تابعت باهتمام بالغ ماجاء في رسالة الأستاذ الصديق
فايز سارة في مقالته " رسالة الجربا واستقالة البيانوني " ولما يمثله
استاذنا من الأهمية في عضوية الائتلاف في المكتب السياسي إضافة الى كونه المستشار
السياسي لرئيس الائتلاف أحمد الجربا ، بمعنى أنّ كلامه يُعبّر عن وجهة النظر لمن
ذكرت بالتمثيل ، لأتوقف عند أهم النقاط التي جاءت في المقالة
فايز سارة : " ورغم أن البيانوني موصوف بين أعضاء الائتلاف بأنه في عداد «الشخصيات الوطنية»، فإن موقفه تقاطع مباشرة مع مضمون بيان أصدره الإخوان المسلمون بمناسبة الرسالة، عارضوا عنوانها ومحتواها، ثم أضافوا إلى ما سبق اعتراضهم على سياسات الائتلاف في الكثير من المجالات، دون أن يذهبوا إلى حد الانفصال عن الائتلاف، وهذا من حسن حظنا وحظهم "
كلمة من حسن حظنا وحظهم ، ولا أدري أين هو حظ الوطن فيما قال أو مصالحه من وراء حظنا وحظهم ، أم في تلك الكلمتين لمز لايليق ، وخاصة عندما أُتبع فيما بعد بجملة " وما فعله أحمد الجربا من أجل تطبيع حضورهم – ويقصد الإخوان - في الائتلاف الوطني وعلاقاته العربية، وهذه ليست منة من أحد ، بل لا أدري من طبّع الآخر ، ومن هو الجربا بالأساس ، وهل تستقيم الأمور بغيابهم أو التيار الإسلامي بشكل عام ، لأتوقف عند كلمة دون منّة من احد ، وهي تعني هنا بلغة التمنن والتذكير وهي إشارة لاتُخفى على أحد ، فهي لغة للأسف دارجة ، وسمعتها من العديد ومنهم ميشيل كيلو بلقاء خاص معه بالقاهرة أثناء مؤتمر الديمقراطيين السوريين ، بأننا قرأنا رسالتهم في مؤتمر إعلان دمشق مع كل الحظر ليتكلم بعدها عن خلافات جرت بينهما لتصب في مصب التمنن ، ومثله كنت في حديث سابق مع هيثم منّاع وغيرهما ، ونسوا أو تناسوا ماقدمه التيار الاسلامي ومنهم جماعة الإخوان المسلمين من التضحيات الجسام ، في وقت تخاذلت الكثير من القوى وتواطئت آنذاك مع نظام الإجرام الأسدي ، ولا أدري من يحق له التمنن على الآخر إن كان ورود هذه الكلمة لائقاً
فايز سارة " انطلاقا من موضوع الرسالة في إطار سياسة الائتلاف الذي يشارك الإخوان المسلمون في مؤسساته المختلفة وقيادته وصنع سياسته وهو دور بدأ مع تأسيس الائتلاف ثم تصاعد في المرحلة اللاحقة، التي صار فيها الكيان الأهم والأبرز للمعارضة السورية رغم كل مشاكله وخطاياه، حيث يضم أغلب ممثلي التيارات الفكرية والسياسية إلى جانب ممثلي الحراك الثوري والمجالس المحلية وممثلي الجيش الحر إضافة إلى عدد من الشخصيات الوطنية، على اعتراف دولي ليس لأحد من التحالفات السورية مثله "
فهل يكفي الاعتراف الدولي بالائتلاف دون أن يتبعه عمل والتحام كامل مع الثوار وتلبية متطلباتهم ، وبالأمس استقال تسعة من قادة الجيش الحر من مهامهم بسبب خذلان الأصدقاء ومنهم الذي صار وسيطا الائتلاف وليس ممثلاً بعدما زارهم الجربا ووعدهم كذباً بتقديم السلاح والذخيرة ، وكان من المستقلين العقيد محمد عوّاد قائد الساحل السوري ، حتى بدأت تتلاشى أخبار أهم جبهة استراتيجية في حاضنة عصابات آل الأسد ، ولم يقل لهم دبروا أنفسكم لاحول لنا ولسنا نحن إلا طراطير وديكورات لينوا استراتيجياتهم على واقعهم ، ليُفاجئوا بالغش والخداع ، وحتّى لم يصدر عنهم بيانات إدانة للتواطؤ الأمريكي والأوربي ، أو أي تحرّك سياسي يُعبّر عن الامتعاض أو المقاطعة كموقف ، ورسائل كثيرة ممكن توجيها للمجتمع الدولي من خلالهم ، يقوم عليها أفراد خير منهم جميعاً وهم يغطّون في نوم عميق لايعمل منهم إلا أفراد وفق أجندات الدول وليس الثورة ، والباقي تحصيل حاصل ، جعلوا سقفهم القرار الأمريكي لايخرجون عنه ، وجعلوا من أنفسهم وسطاء وليسوا أصحاب الشأن ، حتى وصفتهم بعض الدوائر كالسلطة الفلسطينية لتلقي المطلوب خارجياً وتنفيذه على أرض الواقع وفق أجندات الدول ، دون أن يكون له صلة بالثوّار ولا بالأرض ، وبالطبع هذه كارثة ، عدا عن خروج هذا الكيان بادعاء التمثيل للثورة والثوّار ، ليكون صورة كاريكاظوية وعواظية ، فما الفائدة بعد ذلك مرتجات منه وإن حصل على اعتراف دولي ، بينما هو يفقد الاعتراف الداخلي والثوري الأهم ، وينفصم عن الواقع وعمّن يُمثل ادعاءً
قول فايز سارة : رسالة رئيس الائتلاف أحمد الجربا إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كانت خطوة بروتوكولية وسياسية في آن معا. إذ تضمنت إلى جانب تهنئة الرئيس والشعب المصري بالانتخابات، واعتبرتها تمثل «سيرا حثيثا نحو استقرار وازدهار مصر، ونحو مستقبل أفضل للشعب المصري»، أشارت الرسالة إلى الروابط التاريخية والمعاصرة بين الشعبين المصري والسوري، والتي جعلت السوريين يتوجهون إلى مصر للعيش فيها بعيدا عما يقوم به نظام الأسد في القتل والتهجير والتدمير، وختمت بالتطلع «إلى تعزيز علاقات الشعبين والبلدين»، وتمنت «دورا فاعلا لمصر في مساعدة الشعب السوري على الوصول إلى أهدافه في السلام والحرية والعدالة والمساواة
خطوة بروتوكولية وسياسية مع من ؟ مع قاتل مجرم سفاح مغتصب خائن ، فنهنئه على جرائمه وما ارتكبه من فظائع بشعبنا المصري الحبيب ، أم على تعامل عصاباته مع اللاجئين السوريين كمنبوذين ومطارد لهم في كل مكان في مصر وكأنهم لعنة حطّت عليهم ، أم لأنهم ملئوا السجون منهم ، أم لأن المئات من السوريين ماتوا من قوارب الموت فراراً من هذه العصابة المجرمة ، وآخرها بعد التهنئة الميمونة بالحكم على العديد من السوريين المتواجدين في مصر بخمس سنوات لإبدائهم الرأي بمعارضة سفّاح سورية بشار ونظامه ، أم تأتي التهنئة على المذابح والمجازر التي ارتكبوها بحق المصريين وثوّار مصر ، فأي عار وخزي بعد هذه لُهاثاً وراء الخارج الذي كان وراء كل مصائبنا ولم يُقدّم لنا شيئاً يُذكر ، وكأنه لم يحن الوقت ليكون لنا كياننا الخاص المستقل ، لا أن نربط أنفسنا بهم فلا يزيدونا إلا خبالاً وإحباطاً وتصلية وتفتيتاً ، فنترك ثوّارنا في الميدان وحدهم وهم يدورون في أفلاك هذا الخارج ،ويتلذذون بأطايب المنازل والترحال ومقابلة الرؤساء والملوك وحضور أرفع المؤتمرات كديكورات صورية على أكتاف أبطالنا وثوارنا ودمائنا ومقدساتنا وأعراضنا ومشردينا ومعتقلينا ، ونسوا ماهم عليه الآن بفعل تلك التضحيات ليكونوا بمستواها في العطاء ، ، لينتقلوا بتقاعسهم وارتباطاتهم مع الغير الى صف الأعداء الذين يعملون على تصفية الثورة والنخر فيها من وراء هكذا تصرفات شنيعة ، وأذكر عندما كنّا معارضين ومتواجدين على أرض العراق مع فارق التشبيه للزمان والمكان وأحوال الثورات ، لم نتقدم بأي تهنئة لا لزيد ولا عبيد ، ولا حتى للرئيس صدام حسين لأننا كنّا في قرار مستقل ، وانتقدنا بكل وضوح دخول الكويت ، مع أنّ الرئيس صدام آنذاك فتح لنا الأبواب على مصراعيها ، وما دامت العملية بروتوكولية فلما لم يُقدموا التهنئة للرئيس الإيراني روحاني ، او الروسي بوتين أو غيرهم ، فكل الدول قدّمت التهاني وما هي إلا قضية بروتوكولية ، وما الفرق بين من ذكرنا والمجرم السيسي الذي كان أول استهدافات انقلابه الدموي الثورة السورية واللاجئين المتواجدين على أرض مصر ، فلم تكن هذه التهنئة إلا عار نتبرأ منه أمام الله والناس أجمعين ، لنقول بأن هذه التهنئة لاتمثل الا الجربا ومن وافقه ، وعلى هؤلاء أن يظهروا الى الإعلام إن كانوا أبطال أن يقولوا هذا الكلام ، فما من أحد من ثوارنا وأحرارنا أعطاهم التفويض ، ليفتروا كذباً وبهتاناً باسم الثورة وأرواح من ضحوا ليتكلموا باسمهم بهتاناً وزوراً
فايز سارة : في مضمون الرسالة. فلا بد من ملاحظة أن الرسالة جاءت في ظل حقيقتين لا بد من الوقوف عندهما؛ الأولى أن مصر أكبر البلدان العربية وهي مقر الجامعة العربية، وهي المقر الرسمي للائتلاف
لا أدري أي دور لمصر السيسي سوى التخاذل والتواطؤ والانقلاب على الثوار والثورات ، ولما بعد هذا الخذلان لتكون مصر المقر الرئيسي للائتلاف ، مع مناشدتنا حتى منذ أيام الرئيس الشرعي مرسي بنقل هذا المقر الى تركيا على الحدود مع سورية ، وما فائدة الجامعة العربية بالأساس على القضية السورية سوى التآمر والتواطؤ شان الدولة المُضيفة ، لأن نبيل العربي هو في الأساس من الدولة العميقة المصرية ، ولن يُغيّر بعد الائتلاف أو قربه منها في المعادلة شيء
فايز سارة : الائتلاف الذي يجمعنا بعد أن تكرس ممثلا للشعب السوري "
يجمعكم نعم ولكن من كرسكم ممثلاً عن الشعب السوري ؟ وهل الاعتراف الخارجي يُعطيكم هذا التمثيل ؟ ومالكم على الأرض من قوّة أو تأييد ، وربما يدعي أحدهم ان تظاهرات سابقة أيدت ، وهذا صار في خبر كان ، ام تريدون إخراج مظاهرات حاشدة على طول البلاد وعرضها لتقتنعوا ؟ فماذا قدمتم بحق الإله الواحد الأحد ؟ وأين تعيشون بأحلامكم ؟ وعلى أي كوكب أنتم؟ ولا أدري إذا سمعتم عن اضطرار أبطالنا في حمص القديمة للانسحاب ، او عندكم علم عما يجري في ريف دمشق من المعارك ، وعن أي شيء قدمتموه؟ والبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية والبالستية والغازات السامّة المستمر قصفها على شعبنا في ادلب وحلب وحماه وريف دمشق ودير الزور ودرعا الاباء فماذا فعلتم بصددها وبعلاقاتكم من الدول التي اعترفت بكم ، فلم نراكم ، ولم يكن لكم أيّ أثر لمنع كل هذه الجرائم بحق الانسانية والإنسان السوري سوى أنهم يتسلّون بكم ، وأنتم تؤمنون لألاعيبهم ، فماذا نفعنا الاعتراف والتمثيل ؟ استقيلوا يرحمكم الله ، ولتحذوا حذو المناضل الوطني العتيد علي صدر الدين البيانوني هو أقرب الى الإخلاص ، ودعوا الميدان يتكلم ، وليس من شأن الائتلاف أن يكون عراباً للسياسات الأمريكية أو الغربية او الاقليمية المتواطئة والمشاركة في سفك دم الشعب السوري ، بل كان عليه ان يكون أن الى جانب شعبنا وثوارنا ، فيرونه حيث يُريدون لا مايريده الآخرون ، وعند العجز دفن الميت إكرامه وربما في استمراركم ، لهذا الدور المخزي أن تكونوا مُشاركيهم ، لتكونوا لعنة الشعب لا كما تأمل فيكم النعمة من قبل ، بعد أن أثبتم فشلكم وانحرافكم عن خط الثورة والثوار ، والله أكبر منكم ومن ورائكم ، والنصر لشعبنا السوري العظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق