هذي البرازيلُ تَستضيفُ كأسَ
العالَمِ
وهذي سوريَّةْ تَستضيفُ كأسَ الحُريَّةْ
الكلُّ مشغولٌ بكأسِ
العالَمِ
ولاأحدَ يشاهدُ كأسَ سوريَّةْ
فِرَقُ العالَمِ
تسجلُ الأهدافَ عَلانِيةً
وفرقُ سوريَّةْ لها أهدافٌ سريَّةْ
فرقُهمْ
مِنْ كلِّ البُلدانِ
والألوانِ
وفرقُنا بعضها (الحالشيةِ)
وبعضها (الداعِشيَّةْ)
في كأسِ العالَمِ يركلونَ الكراتِ
وفي سوريَّةْ الكراتُ رؤوسٌ بشريَّةْ
جمهورُهمْ يَملأُ
مُدرَّجاتِ الملاعبِ
وجمهورُنا تُملأُ
بهِ المقابرَ الجماعيَّةْ
جمهورُهمْ تُلقى
عليهِ بالوناتِ المياهِ
وجمهورُنا تُلقى
عليهِ البراميلُ الناريَّةْ
يرتدي لاعبوهُمْ
القمصانَ الزاهيَةْ
وليسَ للاعبينا سِوى القُمصانُ القانيَّةْ
يُكرَّمُ
لاعبوهُمْ بالحملِ على الأكتافِ
ويُكرَّمُ لاعبونا على النُعوشِ
الخشبيَّةْ
ضرباتُ جزائِهمْ
كراتٌ تقذفُ على المرمى
وضرباتُنا قذائفُ
مَدافِعَ وصواريخُ بالِستيَّةْ
المنافسةُ عندهمْ
في عددِ الأهدافِ
وعندنا في عددِ المجازرِ وأكثرها وَحشيَّةْ
حُكّامُهُمْ يَحملونَ
شَهاداتٍ
دوليَّةْ
وحُكّامُنا يَحملونَ
بنادِقَ روسِيَّةْ
مُصَورو مبارياتِهمْ
يعودنَ بأمانٍ إلى
بيوتِهمْ
ومُصَورو مبارياتِنا يعودنَ بأكفانٍ مَدمِيَّةْ
لاتحزني ياسوريَّةْ
فكأسُهُمْ لايَليقُ بكِ
كأسُكِ هو الذي تملئيهِ كَرامةً إنسانيَّةْ
وفي التصفياتِ ستُهزَمُ كُلُّ فِرَقِ
الظَلامِ
ولنْ يذهبَ كأسُكِ إلا لفَريقِ الحُريَّةْ
***
(نثرية
يسمح بنشرها دون إذن مسبق)
طريف
يوسـف آغا
كاتب
وشـاعر عربي سوري مغترب
عضو
رابطة كتاب الثورة السورية
هيوسـتن
/ تكسـاس
جمعة
(حزب الاتحاد الديمقراطي إجرام كاجرام البعث) 29 شعبان 1435 / 27 حزيران، جون2014
http://sites.google.com/site/tarifspoetry
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق