بسم الله الرحمن الرحيم
إن استراتيجية الرئيس باراك أوباما
في مواجهة (داعش).. ما تزال غامضةً، وذلك بعد ما يقارب أربع سنواتٍ من الجرائم الإرهابية
الوحشية التي تقترفها –بحق الشعب السوري - العصابةُ الأسدية المتسلِّطة وحلفاؤها، والميليشيات
الطائفية، الإيرانية والعراقية واللبنانية.. وغيرها، التي تحتل سورية، وتعيث فيها فساداً
وقتلاً وتدميراً.. وإرهاباً!.. إلى أن وصل عدد ضحاياهم حتى الآن إلى: ربع مليون شهيد،
ونصف مليون معتقلٍ وسجينٍ ومفقود، وأحد عشر مليون لاجئٍ ونازح.. مع تدميرٍ شبه كاملٍ
للبنية التحتية السورية.. بما في ذلك مئات المجازر المروّعة، التي استُخدمت فيها كل
أنواع الأسلحة، ومنها: ذبح الأطفال والنساء بالسكين، إلى استخدام الأسلحة الكيميائية
التي اعتبرها الرئيس أوباما الخطَّ الأحمر، فاكتشف العالَم أن ذلك كله كان خطاً أخضر،
طالما أنّ المجرم -بحق الإنسانية - لم يَقتل به صحفياً أميركياً أو بريطانياً أو غربيا!..
إننا في جماعة الإخوان المسلمين في
سورية، نؤكد موقفنا الثابت، بما يلي:
أولاً: إنّ النظام السوريّ وحلفاءه
الطائفيين، هم مَنبع التطرّف والإرهاب، ومَصدرهما.. وأي حربٍ تُشَنّ على التطرّف و(الإرهاب)
ولا تشمل هؤلاء جميعاً.. هي حرب عبثية مشكوك في دوافعها وأهدافها، لأنها لن تقضيَ على
أصل (الإرهاب)، ولأنها تحرف الثورة السورية عن أهدافها في الحرية والكرامة كما حرفها
تنظيم (داعش).
ثانياً: إننا نرفض التدخل الدولي على
الأرض السورية، فالشعب السوريّ وحده قادر على تحرير سورية واجتثاث التطرّف و(الإرهاب)،
إذا رُفِع الحصار عن تسليحه بالسلاح النوعيّ الفعّال، وكَفَّ العالَم (الحرّ!) عن الاكتفاء
بالتفرّج على الجرائم ضد الإنسانية التي يقترفها نظام الأسد بحقه، بشكلٍ لم يسبق له
مثيل في التاريخ البشريّ كله. وهذا الموقف الدوليّ السلبيّ هو أحد أسباب نمو التطرف،
فالمطلوب من أصدقاء الشعب السوري، تقديم الدعم اللازم لهذا الشعب، ليستطيع تحرير بلده
من أنواع الإرهاب كلها.
ثالثاً: إن الإسلام دين وسطيّ يبغي
الخير والعدل والرحمة للناس جميعاً، وينبذ التطرّف والظلم والعدوان.. على هذا قامت
جماعتنا، وعلى هذا تسير. ونعتقد أنّ هذا المنهج والفكر، هو الأساس الذي ينبغي أن يُعتَمَد
لمحاربة التطرّف، وعلى هذا الأساس، فإنّ جماعتنا -على مَرِّ تاريخها- هي أول مَن تصدّى
لإجرام النظام بحق الشعب السوري، ولفكر وجرائم تنظيم (داعش) وأمثاله.
رابعاً: إنّ التركيز الأميركيّ والغربيّ
على الحركات المتطرِّفة السنية، وتجاهل جرائم العصابة الأسدية والحركات والميليشيات
الإيرانية الطائفية، على رأسها: حزب الله والميليشيات العراقية الشيعية، تجاهلاً كاملاً..
يثير شكوكنا. إننا –من منطلق انتمائنا إلى دين الحق والوسطية- نرفض تطرّف المجموعات
المتطرِّفة المنحرفة عن المنهج الربانيّ الإسلاميّ الوسطيّ، مهما كان مَنبتها، ونرفض
كذلك، الانخراط في حربٍ ظاهرها الحرب على (الإرهاب)، ونخشى أن يكون باطنها الحرب على
الإسلام. وعلى أمريكا والغرب وكل المعنيين، أن يُعرِّفوا الإرهاب الذي يقصدون أولاً،
كي لا تختلط الأمور ويُستهدف المعتدلون الصادقون، وأن يُدركوا، بأنّ سياساتهم الظالمة
هذه في الكيل بمكاييل متعدِّدة، هي الحجر الأساس الذي يؤسِّس لولادة (الإرهاب)، واشتداد
عُوده، وانتشاره في أرجاء الأرض، بما في ذلك بلدانهم.
خامساً: إنّ وحدتنا الوطنية السورية،
هي ضمان انتصار ثورتنا، وطريقنا للقضاء على مشكلات الجهل والتطرّف في مجتمعنا ، وركن
أساس لاستقلالية قرارنا الوطنيّ.. لذلك، فنحن نرفض أي موقفٍ أو تصريحٍ.. أو رؤيةٍ،
تضعنا أمام خيار: العصابة الحاكمة أو تنظيم (داعش) المتطرِّف.
(واللهُ غالبٌ على أمره، ولكنّ أكثرَ
النَّاسِ لا يَعلمُون).
والله أكبر ولله الحمد.
الثلاثاء في 21 ذو القعدة ١٤٣٥ه، الموافق
لـ 16 من سبتمبر أيلول ٢٠١٤م
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق