه العصابة المجرمة ، وآخرها بعد التهنئة الميمونة
بالحكم على العديد من السوريين المتواجدين في مصر بخمس سنوات لإبدائهم الرأي بمعارضة
سفّاح سورية بشار ونظامه ، أم لأنهم ارتكبوا المذابح والمجازر بحق المصريين وثوّار
مصر ، فأي عار وخزي بعد هذا ، وهم يلهثون وراء الخارج ، وقد ربطوا أنفسهم بهم ، وتركوا
ثوّارنا في الميدان وحدهم ،وهم يتلذذون بأطايب المنازل والترحال ومقابلة الرؤساء والملوك
وحضور أرفع المؤتمرات كديكورات صورية على أكتاف أبطالنا وثوارنا ودمائنا ومقدساتنا
وأعراضنا ومشردينا ومعتقلينا ، فما يبادلوهم هذا الإحسان إلا بما يسيئ لتضحياتهم وأهداف
الثورة في الحرية والعدالة والانعتاق ، لينتقلوا بذلك الى صف الأعداء الذين يعملون
على تصفية الثورة والنخر فيها ، ولا ندري باسم من قدّموا التهنئة ، وممن أخذوا هكذا
تفويض ، وهم منفصلون عن شعبنا وثوارناوشهدائنا ليتكلموا باسمهم بهتاناً وزوراً وتصدية
وعلواً واستكباراً ، لنعلن أمام الملأ براءتنا الى الله مما صدر عن هذه المجموعة التي
تحوّلت الى عصابة بكل من أيدها ، وخاصة هذا الجربا المفكوش والمنكوش والمنتوف الذي
جيء به ليقوم بأدوار ماصنعه الحداد ، لنناشد الأغيار الشرفاء ممن استنكروا منهم هذه
الفعلة الى الانسحاب الفوري من هذا الكيان الذي صار موبوءً ببعض القوادين ، ممن يُريدون
التربح على أعراض ودماء ومعاناة وألام الشعب السوري ، ولإعادة بناء الهيكلية الوطنية
التي تتحدث باسم الشعب والثورة ومتطلبات الثوار بعيداً عن الاملاءات الخارجية، معتمدين
على الله وإرادتنا وذاتيتنا وإيماننا بنصر الله وتوفيقه آملين الاستجابة ، والله اكبر
والنصر لشعبنا السوري العظيم
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com ، كاتب وباحث - سياسي وإعلامي
سوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق