أينما جلست فلن تسمع من الذين يلتفون حولك أو أنت تجلس معهم إلا والحديث يدور عن الثورة السورية , وتنقسم الرؤى لثلاث أقسام عند مناصري الثورة
القسم
الأول :التفاؤل يملأ قلبه لثقته بنصر الله وهمة مجاهدينا الأبطال والنصر قادم
وقريب
القسم
الثاني: متفائل متردد وباحث عن العيوب
القسم
الثالث: لايتحدث إلا عن الأخطاء والتشاؤم يملأ قلبه
فالفريق
الأول ينظر بواقعية ومنطقية الحدث وأن حركة التاريخ كما وصلتنا تتشابه نوعاً ما
مع فترات تغير المناخ , فالدورات المناخية تتغير حسب قوانين بيئية , قد تكون خمس
سنوات أو أحد عشر سنة أو 35 سنة , ولكل فترة من هذه الفترات تعقبها تغيرات مناخية
تكون سلبية او إيجابية في تأثيراتها على البيئة
فالثورة
السورية والتي لم تكن وليدة 15 آذار 2011
وإنما اختمرت في عقول أجيال كانت تظهر بوادر الاختمار تلك في كثير من الأوقات فالإعدامات
والاعتقالات والظلم لكل من يعتقد بأنه
سيكون ضد السلطة المجرمة أو يُشك بأنه سيكون خطراً قادماً عليها منذ انقلاب البعث
في ال ..1963 وحتى الان. قليل من البشر من كان يعتقد أن الثورة في سوريا
من المستحيل القيام فيها أو أن يكون هناك تحرك ضد السلطة الحاكمة وخصوصاً بعد
الجرائم التي ارتكبت من قبلِ هذه السلطة ضد فئة محددة من الشعب السوري في بداية
الثمانينات من القرن الماضي والذي راح ضحيتها مئات الآلاف بين قتيل ومعتقل ونازح
فسقطت كل
جدران الحماية الخاصة والتي شيدها النظام المجرم على جماجم المسلمين في سوريا
والفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين , في مقابل تأمين الحدود للكيان الصهيوني
ليقابله سكوت العالم عن جرائم النظام للمقبور وابن المقبور , فحركة التاريخ هنا قد
كسرت الركوض وبدأت حركة الحياة الجديدة والتي لن يقف في وجهها القديم مهما بلغت
قوته , فالثورة بدأت بكلمات وهاهي الآن
اصبحت تملك جيوش وعندها عتاد جيد , وأنهكوا الجيش وجميع القوى الموالية واضطرهم الأمر
لتسليم زمام العمل العسكري لروسيا وإيران وأعوانهما في المنطقة
القسم
الثاني : قد يكون تفكيره سطحي ولا يرى أمامه إلا العيوب لذلك تراه مع أنه مؤيد
للثورة ولكنه لاينظر لأبعد من انفه , وكان يظن أن النصر سيتم في أيام أو ربما أشهر
ولكن بعد أن طال الزمن نوعاً ما بدأ الصبر عنده ينفذ لذلك يوجه كلامه وتفكيره ومنطقه عن العيوب فقط , ولكن في أوقات
أخرى يقول لنفسه أو للغير بعد أن يكون قد أفرغ غضبه , ولكن الله سينصرنا بهؤلاء
الأبطال العظام والذين لايلتفتون لمغريات الحياة وإنما فقط هو مرضاة الله والإخلاص في العمل والقول والفعل
, أو أنه لايهمه إلا المنافع المادية ويرى آخرين قد حصلوا على الكثير وهو لم يحصل
على شيء بعد
القسم
الثالث : يرى أنه قد خسر مكتسباته التي كانت تصله قبل الثورة , ولم يجد مايعوضه عنها
بعد الثورة , فانقلب عنده التأييد هنا إلى التشويه وتصيد الأخطاء , ولعل الكثيرين
منهم لايرون حرجاً في العودة للحياة السابقة تحت ظل نظام الحكم المجرم في حال وجد
الضمان لذلك , واستطاع أن يقنع نفسه بعدولها عن تأييد الثورة , وفي الوقت نفسه
ضميره ومبدأه ودينه لايطاوعه حتى لايكون مع المجرم مرة أخرى لذلك يكتفي بذلك
والتشاؤم يملأ قلبه .
الخلاصة
: فالثورة هي من صنع الله تعالى فدعوها
تسير فهي مأمورة ومنصورة بإذن الله تعالى , لنتمثل بقول رسول الله صلى الله عليه
وسلم عندما وصل يثرب مهاجراً من مكة , ليحسم الخلاف بين وجهاء المدينة لنيل شرف
إقامة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده فقال (دعوا الناقة فإنها مأمورة ).
د.عبدالغني
حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق