الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-12-11

الآن والعمل – بقلم: شام صافي

قد يخيل للمرء أن شريحة ضد النظام تتساوى مع شريحة أخرى معه ولذلك عندما تساوت الفئتان لم ترجح إحداهما على الأخرى .. وقد يخيل أيضاً أن الفئة التي عارضت النظام ولازالت هي الأكثر عدداً ولكنها أضعف عدة (والمقصود بالعدة كل ما يشملها) .. بغض النظر عن كل ما سلف من نقاط تثير نقاشاً، هناك بالتأكيد في دمشق عناصر دخيلة تدعم النظام دعماً عميقاً لا تتوقع إلا أنها سورية ولكن عندما تبحث في خصوصياتها تجد أنها إما من حزب الله موالية مسلحة ضد الثوار والمعارضين أو عراقية موالية أيضاً .. المفارقة هي: لماذا هم حصراً ممن مددنا لهم أيدينا قبل سنوات قليلة؟ من قدم لهم الشعب وقاسمهم ما يملك دون سؤال عن أجر أو مقابل، يتأسف صاحب التساؤل دون أن ينتظر ذكر النتيجة وهذا يراكم في القلب الشعور بالخذلان ويتجاوز ذلك إلى مستوى الشعور بالخيانة حين يفاخر أحدهم بأنه يحمل السلاح في وجه من يعارض النظام من أفراد الشعب!!


والمثير للحزن أكثر أنهم يتلفظون ويظهرون الدين والتدين ثم يقتلون المسلم من أبناء جلدتهم تحت ستار مزيف من شعارات فارغة المعنى والمضمون كما عودنا حزب البعث وكما تعودنا من هذه الأنظمة وعلى رأسها فكرة المقاومة .. نعلم أن الأمور قد خرجت من يد النظام ورئيسه ونعلم أن الأوراق كلها بيد إيران وهي من تحرك بيادق الموالاة في رقعة سورية مرتكزة على نواة متبقية من بقايا النظام المهترئ ..
لا يخفى على أحد أن كل الدول التي لعبت بها إيران ودخلت في مضمارها بشكل أو بآخر تتميز بحصول التفجيرات فيها، فالتفجيرات تترافق إعلامياً مع المناطق التي تستعرض فيها إيران ألعابها فهي بطلها الأول بشكل ظاهر أو متوار، وليس بطلها الإعلامي الأول هو القاعدة كما قد يبادر بذكر ذلك أحد ما.

لم يعد للنظام قوة ترتكز على قاعدة شعبية وبالتالي من المستحيل بقاؤه، ولكن ما نسعى جاهدين إليه هو تكوين قوة نابضة بالثورة تملأ فراغه الحالي ولو لم يسقط بشكل رسمي رغم سقوطه الأخلاقي والشعبي.

الهدف والسعي هو تكوين وبناء وترميم ما ينبغي بناؤه من عمارة بديلة لنظام اهترئ وتحتّه شيئاً فشيئاً دماء أبنائه التي تضرب أركانه وأساساته باستمرار في موجات غضب تسكن النفوس وتتلاطم حوله، العمل الآن على بناء النفوس التي تعمر الوطن المحروق مع انهيار نظام الظلم ، وبشكل يوازي العمل السياسي الساعي لإسقاط النظام والعمل العسكري المنهي لبقاياه، هناك كتلة ينبغي أن تؤسس بقوة هي كتلة التعويض بكل معانيها، تعويض عن كل ما جرى وكيفية ذلك وإحياء البذور بماء البساتين المستقبلية لسورية الثورة، وذلك بترسيخ قيم الثورة في نفوس أبنائها ،، قيم الثورة عديدة ولكن لم تأخذ كل حقوقها في الرسوخ بل كانت ضحلة الانتشار غير العميق ولشدة ما واجهت من رياح عالمية عاتية تبغي قصفها كما تبغي قصف إرادة الشعب فقد تحتاج الرعاية والري باستمرار، ينبغي التمسك بها وزرعها لتنبت، ينبغي أن نحصل على ثمرها الذي نحتاجه ومرة بعد مرة في منهج متواصل مسكون بالحب والعدالة يمكن أن تتمازج مع روح الإنسان لتكون نسائم حقيقية لسورية الثورة.

إن في بناء هذه القيم المترافقة مع السياسة والتحرير العسكري تتكامل الرؤية وتتحدد الوجهة وينضبط المارون في عبّارات الحرية والتحرر من نظام شرس دموي حاقد على أبناء وطنه.
وليخرج أخيراً جميع المارين بين الكلمات العابرة.

بقلم: شام صافي

 10-12-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق