الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-12-14

أمة تعرف كيف تخطط لا تعرف كيف تموت – بقلم: شام صافي

شاع مؤخراً حملات التدفئة والدفء في هذا الجو البارد والثلوج والعاصفة التي طالت مناطق سكن ومهجر السوريين، أتساءل .. الكل تعاون وكأن هناك موعداً لحملة قد حان وقد تمنيت لو كان هناك حملات أخرى منظمة شاعت على هذا المستوى بتنظيم وتخطيط وتقسيم للمهام، للأسف .. الحملة تؤتي أكلها إن كان هناك صور مؤثرة ومؤلمة للغاية فقط!!!

ما أتساءله، أليس هذا البرد والعناء الشديد كان متوقعاً قبل أن تحدث العاصفة أم كان خافياً على أحد ؟؟! .. ألا نعلم حال النقص الشديد الذي يعيشه السوريون في المهجر والداخل كونهم نازحون من بيوتهم ومناطقهم وقد فقدوا أملاكهم؟؟ ألا نعلم بالتنبؤات الجوية أن عاصفة ثلجية ستحل عليهم وبهم؟! ألا نعلم أن المآسي تكلها ستحل في هذه الحالة؟؟؟!!!!!


لماذا لم نقم قبل هذه العاصفة بأيام بالعمل على تجنب المآسي وهي تأخذ نفس الجهد كحملة ولها من الحظ نفس الإمكانية وقد كانت التنبؤات موجودة بها؟!
التقنيات الحديثة تمكننا من معرفة ما يمكن أن يحصل وقد تحدث الناس بهذا كله لأجل أنفسهم وحضر البعض له، ولكن أحدهم لم يخطر له أو عانى كرائد بأن يقوم بالحملة من ذلك الآن والحين؟؟!! ..

هذه المشكلة سمة عامة في شعوبنا في أمتنا حيث ننتظر المصيبة حتى نقوم يداً واحدة في وجهها إن كانت كارثة طبيعية وإن كانت كارثة إنسانية فكل منا يبدي رأيه بها !!! .. حتى أنها لا تنال من الحظ ما تناله الكوارث الإنسانية من وجود حملات مماثلة،

هناك مشكلتان في عقلياتنا الأولى: عدم التخطيط والأخرى عدم التنفيذ إن لم تكن عاطفية مثيرة وحسب إثارتها تكون ردات الفعل فإن أحضر أحدنا صوراً أفظع كان الإعجابات والتأوهات والآلام أكثر حظاً وظهوراً حتى بتنا ننافس العالم بهذه الصور ولا أحد يغلبنا بإثبات مآسينا دون أن نعرف كيفية الخروج منها ..

لماذا هذه العقلية الشعبية العامة التي تبقينا رازحين في التغول بالآلام سنة بعد سنة ويوماً بعد يوم، المشكلة واضحة لو أننا قمنا بأمثال هذه الحملات المتوقعة قبل أن تحدث المأساة ألم تكن حينها أنفع وأنجع؟ المال سيصل ولكن سيصل في الوقت المناسب وليس متأخراً ..

شعبنا العربي كيف يمكن له أن يعتمد التخطيط في عقليته وأفاعيله واستجاباته أو متى يفعل ذلك؟، حتى الاستجابة لن تحصل إن لم نحضر لها الدليل من مآسي !! أوليس كل هذه المآسي متوقعة الحدوث؟ ويمكننا تخيلها وبالتالي تجنبها؟!

الدول المتقدمة تتميز بهذا عنا وربما فقط بهذا وتوابعه أو لعله الأكثر بروزاً كفرق بيننا، التخطيط والاستجابة والتنفيذ في الوقت المناسب ، الفرق في هذا "أيام فقط" وإما تجنب كوارث أو تباكي وإنقاذ القليل القليل ويحصل حينها الهدر لأن وصول المساعدة يكون بعد فترة الاحتياج الشديد لها (عدة مشاكل تنجم عن عدم التخطيط)
وحملة التدفئة خير مثال فهل ستصل المساعدات حين حصول الكارثة أم بعدها بساعات أو حتى بأيام أو حتى حين تهم بالوصول تظهر العوائق فلا تصل أبداً هذا إن لم نتكلم عن (حرق الأعصاب وإتلافها) لتجاوز العوائق على عجلة بينما لو كانت قبل فترة حتى ولو بأيام يكون الارتياح والتنسيق والتنظيم في الإرسال بعد الجمع موجوداً ويتحقق الهدف في الوقت المناسب..

وبالمناسبة : لهذا لم يبق كيان في الثورة مستمراً لأكثر من عام ففترة أعمارهم الذهبية قصيرة لا تتعدى الأيام أو الشهور وفترة حياته كلها لا تتجاوز العام فهذه العقلية أحد مسببات ذلك، لا نعرف كيف نخطط للوصول إلى فترة الحاجة للكيان بعد رؤية بعيدة المدى .. بل نقوم بالعمل فقط حين نصبح في مأزق يحتاجه حاجتنا للماء والهواء ولنثبت فقط أننا على قيد الحياة ومشاعرنا تعمل !! وبذلك يقوم كل كيان على عجل وينتهي أيضاً بالتالي على حين غرة وقبل أن يؤدي معظم أغراضه وكأنه مجرد تنويم مغناطيسي لحالة الحاجة الماسة التي نعيش..

يا أمة كيف نصحو ونعمل معاً؟ وكيف نعمل بشكل صحيح ومتى نقوم إلى هذا وقد حلت بنا كل هذه الكوارث .. كيف يمكننا التغيير في أنفسنا حتى نغير واقعنا والواقع من حولنا وكيف يستجيب القدر إن لم نستجب لسنن الكون وقوانينه .. أسئلة برسم البحث والإجابة والتغيير.

شام صافي
13-12-2013


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق