لعل أكثر
ما يحزّ في النفوس من الموت في زمان كثر فيه الهرج والمرج .. هو هذا الفقد لأناس رسموا
ملامح المرحلة.. وأقاموا في التاريخ صوى ومعالم تصل حاضر الأمة بماضيها.. وتربط أجيالها
ومستقبلها بمشاعل أوائلها..
ولو أنّ للأحياء
أن يهبوا الأموات من أعمارهم لكان الشيخ منير الغضبان رحمه الله من أحق الناس بهذا
الوهب والعطاء.. لحاجة هذه المرحلة العصيبة إلى أمثاله من الدعاة والمفكرين.. إلا أنّ
قدر الله غالب.. ((وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)).
وصدق رسول
الله صلى الله عليه وسلم القائل: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس،
ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا
فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا).
وإنّنا في
جماعة الإخوان المسلمين.. ننعى إلى الأمّة الإسلامية وفاة عالم من علمائها وعلماً من
أعلامها.. الشيخ منير الغضبان المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية
والذي وافاه الأجل صباح اليوم الأحد 3/ شعبان/ 1435 الموافق 1/6/2014هـ.
والشيخ منير
صاحب التواليف النافعة والجهد الكبير في الدعوة إلى دين الله والذبّ عن شرعه وأمته..
وصاحب المنهج الحركي والتربوي في السيرة النبوية.. والمؤرخ للحقبة الإسلامية الأولى..
والراسم لمعالم الحركة الإسلامية في كثير الكتب والمحاضرات والمدرس في جامعة أم القرى
لسنوات طويلة..
رحم الله
الشيخ الجليل.. وأسكنه فسيح الجنان.. ورزق أهله وذويه الصبر والسلوان.. ((يا أيتها
النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي))..
إنا لله وإنا
إليه راجعون
جماعة الإخوان
المسلمين في سورية
١/٦/٢٠١٤
٣/٨/١٤٣٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق