تقصر
الكلمات عن التعبير على فقدان شيخنا أبا عامر رحمه الله الذي اختطفه الموت منا في
وقت كنا أحوج ما نكون له ليكون بيننا نستلهم منه العزيمة والثبات والتضحية
والعطاء.
أبو
عامر الشيخ منير الغضبان المفكر والمعلم والأستاذ الذي تتلمذت على يديه وعشت معه
المحن والإحن وشاركته لسنين مر الحياة وحلاوتها، فكان لي ولإخواني الأب والصديق
الذي نلجأ إليه كلما اشتدت الأزمات وفترت الهمم، لنجد عنده البلسم والدواء لكل
آلامنا وأحزاننا ومعاناتنا.
أبو
عامر الشيخ منير الغضبان أعذرني فقد تأخرت كثيراً في رثائك وكان حقاً علي أن أكون
أول من يرثيك وأول من تسيل الدموع لفراقك وأول من يتحدث عن مناقبك وأنت صاحب الفضل
علي وعلى الكثيرين من إخوانك ممن تتلمذوا على يديك وتعلموا من بحر أفكارك وغرفوا
من محيط عطائك وإبداعاتك، فقد كنت أستلهم من كتاباتك وأفكارك ما يمكن أن أسميه
مقالاتي التي كنت أكتبها على مدار عشرين عاماً، وأستلهم ما يمكن أن أسميه كتباً
نشرتها كان لبعضها شرف كتابة مقدمتها، فعندما أذكرك يا شيخي وأستاذي ومعلمي أستذكر
فضائلك التي لا يمكن الإحاطة بكل مفرداتها والتي تطوق عنقي حتى ألقى الله وألقى
الأحبة وأنت يا شيخي من بينهم.
عذراً
شيخي الفاضل أقر بتقصيري تجاهكم وعزائي في قلبكم الكبير الذي كان يتسع لنا في
حياتكم، والتفاؤل يحدونا بأن تسامحونا على تقصيرنا بعد أن فارقتمونا إلى حياة هي
أفضل وأعز وأكرم من حياتنا.
رحمك
الله يا شيخنا وجمعنا معكم في دار البقاء ضارعين إلى الله أن يتغمدكم برحمته
ويسكنكم فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق