الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2014-09-23

لعبة الحرب والسلم من منظور مختلف – بقلم: د. عبد الغني حمدو

 
في سجن أبو غريب في العراق 2006 قال لي معتقل  كويتي ينتمي لتنظيم التوحيد والجهاد (القاعدة ) إن كل الذين قتلوا في الحروب ضد إسرائيل من الجيوش العربية قد ماتوا كفاراً لأنهم قتلوا دفاعاً عن أنظمة علمانية كافرة  

لنعد قبلها بزمن يقدر بثلاث عقود عندما أعلن الرئيس المصري أنور السادات حينها عن عزمه زيارة تل أبيب , وشنت حملة كبيرة ضده في سوريا على أنه خائن , فقال مدرس مادة الاجتماع موجهاً الكلام لنا في الصف الثالث الثانوي ولأحد زملائنا عندما تهجم على شخصية السادات بالقول ووصفه بالخائن (  فقال له... يابني إن السادات ينظر إلى الأمام لعشرات السنين أما أنت فلا تستطيع أن تنظر أكثر من تحت قدميك)


قامت الدنيا ولم تقعد عندما عبر الرئيس بورقيبة عن ضرورة الحوار مع إسرائيل في الستينات من القرن الماضي
إن أي نظام حكم شمولي استبدادي ديكتاتوري لايمكنه الاستمرار بدون عدو يصنعه هو... أو عدو وهمي يخترعه 
بعد ذلك قامت ثورة انقلابية في مصر واستلم العسكر الحكم بقيادة جمال عبد الناصر , والذي حمل شعار القومية العربية وتحرير فلسطين
 لقد كان له الفضل الأكبر في تعريف الشعوب العربية بالقضية الفلسطينية وحمل لواء التحرير
و هنا بدأت اللعبة ... لعبة الحرب والسلم في آن معاً
جمال عبد الناصر ولد وتربى في الحي اليهودي في القاهرة , وفي نفس المكان الذي ولد وتربى فيه (موشي دايان ) وكانا جارين ملاصقين لبعض
فعبد الناصر أصبح زعيم مصر والأمة العربية وموشي دايان وزياً للحرب في إسرائيل ليكون لهما الانجاز الكبير في توسع دويلة إسرائيل لتشمل سيناء والجولان والضفة الغربية 1967
فلو كان حكامنا يمثلون ضمير الأمة لاستطاعوا إدارة اللعبة بحرفية ممتازة ولاستطاعوا استيعاب الدويلة اليهودية وجعلها تذوب داخل المجتمعات العربية , فكان الأولى فيهم أن يرتبوا البيت الداخلي والتركيز على القوة الداخلية وتطورها بالعلم والصناعة والتكنولوجيا , فقط جعلوا شعارهم تحرير فلسطين وشراء المعدات العسكرية من الدول التي أنشأت إسرائيل في قرار التقسيم وعلى رأسهم الاتحاد السوفييتي
بينما الدويلة اليهودية في حينها لعبت لعبة الحرب ولعبت لعبة السلام , تناشد السلام مع جيرانها, وفي نفس الوقت محاطة من قبل أعدائها , وهم المساكين والمشردين والمطرودين , ولعبت لعبة التكنولوجيا والعلم والصناعة
أشربونا لعبة المؤامرة فشربناها وأصبحت موروثة ومن الصعب التخلص منها
بشار المجرم ونظامه مرغوب لإسرائيل وحلفائها فهو عنوان لعبة الحرب كما كان أبوه النافق من قبله, مع أنهما من أقرب المقربين لإسرائيل وانضمت إيران للعبة بعد  تدمير العراق
فمن السهل أن تمرر الخطط بيننا لأننا سنبقى أرضاً خصبة لكل المؤامرات مادام شعارنا الوحيد هو الحرب , ولكن عندما نوظف الحرب من أجل السلم ومن أجل الحياة عندها ليس من السهل على أمريكا ولا غيرها أن تشكل أحلافاً كبيرة لدفننا وقتلنا وتدميرنا كما فعلت من قبل في العراق وما تفعله الآن في حلفها الجديد .

د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق