كانت الولادة للثورة السورية أشبه
بالمعجزة رغم أنها كانت رغبة جامحة ، فما ذاقه شعبنا من الاذلال والهوان والتنكيل والاستعباد
والاضطهاد يفوق تحمله عن طاقة البشر ، وكان هناك تخّوف كبير في الاقدام على هذه الخطوة
المباركة لأن الجميع يعرف عواقب الفشل من تجربة سابقة كانت في الثمانينيات قُتل فيها
ما يزيد عن المائة ألف إنسان ، وتدمير مدينة بأكملها فوق ساكنيها ، فالشعب لا يتعامل
مع نظام من جنس البشر ولا حتى من جنس الحيوانات ، بل مع برابرة مخلوقات فوبيا اجرام
، معجونة بماء العهر والوضاعة ، حملت بين ثناياها كل حقد وغل العالمين، أشباه بشر وما
هم بالبشر ، مخلوقات كريهة لا تعرف الله ، بل الكلام المباح بينها سبّ الإله ، متعتهم
بتعذيب البشر وإشقائهم ، جام وضاعتهم وسفالتهم صبّوها على شعبنا العربي السوري المسلم
الذي استقبلهم من ترحالهم بعدما كنستهم أوطانهم التي قدموا منها ، هم حثالة الحثالة
، التقطناهم من القاذورات وقلنا عسى ولعلّ أن يظهر عليهم المعروف ، فكانوا أشد المناجيس
لؤماً ، فخاف الشعب سطوتهم وجرأتهم في سفك الدماء ، واستسهالهم في إذلال الناس والمقامات
، الى أن هيأ الله هديته التي رتّب ظروفها ، وقال على اسم الله فانطلقي ، لتكون مأمورة
في خطاها،
ربّانية في مسارها، كاشفة لكل وجوه القبح والنتانة ، ومن كانوا يتلطون
بالشعارات الرنانة ، وما هم إلا كلاب ضالة وفلتانة ، فظهرت حقيقة تحالف الشر والرعانة
، ملالي قم وقماماتها ، يُريدون تدمير اسرائيل عبر مدننا وجثث أهالينا وجماجم أطفالنا
، ولم يطلقوا عليها طلقة واحدة ، هم بالأساس حثالة ، جاء بهم الغرب بخامنئهم النجس
من فرنسا ، واستبدلوه عن كلبهم المدلل الشاه لما لهؤلاء من الكراهية والنتانة وأسس
الخيانة ، وصنعوا حزب الله في لبنان حامي حمى اسرائيل بعد مذبحة صبرا وشاتيلا للفلسطينيين
في لبنان أثناء غزو اسرائيل لهذا البلد عام 1982 ، وبعد تعاون حركة أمل آنذاك مع العدو
الاسرائيلي على ضرب المقاومة اللبنانية والفلسطينية بالتعاون مع الذراع القرمطي الأسدي
، وجميعنا يعرف مذبحة تل الزعتر الأشهر في لبنان راح ضحيتها مايقارب عن 20 ألف فلسطيني
ومذابح الوطنيين اللبنانيين والسوريين الأحرار هناك ، وقرامطة الماضي هم قرامطة الحاضر
في اجرامهم وشناعتهم ، ولأن الخيانة والعمالة عنوان لهؤلاء الطائفيين ، أطلقت لهم الأيادي
في كل البلدان ، بعدما فشل الاستعمار في قهر شعوبنا ، وفشلت صنائعهم المحلين الأقزام
في السيطرة على شعوبنا ، أُرخيت ألأيدي لقوى الغدر والخيانة الطائفية للقتّل المجان
، عساه بحسب ظنهم ان يكون آخر مايستطيع فعله الصليبيون الجدد للقضاء على جذوة الاسلام
، ورأينا مافعله هؤلاء الأوغاد في العراق ، بالقتل الطائفي على المُسمّى بعمر وأبي
بكر وعثمان ، عدا عن بشاعتهم التي لاتُعد ولاتحصى وقتل مايزيد عن المليون عراقي ، وهؤلاء
هم من يرعاهم هذا الغرب الصليبي الحاقد على أمّة محمد صلى الله عليه وسلم
ولذاك نقول : أنه مامن أحد يكلمنا
بعد اليوم عن قضية التعايش بين الشعوب والدول والنظام الدولي الجديد ، ومامن أحد باتت
تنطلي عليه هذه الأكاذيب ، إنهم يخوضون حرباً صليبية بالوكالة ، ولربما تذكرني بالعهد
الاسلامي الأول ودولتي الفرس والروم ، إنه التاريخ يُعيد نفسه في الصراع مع الاسلام
، فاليوم تُقصف حلب الشهباء بالبراميل المتفجرة من الطائرات الهلوكبتر وعلى مدار أيام
سابقة وبكل أنواع الأسلحة من الطائرات الحربية الأخرى ، وتُقصف مًدننا وبلداتنا بأشد
وأنكى مما تُقصف به حلب اليوم ، ويقتل يومياً بالعشرات حتى بلغ عدد شهدائنا مايزيد
عن الربع مليون إنسان وإصابة أضعاف أضعافهم وتشريد معظم الشعب السوري من مكان الى مكان
وسط حالة الذعر والهلع والخوف ، وحالة الفقر والجوع عمّت البلاد ،فماذا بعد هذا ليتحرك
المجتمع الدولي اللعين ليقولوا لهذا القاتل كفى , ولازالت أمريكا الصليبية الحاقدة
من يمنع الأسلحة النوعية المضادة للطائرات والمدرعات لمنع الهجومات ودحر القتلة ، وآخر
نكتة فعلتها أنها منعت المساعدات الغير فتّاكة كالأحذية العسكرية وماشابه من الدعم
، وقد أقسم لنا الثوار على طول البلاد وعرضها أنهم لم يصلهم شيء منها ، لأُحيي موقف
الجبهة الاسلامية برفضها أي لقاء يتم مع الأمريكي ، فما بالنا إن كان اللقاء المطلوب
مع الروس ، الذي يزحف إليه بعض الخونة المنبتين عن الشعب ، وما نُريده موقفاً حاسما
من كل القوى الثورية يفضح الموقف الأمريكي والغربي الصليبي للعالم أجمع ويكشف زيغهم
، اللذان أمعنا في قتل وإبادة شعب لم يكن له من ذنب سوى مطالبته بحريته وكرامته عدا
عن القتلة الميدانيين ، وقد أعطى هؤلاء العصابة الأسدية المُهلة ليستخدم كل أنواع الأسلحة
الفتاكة والمحرمة دوليا ، وأن يستعين بمن يشاء من القتلة ايرانيين وأذيالهم وروس وكامل
قدراتهم ليكون المشهد اليوم أكثر دموية في المدنيين ، وسط صمت منظمات حقوق الانسان
والمؤسسات الدولية المعنية ، فلم يبقى من شيء ممكن أن يُستخدم ضد الانسانية في سورية
إلا واستخدم ، فلم يبقى هناك ستر مخبّى لأي فعل أو وجه قبيح إلا وكُشفته هذه الثورة
المباركة ، وكشفت العداء بأوضح صوره على مّلة الاسلام والمسلمين ، فكل قاذورات وكريهات
العالم وجهوها لسورية الشام بكل الخبث والمكر والوضاعة ، لتصدق فيهم الآية الكريمة
" ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتّى تتبع ملتهم " وهنا المقصود بالآية الحاقدين
من كلا الديانتين ... يتبع
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com ، كاتب وباحث - سياسي وإعلامي
سوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق