ليس من الغريب على أمة الإسلام،
وهي ذات الحضارة والأمجاد، وذات التاريخ المليء بالصفحات المشرقات، أن تظلل بعض
جوانبه الزاهية صفحات مخضبة بالدماء أو مجللة بالسواد، بفعل بعض الأيادي الخبيثة،
التي كانت تمتد - بدهاء متقن - لتنفث سمومها إلى عقول بعض جهلة هذه الأمة من ذوي
النفوس الضعيفة والرؤوس الخاوية. لتجعل منهم أداة لشق صف المسلمين، ومعولاً لهدم
هذا الدين، خدمة لأغراضها الوضيعة، ولتنفّس عن أحقادها الدفينة. فقد عزَّ على هذه
الطغمة الحاقدة أن تنتشر منارات التوحيد، وأن يعلو النداء الخالد.. الله أكبر..
الله أكبر.. فوق كل أرض وتحت كل سماء.
وكان لهذه الفئة الباغية الضالة
حضور في كل زمان ومكان حتى يومنا هذا، تتخفى تحت أسماء ابتدعوها ما أنزل الله بها
من سلطان، تقف في وجه الحق وأهله متحدية كل نواميس الحياة، تقتل وتسفك الدماء
وتشيع الضلالات والبدع والانحرافات وتعمل على إغواء الشباب وحرف معتقداته تحت شعار
(قال الله وقال رسول الله)، رافضة مواجهة علماء الأمة أو الحوار معهم، فما
يعتقدونه ويبشرون به هو الحق والدليل عندهم، فعلماء الأمة وعامة المسلمين ممن لم
يبايعوا أميرهم وقد علموا بوجوده هم مرتدون عليهم أن يُستتابوا ويعترفوا بكفرهم
حتى يُقبلوا في حظيرة الإسلام، معيدين سيرة من سبقهم من خوارج هذه الأمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق