ونجمنا اليوم هو الشيخ العالم العامل
الفقيه الباحث الداعية الإسلامي الكبير الدكتور منير الغضبان أبو عامر وأبو عُتبة الذي
أفل جسدياً عن الدنيا في يومنا هذا بمكة المكرمّة ، بعدما سُجّي جسده الطاهر في مقبرة
المعلاة بعد معاناة مع المرض عن عمر ناهز ال 72 سنة لكنه بقي حاضراً بيننا بعلمه ومؤلفاته
وأبحاثه وابتسامته التي لاتفارق وجهه رغم مايعتليه من الألم لواقع الأمّة ، وما تعانيه
سورية من وطأة إجرام آل الأسد وسفك الدماء وتدمير المدن ، فقد كان رحمه الله رقيق القلب
كلما ذُكرت أمامه مأساة تدمع عيناه من الحزن والألم ، وقد عُرف عنه الصبر والعزيمة
وقوّة الارادة ، والقيادة الرائدة والتواضع والهمّة العالية التي ينافس عليها الشباب
، فما يحل في دولة أو مدينة إلا وهمّه الأوحد العمل ، فهو لم يذهب لمتعة ، والوقت عنده
بثمن الحياة
أول ماقرأت له كتابه عن معاوية بن
أبي سفيان الخليفة والملك منذ عشرين عام ، ولازلت أحتفظ بالكثير من المعلومات مما جاء
فيه ، وكان له الفضل الأكبر لولوجي الى عالم التاريخ الإسلامي لأسلوبه الشيق وتخريجاته
الفائقة وتفسيراته للأحداث ، عدا عن كتبه الأشهر والتي فاقت الستين مؤلفاً وأهمها فقه
السيرة النبوية الذي يُدّرس في العديد من الجامعات ، والمنهج الحركي للسيرة النبوية المنهج التربوي للسيرة
النبوية " أحد عشر مجلداً " والتربية القيادية والسياسية والجماعية والتحالف
السياسي في الإسلام ... وهو ما أشار إليه أحد الأصدقاء بالقول : لقد كان له أثر كبير
علينا في النقاشات الحادة حول إقامة التحالفات مع القوى الوطنية والليبرالية وغير المسلمين
، فقد كان يسبقنا في فهم دقائق السيرة وتفاصيل الاسلام السياسي، ولقد استفدنا منه كثيرا
في الوقت المناسب أيام الثورة الاولى بداية الثمانينيات
التقيته في الأردن والعراق واليمن
منذ الثمانينيات ، إذ مايحل في بلد إلا ويتقاطر لرؤيته والاستماع إليه وبخاصة من السوريين
للاستفادة من علمه وتجاربه ونصائحه ، وكذلك التقيته أثناء الثورة في مصر في العديد
من المظاهرات التي غالباً مايقف فيها خطيباً وموجهاً والكل يصغي إليه بكل إنصات ، وخاصة
أمام السفارة الأسدية وأمام الجامعة العربية ، والتقيته في المؤتمرات واللقاءات الحوارية
، ومنها مؤتمر الوحدة الوطنية وتجريم الطائفية ، فكان أوّل الموقعين على ميثاقه باسم
مؤتمر العلماء المسلمين لنصرة الشعب السوري وبالطبع فإن الشيخ منير إضافة الى مايمثله
في هذا المؤتمر فهو المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين ، وقد تقدّم بالعديد
من الطروحات حتى أذهلت الجميع بشفافيتها والروح السمحة ، حتّى أنّ منظم ذاك المؤتمر
الهام الدكتور سقراط البعّاج من أمّ علوية وأب سنّي كان من أشد المعجبين به وهو يقول
لي : هؤلاء الإخوان المسلمين الذين أصابهم ما أصابهم من نظام يخطف الطائفة العلوية
وهم الأكثر تسامحاً مؤاخاة مع هذه الطائفة ، والتي باسمها حُكموا بقانون 49 القاضي
بإعدامهم ، فسفكت دماءهم غزيرة ، وهم اليوم يقولون " ولاتزر وازرة وزر أخرى
" والأعجب أنّي رأيتهم السباقين في التوقيع على ميثاق الشرف الوطني الذي انبثق
عن هذا المؤتمر وهذا ما أذهلني ، وقد تغيرت رؤيتي عنهم كثيراً ونبلهم ، وكنت أحسبهم
سيكونون العقبة ، وإذا بهم الأسهل والأسلس
وكان شيخنا رحمه الله قد وجه كلمة
آنذاك في يوليو 2011 للطائفة العلوية حيث يقول فيها ولازالت أصداء كلمته تدق في أُذني
وتعمل مفاعيلها : أيتها الطائفة العلوية أكتب إليك وأذكر أنك تنتسبين إلى
علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه . وما أحراك أن تكوني على هداه أوليس هو وأخوه
عثمان أبوا الديمقراطية في العالم ؟ نحن أتباع علي وعثمان وعيسى ابن مريم وغيرهم من
المصلحين ، إنما نثور لكرامة الإنسان ضد الطغيان
، لقد آن الأوان يا إخواننا أن تقفوا في وجه الطاغية الأسد لا كلاما فقط ، بل عملا
كذلك إن شعبكم قدم ثمنا باهظاً وأنتم وحدكم بعد الله تعالى القادرون على الأخذ على
يده ، وإزاحته من سلطانه ، ونحن أبناء شعب واحد يفهم بعضنا على بعض ما نقول لقد انتهى
أمر بشار عندنا منذ سقوط أول قطرة من دم الشهداء الذين يلعنونه إلى يوم القيامة ، فالقاتل
والمجرم والذابح لشعبه ، ليس جزاؤه التكريم والحوار . إنما جزاؤه أطره على الحق أطرا
، وقصره على الحق قصرا ، وكف يده عن ذبح شعبه ، بعد أن ناديناه أحد عشر عاما ، ولكن
لا حياة لمن تنادي لقد خرج المتظاهرون إخوانكم فملؤوا كل فج في سورية يريدون إسقاط
النظام الأسدي ويمدون يدهم إليكم لتكونوا عونا لهم على إسقاط أكبر نظام قمعي في العالم
، يد شعبكم ممدودة إليكم ، فضعوا يديكم بيد هذا الشعب ، وقوموا قومة رجل واحد لإسقاط
هذا النظام ، وهذا الحزب الذي فُرض عليكم وعلينا نصف قرن ، وأنتم ونحن نلقى من طغيانه
واحتقاره لشعبه ، ونلقى من الظلم والاضطهاد والإهانة ما لم يلقه شعب من شعوب العالم
، ولم يوفركم فقتل زعماءكم وقادتكم ورفاق دربه مثل جديد وعمران وكنعان وغيرهم . شعبكم
ينادي لا طائفية ، لا طائفية ، شعب واحد ، صف واحد ، سورية للجميع .
وأنتم يا إخواننا أبناء الطائفة متى
تنصرونا إن لم تنصرونا اليوم ؟ ألا يكفينا دماء ؟ ألا يكفينا شهداء ، ألا يكفينا قتل
وسحل وتعذيب واعتقال إن كل يوم يمر ، بل كل ساعة تمر ، والنظام قائم ، فكل فرد يسانده
آثم آثم آثم ، غاشم غاشم غاشم ، سواء كان شيخا على رأس العلماء يتزلف إليه أو كان شريكا
له في المصالح يحن عليه ، فالظالم وأزلامه شيء واحد في ميزان الإسلام . إن الكلام المعسول
لا يغسل دم المقتول . وإن اختصار كل ساعة ينزف فيها دم هو رحمة لقلب الأم ؛ أمنا سورية
. خرج إخوانكم الأكراد وإخوانكم الشركس ، وشعب سورية كله ؛ البعثيون الأحرار والشيوعيون
والناصريون والإخوان المسلمون والليبراليون والمستقلون . إن في الصف ثغرة لا يملؤها
إلا أنتم وقادتكم وعلماؤكم وضباطكم ليأخذوا موقعهم بجوار أبناء شعبهم وقد تقدمكم عارف
دليلة ، دليلكم على الطريق لتأخذوا موقفكم وتقولوا لبشار وزبانيته ( جاء الحق وزهق
الباطل إن الباطل كان زهوقا
وأخيراً لايسعني إلا ان أقول : الى
جنات الله بإذن الله استاذنا وشيخنا العلامة المناضل الجليل منير الغضبان أبو عامر
، ايها العالم المجاهد ، وهي صفة قلما نجدها في علماء اليوم ، ومع اصابته بالمرض منذ
وقت طويل لكنه كان أقوى من المرض ، وكان يتحامل على نفسه كثيراً ، لم يكن لديه وقت
ليضيعه ، فهو إما مُستمر بالبحث وإمّا مُحاضراً او موجهاً أو ثائراً ومجاهداً ، وقد
رأيناه في مصر أثناء حلوله فيها في كل التظاهرات ، بل كثيراً ما اعتلى المنبر ووجه
وخطب في الجماهير المحتشدة ، فكانت كلماته مؤثرة تدمع لها العيون ، ودعائه يأخذ القلوب
لصفائه ونقائه وصلته الصادقة مع الله عز وجل ، لأتقدم بالعزاء بالنيابة عنّي وعن شعبنا
السوري العظيم وثوارنا الأبطال الى أهل فقيدنا الجليل الشيخ منير الغضبان وذويه وإخوانه
وأحبابه كما أعزّي نفسي به ، واسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته ، ويدخله المدخل الحسن
، ويُريه مقعده من الجنّة ، ويجمعنا وإيّاه فيها مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com ، كاتب وباحث - سياسي وإعلامي
سوري
أهم مؤلفات الشيخ منير الغضبان
: (أ)في السيرة النبوية :
1-المنهج الحركي للسيرة النبويةالمنهج
التربوي للسيرة النبوية (أحد عشر مجلدا)
4،3،2-التربية الجهادية
8،7،6،5-التربية القيادية .
10،9-التربية الجماعية .
12،11-التربية السياسية.
14،13-المنهج الإعلامي للسيرة النبوية
(الشعر في عهد النبوة).
15- فقه السيرة النبوية.(وهو مقرر
مادة السيرة النبوية في جامعة أم القرى والعديد من الجامعات العربية والإسلامية .
16-التراتيب الإدارية في نظام الحكومة
النبوية ، تقريب وتهذيب.
17-التربية السياسية للطفل المسلم.
18-فقه التمكين في السيرة النبوية.
19-أخلاقيات الحرب في السيرة النبوية.
20-الأخوات المؤمنات .(وقد قررته الرئاسة
العامة لتعليم البنات بالسعودية كتابا مساعدا لمدة سبع سنوات لطالبات المرحلة الثانوية
.
21-كتاب الأربعين في سيرة سيد المرسلين
.
22-محمد (صلى الله عليه وسلم) (بالاشتراك
مع آخرين)
(ب)في التاريخ الإسلامي :
23- معاوية بن أبي سفيان .
24-أبو ذر الغفاري.
25-المسيرة الإسلامية للتاريخ .
26-عمرو بن العاص ( الأمير المجاهد)
27-هند بنت عتبة.
28-المسيرة الإسلامية لجيل الخلافة
الراشدة –عهد الصديق-(تحرير العراق والشام والجزيرة )
29-جولات نقدية في كتاب الخلافات السياسية
بين الصحابة .
(ج) فكر إسلامي ومعادي:
30-الحركات القومية في ميزان الإسلام.
32،31-سورية في قرن.
33-سيد قطب ضد العنف.
34-إليك أيها الفتى المسلم.
35-إليك أيتها الفتاة المسلمة .
36-أفكاري التي أحيا من أجلها .
37-التحالف السياسي في الإسلام .
38-نحن والغرب على ضوء السنن الربانية
(العراق وأمريكا نموذجا)
(د) في التربية الإسلامية :
39-من معين التربية الإسلامية .
40-طرق تدريس المواد الدينية (للصف
الثاني بدار المعلمات)(بالاشتراك مع آخرين)
41-طرق تدريس المواد الدينية واللغة
العربية (للصف الثالث بدار المعلمات) (بالاشتراك مع آخرين)
سادساً : كتب تحت الطبع:
42-الحقوق المائة للمرأة المسلمة
.
43-الحوار : فكرا وثقافة.
44-المغيرة بن شعبة (الوالي المجاهد)
48،47،46،45-المسيرة الإسلامية لجيل
الخلافة الراشدة .
52،51،50،49-قضايا إسلامية معاصرة.
53-شباب في العهد النبوي.
54-شباب في العهد الراشدي.
55-التل في ذاكرتي وفي قلبي ( الوجه
الإسلامي)
56-الاتجاه الإسلامي عند الرصافي
.
57-المسلسلات التاريخية السورية (نماذج)
دراسة .
58-مدخل إلى السيرة المنهجية .
59-المنهج السياسي في السيرة النبوية
.
60-في ظلال الظلال.
61-السيرة النبوية عند السحار (عرض
ورأي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق