قالت
العرب قديماً: الحكيم من اتعظ بتجربة غيره
فحري
بنا كجماعات إسلامية أن نتعظ بما حدث في مصرو كيف تمكن أعداء الإسلام بقيادة
السيسي من الإطاحة بأكبر تنظيم إسلامي في مصر ومعلوم لديكم أن جماعة الإخوان قد
فازت بالانتخابات الشرعية بكل نزاهة شهد بذلك أعداء الإسلام بالرغم من ذلك
خلعت من الحكم.
ولكي
لاتتكرر التجربة المريرة التي عصفت بإخواننا، في مصر الذين دفعوا ثمنًا
كبيرا من أبنائهم ودعوتهم بسبب فشل توحد الإسلاميين ، اقترحت على سادتنا
العلماء أن ينشئوا حزبًا سياسيًا موحدًا يجمع تحت لوائه كافة المسلمين في سورية:
أما آن الأوان للروابط
العلمية والهيئات الإسلامية لإنشاء حزب سياسي موحد يجمع تحت لوائه كافة المسلمين
في سوريا
لكي
لايدفع الشعب السوري الثمن أكبر ؛ نظرًا لتعدد الطرق المذهبية في سوريا أكثر من مصر. ونسبة
المسلمين السنة في سورياة أقل من مصر.
وقد
أُعجب بعض علمائنا الأفاضل بذلك الاقتراح، وصمت البعض الآخر ربما يريدون أخذ
المشورة منكم من باب دع السياسة لأهلها.
ولذلك
سأضع تلك المقارنة بين أيديكم وأتمنى أن تنظروا إليها بموضوعية بعيدًا عن التعصب
لحزبكم، فاذا اقتنعتم بها يرجى التكرم بابلاغ علمائنا الأجلاء أن يعملوا على
الاقتراح المرسل لهم أعلاه.
مقارنة
بين أكبر وأقدم حزبين إسلاميين في مصر وسورية :
حزب
الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين في مصر
وحزب
وعد (الذي سيشهرقريبًا) التابع للإخوان المسلمين في سوريا
حزب
الحرية والعدالة : شعبية الاخوان في مصر كبيرة , منتسبوهم من فئة الشباب
منظمون بشكل جيد , لايوجد خلافات كبيرة بين قادتهم , لم يواجهوا النظام عسكريًا من
قبل, جميع أعضائه ومؤسسيه من جماعة الاخوان المسلمين.
حزب
وعد : شعبية الإخوان في داخل سوريا ضئيلة , منتسبوهم من فئة الشباب قليلة,
خلافات قادتهم دائمة , واجهوا النظام عسكريًا, مؤسسو الحزب لهم حصة الثلث و لغيرهم
الثلثان من الأحزاب.
سيتضح
لكم من هذه المقارنة أن حزب الحرية والعدالة يتفوق على حزب وعد بشكل كبير، إلا أن
حزب وعد يتفوق في أمر واحد ويراهن على تنوع حزبه فله الثلث وسيضم الثلثين من الأحزاب
الأخرى ويرى بأنه سيكتسح ويتفوق على جميع الأحزاب ليحصد معظم الأصوات في أي
انتخبات قادمة.
فإن
كان رهانكم على تنوع حزبكم ستخسرون ذلك الرهان؛ لأن حزب وعد سينسب الى جماعة
الاخوان المسلمين كاملاً، ولو أعلنتم أن لكم فيه الثلث ، وهذا ما لمستموه من
الساسة في نقاشاتهم في الفضائيات والصحف، بذكرهم حزب وعد تابعًا للإخوان المسلمين،
وعايشتموه منذ فترة قريبة في المجلس الوطني، وقد سمي مجلس الإخوان المسلمين، مع أن
غيركم من الاحزاب كان مشاركًا معكم في المجلس الوطني.
عندها
ستجدون الكثير من الإسلاميين غير المقتنعيين بجماعة الإخوان المسلمين انضموا لأحزاب
إسلامية أخرى، وأما منافسوكم من الأحزاب العلمانية وغيرها من الأحزاب التي تعادي
الإسلام ستتوحد لتكون لكم بالمرصاد؛ لأن لديهم تهمًا معلبة وجاهزة ليطلق لها
العنان في أول مواجهة انتخابية وبدعم من المجتمع الدولي.
وسيكون
الفشل الكبير لحزبكم وجماعتكم وسيفشل أي حزب إسلامي سياسي آخر مهما كانت
توجهاته وشعبيته، فلا بد أن تضعوا تجربة إخوانكم الإسلاميين في مصر نصب أعينكم،
ولاتعيدوا تجربتهم، وتذكروا دائمًا: حين كان الإخوان المسلمين في عقر دارهم
فازوا بنسبة إحدى وخمسين في المائة، فهل تتوقعون أن تفوز هذه الأحزاب الإسلامية الصغيرة
والمتفرقة؟؟ فلماذا تكررون الخطأ نفسه؟ فلا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.
فشعبنا السوري الجريح الذي أذاقه
الطاغية بشار كل ما أصاب العالم من العذاب لن ينقصه رهاناتكم وتجاربكم، وينتظر
منكم أن تتوحدوا ليبدأ حياته الكريمة فلديه الكثير من الإنجازات والتحديات
بعد سقوط النظام الفاشي الأسدي واعلموا أن التيار الإخواني أو الصوفي أو السلفي
لن ولم يكن يومًا مكملاً لأركان الإسلام الخمسة.
نناشدكم
الله أن تكونوا عونًا مع سادتنا العلماء؛ لتتوحدوا على حزب سياسي واحد وقدموا
التنازلات نصرة لله وغيرة وحمية لدينه.
ياسر عبدالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق