وقبل ساعة
من إعلان نتائج المهزلة بدأ إطلاق الرصاص بشكل كثيف، حتى يلفتوا النظر إلى حدث ما،
وإذ بكلمة على الشريط الإخباري تعلن خبر "إعادة تسلطه" قبل إعلان النتائج!
وتتملص من آثار إطلاق الرصاص الذي أمطر كل مكان في دمشق .. إذ كانت الأوامر على ما
يبدو تشمل كل الأماكن بإطلاق ذلك الرصاص العشوائي ومختلف الأسلحة وليصاب من في الطرقات
على وقع حدث مأساوي في تاريخ السوريين، كانت مناسبة تذكرهم بمأساتهم التي مضى عليها
عدة عقود بدأت من تسلط عائلة سفاحة على شعب كامل بمباركة عالمية.
انتبهنا من وهلتنا على سيل رصاص يعم أرجاء المعمورة
من كل مكان دون إخبار أو إعلان لأحد وكأن الشعب في واد وشبيحته في واد آخر، كل الناس
تفاجأت خاصة من كان في الشارع يقضي بعض حاجاته وقد اختاروا المساء لإعلان النتائج حتى
يسهر الكل مجبرين على وقع إطلاق الرصاص والاحتفال القاهر بمكبرات الصوت ومسجلات الستيريو
التي جابت كل الشوارع تطلق أهازيجها، فكان حين يتوقف الرصاص كل فترة تنطلق باصات المحتفلين
في أرجاء الشوارع مستعرضين فرحهم المزعج علماً أنهم كانوا يغلقون مكبرات صوت المآذن
في الجوامع حتى لا ينزعج أحد من صوتها وقت آذان الفجر.
بعد كل ما
ارتكبه النظام المجرم في سورية ينال عالمياً مباركة أو صمتاً مخزياً ويترك شعباً بين
برائن سلاح يتدفق لدعم هذا النظام، ليست التهنئة موجهة إلا لرؤساء العالم العربي والغربي
على السواء .. فهنيئاً لكم يا رؤساء العالم والسياسة العالمية على هذا الإنجاز، ها
قد استمرت سكين الجزار في ذبح رقبة الإنسانية وحتماً ستصل آثار الدم المطروش إلى جباهكم
وتلطخ عيونكم التي تتغاضى وتتناسى الدم المسفوك ..
هنيئاً لكم
..
فالليلة كانت
الضحايا هي ضحايا جنون العظمة التي فجرتموها في فاقدي الحس الإنساني .. حتى استكبر
هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلى الله لا يرجعون، وقد ظنوا أنهم مانعتهم
حصونهم لتي تحصنوها بسياساتكم وأوراقها الوسخة التي تلعبون بها على شعب أراد أن يحيا
بعد صبر طويل على الموت البطيء ..
في خضم احتفالات
المأتم التي بكي الأطفال خوفاً منها بزغت تساؤلات:
من أين أتى
11 مليون ناخب، من أصل 15 مليون يحق لهم الانتخاب!!!!
هل أتوا من
تحت الأنقاض أم المقابر؟ أم مما وراء الخيام أم جرى الانتخاب على الأرصفة التي يقطنوها
ولا يستطيعون الحراك تضورهم جوعاً؟ وهل سينتخبون لمنحهم ذلك الانتخاب علية بسكويت أو
ربطة خبز يقيتون بها أنفسهم وأطفالهم في جو حربي واسع ومنتشر حتى في الأماكن التي يسيطر
عليها النظام؟!
أم أنهم أتوا
بالإجبار كما فعل مع أهالي المعضمية حينما حاصرهم لأيام طويلة تسبق انتخابه ثم فتح
لهم المجال للخروج والحصول على الخبز من عند جيرانهم -المباركين بيد النظام- مع الإجبار
على الانتخاب مقابل الرغيف .. أم حصل العدد من خلال إجبار ما تقلص من عدد الموظفين
الذين لا يصلون لرقم بسيط مقارنة بهذا الرقم الذي سطرته أيدي أجهزة الأمن.
هل حصل على
النسبة الأعلى من الانتخاب حقاً وعلم بها قبل إعلانها وكيف؟! وكيف اتفقت كل الثكنات
العسكرية والحواجز والمراكز الأمنية في المناطق التي يسيطر عليها النظام على إطلاق
الرصاص في وقت واحد؟ ومن أين تم التنسيق مع كلمته التي أشاعها بعدم إطلاق الرصاص وقد
كانت كلمته الإعلامية قبل إطلاق هذا الرصاص؟؟؟ هل كانت سماحاً منه وإشارة لهم بإطلاقه
مع تملصه من المسؤولية؟! وإن كان هذا وارداً وتملص فأين هي سلطته في منعهم من أذيات
رصاص التشفي؟؟؟؟ ألا يفترض أن له سيطرة؟ أين ضبطه لأمور بلاده التي يزعمون أنهم انتخبوه
ليعيد الأمان ؟؟؟ إذاً كيف سيعيد الأمان وكلمته ضربت بعرض الحائط؟؟ هذه الأسئلة إلى
من يلا يزالون يصدقون كذبة بقايا النظام ويرددونها ولعل ذلك في أمانيهم الخادعة وعقولهم
المغيبة؟؟
الاحتفالات
في دمشق لأنها مسروقة من أهلها من قبل مستوطنين ليسوا منها تسلطوا وحكموها كما هي حال
سورية، وكل ما بدا عنها سابقاً يتضح سببه في هذا اليوم .. دمشق حولوا جبلها الأشم لمخزن
أسلحة تمطر الشام بما تحمل .. دمشق حولوها لمستوطنة زرعت بألغام حقدهم وتفريق أهلها
عن بعضهم وعن صفاتهم ..
على كل حال
من الجيد أن تظهر الحقائق للجميع فلا يبقى هناك أي حجة لأي مفتون أو تائه أو ضائع
..
دمشق تبرأ
مما يحصل فيها من استباحات ..
إن الواقع
بقدر ما فيه من قهر وقهر وقهر ، بقدر ما فيه تكشف للوجوه وتكشف للحقائق المريرة ، ومعرفة
الحقيقة خير من العيش في الوهم الذي كان قبل عقود ..
وربما هذه
هي أفضل ما توصلنا له من خلال هذه الثورات أن نعرف الوقائع الذي تكشف وكان يدار دون
أن ندري ومن وراء الستار، قد اتضح كل شيء وبقي علينا السعي إلى الخروج من مستنقعنا
.. وسنكمل المشوار، ولعلها إذاً ذروة اشتداد سطوة الباطل التي يعقبها إن ثبت الحق انقلاباً
في الموازين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
الثورة اليوم
مقهورة وما يعزينا : طالما أن أسهم السفاح السوري قد انخفضت إلى أدنى مستوياتها ودليل
ذلك هو الجنون الانتخابي الذي لم يمر نظيره سابقاً، ولو على ركام .. فقد أوشك في عمر
الوطن الشروق.
ويستحسن لنا
بعد صفعة تخلي العالم عنا أن نبحث عن أسباب عدم تحقق النصر لنا وبأيدينا حتى الآن فنتجاوزها
ونبدأ من جديد في استحضار الهمة واستعادة مفاهيم الثورة.
شام صافي
5-6-2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق