هنالك وجهات نظر على الساحة السورية
مؤيدة لهذا التحالف وأخرى مناهضة له ,فالمؤيدون يرون أن الارهاب لايفرق بين الحق والباطل ينفذ مصالحه وما تقتضيه
الضرورة لبقائه ونمو قوته للسيطرة على نفوذ
أعمق وأوسع ,وهؤلاء يعتقدون أن داعش وأخواتها ارهابيين , ولكن نظام بشار الأسد والمليشيات
الشيعية التي تناصره تمثل قمة الارهاب المحلي والعالمي
وقد يسأل البعض هؤلاء الفئة المؤيدة
:
لماذا لم تقصف كتائب الأسد الارهابية
والمليشيات الشيعية وتقصف داعش والنصرة؟
من قراءتي للمشهد أرى :
1- لو أن القصف شمل الأراضي السورية كلها عندها ستنهار دويلة المجرم بشار
الأسد وستصبح الساحة السورية مهيأة لسيطرة أقوى الفصائل الموجودة على الأرض والتي تتمثل
في داعش والنصرة والقوى المؤيدة لهما
2- هي عملية فرز للقوى الموجودة على الأرض وكذلك للقوى السياسية والتي تؤيد الارهاب من عدمه
3- لم تنجح المعارضة السياسية في لعب
دور قيادة الثورة السورية ولم تتمكن
فصائل الجيش الحر من المحافظة على المناطق
التي كانت قد وقعت تحت سيطرتها والتي أصبحت تحت سيطرة القوى ذات التصنيف الارهابي
ليصبح خارج معادلة الصراع تقريباً
4- أتاح التركيز على ضرب داعش تنحية المعارضة القوية لمحور التحالف والمؤيدة
للأسد كروسيا وطهران , وأصبحت الأجواء السورية كلها مفتوحة أمام قوات التحالف الجوية
عندها لن يقتصر الهدف على تدمير الأهداف المعلنة وإنما سيكون القصف الجوي متعدد الأهداف
والمتاحة من حرية حركة الطيران فوق الاراضي السورية كلها
ومع انشغال عصابات الأسد بالقتال مع
الثوار تجعل من السهل الحصول على المعلومات الدقيقة لقوات التحالف المنتشرة الفاعلة وغير الفاعلة والتابعة لكتائب
الأسد , وفي نفس الوقت توليد شعور عند قوات الأسد أنها لن تكون بمأمن من القصف والتي
ستساهم في تشقق وتفتت البنية الصلبة والتي مازالت تقاتل من أجل البقاء على نظام بشار
والذي بات مهدداً بالسقوط في أي وقت يشاء التحالف
5- الخطة تقتضي تجميع قوات عسكرية هي ضد ايديولوجية القاعدة (النصرة وداعش
) مدعومة بالسلاح والمال وبمساندة قوات التحالف الجوية وقد تشمل البرية أيضا والتحرك
باتجاه المناطق التي تسيطر عليها تلك الفصائل بعد اضعافها بقطع الامداد ومصادر التمويل
واستنزافها عسكريا والتخلص من قاداتها
6- وعند الوصول للنتائج المرجوة يكون من السهل فرض الحلول على أطراف النزاع
أما الذين يظهرون أنهم ضد التحالف
فهم نوعان على الأقل : نوع مازال يهدد ويتوعد وأنه سينتصر على الحلف الصليبي القادم
فهو من ضمن الحرب الاعلامية ليقنع من لم يقتنع
حتى الآن أن هؤلاء الجهاديين ارهابيين بالدرجة الأولى وأنهم مصدر رعب للعالم أجمع
أما الصنف الآخر فهو صادق في عقيدته
صادق في توجهه ولكن غاب عنه مع الأسف تجاربه وتجارب من سبقوه وقسم العالم كله لقسمين
...مع ...أو.... ضد , مع أنه لا يملك من القوة والحكمة والإمكانيات المادية والعسكرية
والحاضنة الشعبية لتمكنه من تحقيق أهدافه .
قلتها وأقولها دائماً لن تستطيع أن
تعيش في بيئة موبوءة مالم تطهرها من الأوبئة ومع كثرتها في بلادنا فهي ...لاتعد ...ولا ...تحصى
..... الجهل والفقر والتخلف والظلم والاستبداد والتطرف ....ويحيط بهذه الأوبئة كلها
قضاة وحكام جهلة وفاسدين .
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق