يلجأ "حزب الله" في التعاطي مع أعدائه وخصومه
إلى أسلوب اعتاده؛ فهو يحمّل أعمال الخصم أهدافاً غير التي وضعها، ثم يقول إن هذه
الأهداف لم تتحقق، بهدف التهوين من أهمية هذه الأعمال.
في بدايات تدخله في سوريا كان الحزب يخفي بالكامل أسماء
وأعداد ضحاياه. أول إعلان بارز عن ذلك جاء بعد مقتل علي حسين ناصيف المعروف بأبي العباس
في 30/9/2012، ثم كرت سبحة النعي، مترافقة مع تعبئة مذهبية، وترويج لأهداف متغيرة؛
لتبرير نقل المعركة إلى سوريا، وتزايد أعداد الضحايا التي تسقط فيها.
وبالنظر إلى "البروباغندا" المصاحبة لقتال
الحزب في سوريا؛ فإن نحو 300 قتيل نشرت أسماءهم جريدة "المستقبل"، أو
1000 قتيل يقول موقع "كلنا شركاء" السوري إنه يملك أسماءهم وصورهم، وإنه
سينشرهم على حلقات (الحلقة الثانية أدناه وفيها أسماء 90 قتيلاً بعد حلقة سابقة
نشر الموقع المذكور فيها العدد نفسه)؛ لا عدد 300 ولا 1000 ولا 3000 سيدفعون الحزب
للتراجع عن قرار استراتيجي متخذ على أعلى مستوى في إيران، ويقضي بوضع الحزب
إمكاناته كافة في دعم نظام الأسد، كما أنه بالنظر إلى المخاوف التي يبثها الحزب
لدى جمهوره فإنه لا يتوقع قيام ثورة على الحزب جراء ما يفعل، لكن هذا الواقع لا
يعني أبداً أن الحزب غير منزعج من عدِّ قتلاه، أو أنه لا يسمع أنين العوائل
المكلومة، أو أنه لا يدرك فداحة الخسائر البشرية والمادية والمعنوية التي يتكبدها
جراء تدخله في سوريا.
على هذا الأساس تصبح لوائح قتلى الحزب، ولا سيما الأسماء
التي أعلن موقع "كلنا شركاء" أنها بحوزته مصدر إزعاج حقيقي للحزب، بدليل
أن إعلامه (موقع المنار) اهتم بها من باب اعتبارها محاولة فاشلة لإثارة جمهوره
عليه، وتسليط الضوء –بالمقابل- على حملة مضادة اسمها "كلنا شهداء"!.
على أي حال؛ يبقى من حق العالم أن يعرف، بمن فيهم جمهور
"حزب الله" نفسه، حجم تورط الحزب بالدم السوري؛ فأعداد الضحايا تعطي
مؤشراً لأعداد الجرحى، وتالياً أعداد المقاتلين، وأماكنُ قتلهم تبين نطاق عمل
"حزب الله" في سوريا، وعلاقته بالمجازر المنسوبة إليه، بما في ذلك قتل
الأطفال والنساء أو التنكيل وقتل الجرحى.
تبقى إشارة لافتة تتعلق بالدفعة الثانية من القتلى
المنشورة أسماؤهم (أدناه) تتعلق بوجود مقاتلين جندهم "حزب الله"- فرع
الكويت، للقتال إلى جانب نظام الأسد "دفاعاً عن مقام السيدة زينب". حسين
فاضل وخالد خلف كويتيان من أصل 20 يقول موقع "كلنا شركاء" إنهم قتلوا في
سوريا في صفوف الحزب، علماً أن دعاية الحزب كانت تركز في السابق -من باب الانتقاد-
على وجود كويتيين جهاديين يقاتلون مع الثوار السوريين، ولم يكن معلوماً على الصعيد
العام وجود مقاتلين كويتيين في صفوف الحزب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق