الكل يعلم أن ثورة العراق بدأت بالاحتلال الأمريكي للعراق في ربيع 2003 ونشأت فصائل متعددة وتحت أسماء مختلفة والتي أجبرت القوات الأمريكية على الرحيل وتسليم الملف العراقي بالكامل لايران , المقاومة العراقية كانت تتبع في غالبيتها فصيل واحد ينتمي للطائفة السنية في العراق وعلى الأخص العرب السنة فيها
التعاون
الأمريكي مع الشيعة والدعم الايراني جعل من الديمقراطية الحديثة في العراق تنتهج
نهجاً طائفياً شيعياً بحتاً , ونتيجة التهجير للسنة العرب والتصفيات الجسدية
والاعتقالات وتجنيس الايرانيين جعل من السنة العرب أقلية في البرلمان العراقي
والذي لاتتعدى حصتهم فيه أكثر من 25% , ومورست بحق السنة العرب مختلف أنواع الجرائم
والاقصاء والتشريد والاذلال
خسرت
القوات الحكومية خسائر فادحة في محافظة الأنبار ولم تستطع اخماد الثورة فيها .
إن تلك الخسائر الكبيرة مع غياب المركزية في
الجيش العراقي والمعتمد أساساً على عناصر ميليشيات لاتمتلك من الخبرة العسكرية
شيئاً يذكر , فهي موجهة لعدو واحد أعزل هو الطائفة السنية فقط , واشتراك نخبة القوات تلك في المعارك
الدائرة في سوريا
يمكننا
تحليل المعطيات الأخيرة على أرض الواقع من خلال بعض النقاط وأهمها :
1-
لاتجد في القنوات الاعلامية إلا راية واحدة وفصيل واحد
وهي راية الدولة الاسلامية في العراق والشام , مع أن الذين دخلوا من عناصر الدولة
لمدينة الموصل يقدر عددهم ب800شخص والسؤال :
هل يعقل أن يتمكن 800عنصر من تحرير ثاني أكبر المدن العراقية وعاصمة العراق
الاقتصادية وفيها قواعد عسكرية ضخمة وعشرات الآلاف من المقاتلين وقوى الأمن ؟
2-
أثيرت الكثير من الشكوك حول السرعة في انهيار القوات
الحكومية وأنها خطة مدبرة تشترك فيها إيران وحكومة المالكي وبشار الأسد , عندما
اعتبروا أن كل العمليات التي جرت وما زالت كانت من صنع عناصر الدولة فقط
3-
قد يسأل سائل إن لم تكن مؤامرة لإيقاع المحافظات السنية
فيها فهل تفسر لنا سبب هذا الانهيار ؟
يوجد عاملين أساسيين لوبسطناهما هنا لوجدنا جوابا قد
يكون مقنعاً لعدد كبير من المشككين أو المؤيدين للثورة العراقية
الأول سياسي , الفراغ السياسي الذي أعقب الانتخابات ولم
يستطع المالكي الحصول على الدعم الشيعي الكامل لتوليه الحكم للمرة الثالثة ,
وبوجود فريق قوي في البرلمان ضد المالكي هو الكتلة الكردية والتي لم يرضها تصرف
المالكي السابق فتخلت عنه
الثاني عسكري : استعانت الحكومات العراقية بقادة ورتب
عسكرية سابقة وفرضت سلطة الاحتلال على الحكومات العراقية في أن يكون وزير الدفاع
عربياً سنياً ورئيس المخابرات سنياً وعناصر بالاضافة لمجموعات بعثية شيعية مكنهم
ذلك من التغلغل في المفاصل المهمة للقوات العسكرية وبالتعاون مع الثوار فكان هذا
الانقلاب على نظام الحكم وبدأ بتسليم مدينة الموصل وتسليم المواقع العسكرية للثوار
, إذا أخذنا بعين الاعتبار أن قادة الحراك الثوري في العراق هم ضباط من أعلى
المراتب ومن أجهزة المخابرات السابقين
ومن جملة الأمور التي تميل لتفسير ماحصل من تسليم
للمواقع العسكرية على أنه انقلاب عسكري هو ترك الجنود لأسلحتهم وعدم التعرض لهم
والسماح لهم بالعودة من حيث أتوا , وسرعة تسليم المواقع , والتزام حكومة اقليم
كوردستان العراق الصمت أمام تلك التطورات ليتقاطع ذلك مع تحويل الربيع العربي
والثورات العربية لأنظمة عسكرية ديكتاتورية مرة أخرى كما حصل في مصر ويحصل في ليبيا
والآن العراق وقد تكون سوريا لاحقاً .
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق