"وأنا أكتب هذه المقالة وردنا
خبر عن قصف لمدينة النبك بريف دمشق أسفرت عن حالات تسمم وإغماء واختناق بالعشرات بعد
ستة عشر يوما من الحصار المطبق عليها ، والتي يقطنها مايزيد عن المائة والخمسون ألفاً
من السكان ، وبعدما قصفتها عصابات آل الأسد والطائفية حزب الله الشيطاني وابو الفضل
العراقية طوال هذه الفترة بصواريخ غراد والفراغية وراجمات الصواريخ والطيران ، ولم
يُتأكد الى الآن نوعية السموم في الغازات المُحمّلة بالصواريخ المُطلقة ، ولكن شوهد
انبعاث دخان أبيض ، ورُصد من قبل الثوار مكالمة من حزب الله الشيطاني وهم يقولون :
اجلبوا لنا القذائف لنشوف شو بدهم يساواا ، وبالفعل شو بدهم يساواا وهذا الاستهتار
مادام الغطاء الدولي يغطي وجودهم وجرائمهم ، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي تتفقد
أوضاع المعتصمين في ساحة الاعتصام في كييف بأوكرانيا، والدماء السورية لاقيمة لها عندهم
"
منذ بداية الثورة السورية المباركة
أمريكا والغرب بل والعالم بأجمع يتلاعب بدماء وأرواح السوريين ، ولم نرى من العرب إلا
كل الخذلان بجامعتها العبرية ونبيلها اللا عربي قبحه الله ، الذي كان أول البادئين
بجرائم المهل التي لعب عليها طويلاً ، وهو من أتى بالمجرم الأحقر الدّابي ، فأضاع معه
الوقت الطويل ، لا بل ظهر تأمرهما على الثورة السورية واضحاً ، ثُمّ من مُهل كوفي عنان
الذي انسحب بعدما عرف أنه ليس أكثر من وجه مقابحة ، وأن الغرب سائر في تآمره ، فكان
عنده من الحياء أن يترك غير مأسوف عليه ، ليأتي بعده رجل شاذ عديمي لاخلاق له ولا مروءة
زنيم وعُتل ، ومجرم من الطراز الأول ، تمّ اخياره بعناية من الأراذل وهو له شبه برئيس
بلاده وسفالته ، إنه الوضيع الذميم الأسود وليس الأخضر الابراهيمي ، لو نظرت اليه لوجدت
موت الضمير والوجدان والعدمية ، حيث جرى في فترة توليه للملف السوري ولازال هذا العاهر
أن اُرتكبت أعظم الجرائم في تاريخ البشرية وضد الانسانية في سورية دون أن يفعل شيء
هذا العتل القذر ، واكتفى بجولات مكوكية على أكابر مجرميها ، ومنهم القاتل السفاح بشار
، ليكون هذا الابراهيمي كأنذل إنسان عرفته البشرية بتواطئه المكشوف مع قتلة الشعب السوري
، فلا المذابح والمجازر التي أضحت بالمئات على عهده هزته مما نفذتها عصابات الاحتلال
الايراني الأسدي المليشياوي الطائفية هذا البوتفليقي البرهومي ، حتى وصلت الجرائم الى
اطلاق الكيماوي على شعبنا بعشوائية وأكبرها وأبشعها قصف غوطة دمشق بها ، وقد رأينا
مئات الأطفال الرضع والشيوخ العًجّز والنساء المكلومات والشباب كيف سقطوا كجثث هامدة
في لحظات دون ذنب وكل الأحياء ، فماذا كانت النتيجة ؟ المعاقبة الحساب وهذا أبسط مايمكن
أن يكون ، لكن أسود الوجه الابراهيمي ذهب ليسوق القتلة المجرمين من جديد ، ويُجري مباحثات
معهم ، وعقد الصفقات من تسليم سلاح سورية الردعي مقابل غض الطرف عن القتلى وكذلك غض
الطرف عن الاحتلال الايراني المللي وغزو أذيالهم بلادنا ، فأي عربي هذا الماسوني الابراهيمي
، فهو أيضاً لم يُعير أي اهتمام للإمدادات التسلحية والعسكرية الايرانية المستمرة ،
وبعد هذا يُريدنا أن نجلس في جنيف الى طاولة مفاوضات مع قاتل شعبنا وأهلنا ومدمري وطننا
، مع السفّاح الكيماوي اللعين الأحقر بدلاً من اصدار مذكرة جلب له ومعاونيه وكامل نظامه
، والأنكى من ذلك ذهابه الى إيران العدو الأول للشعب السوري ليدعوها أيضاً لهكذا مؤتمر
، ولم يبقى إلا أن يدعو حزب الله الشيطاني وعصابات أبو الفضل العباس كثوار لأنهم يقاتلون
الارهابيين أبناء شعبنا السوري كما يزعمون ، والحقيقة التي لايمكن تصورها عن امكانية
هكذا لقاء مع ممثلي شعب مذبوح كأمر واقع يُريدون فرضه علينا ، وعلينا أن نتصور هكذا
لقاء مع مجرم سفّاح ابن مجرم مغتصب وقاتل بكل ما امتلكه من أدوات القتل لشعبنا بعدما
آخذه رهينة بالفعل لن يكون ولن يكون ، ولايمكن لعقل أن يتصور حدوثه ، فدم ربع مليون
شهيد ليس رخيصاً ومعاناة أمتنا من هذه العصابة لايُغتفر
فقصف مدننا بالكيماوي ليس ببعيد ،
وبالذات الغوطة الدمشقية ، ونحن نقف على أعتاب مرور المائة يوم على تنفيذها ، والتي
ذهب ضحيتها الآلاف بين شهيد ومصاب ، وفقط علينا أن نتخيل وقوعها وبشاعتها كأكبر جريمة
عرفها التاريخ الانساني ، لنعيش تلك اللحظات التي وقع فيها القصف الكيماوي تلك الجريمة
الوحشية الأفظع التي ارتكبتها يد الاجرام الأسدية والإيرانية وأذيالهما ، والتي أقر
بوقوعها العالم كله ، وبدلاً من معاقبة المجرمين وملاحقتهم ، عقدوا مع السفلة القتلة
الصفقة على حساب دماء وأرواح الشعب السوري ، مع أنّ المجتمع الدولي العاهر حاول أن
يُغطي عليها لكن رائحتها الكريهة كانت فوق استطاعة إخفائها ، الى أن تمّ الالتفاف عليها
، وكأنه يادار مادخلك شر ، هذا إذا علمنا أن الاستخبارات الأمريكية وبعض الدول الغربية
كانت على علم مُسبق بالجريمة لالتقاطهم المحادثات لتنفيذ الجريمة التي لدأ الاستعداد
لها منذ محاولة اغتيال المجرم السفاح بشار الأسد في العيد ، اقتداء بابيه الملعونة
روحه الذي قتل الآلاف من السجناء في تدمر وغيرها لمحاولة اغتياله ، عدا عن لحظة الاطلاق
التي رصدتها الأقمار الاصطناعية التجسسية التي تملأ منطقتنا العربية ، وبإمكان اي شخص
أن ينظر الى السماء ليرى تلك الأقمار المضيئة القريبة ، ومع ذلك سنتجاوز التحليل الواقعي
الى الحسّي كما وثقتها مصادر المعلومات الأمريكية ونفلتها صحيفة ( وول ستريت جورنال
) من أن أوباما كان يعرف بالجريمة ليحقق انتصاره على حساب دماء الشعب السوري ، وأنا
هنا لا أريد أن استرسل بهذه المعلومة المعروفة للقاصي والداني ، ولكن أود أن اعيش تلك
اللحظات الرهيبة والدامية التي عاشها أهلنا في الغوطة ، حيث كانت العادة أن يكون القصف
عبر الطيران وراجمات الصواريخ أو الاسكود والقنابل الفراغية والفوسفورية والبراميل
المتفجرة ، فتكون الاحتمالية الكبرى أن يكون هناك ناجين ، بينما هنا كل من وصله غاز
السارين ال vx الأخطر الذي يكفي مائة غرام
منه تنتشر انتشاراً سريعاً منه كفيلة أن تقضي على كل لأنواع الحياة الموجودة في البلدة
، ومئتي غرام من غاز الخردل يقضي على نصف مدينة ، ونصف مل غرام سارين يقضي على إنسان
بالكامل ، وكل ماعلينا أن نتصورة تلك اللحظات التي قضاها أهلنا هناك
ففي 21 حزيران أغسطس ، منذ مئة يوم
ويزيد كان هناك قصفاً صاروخياً وبالراجمات الصواريخ المُعتادة في كل أنحاء سورية ومنها
الغوطة ، التي ينشغل أهلها المحاصرين منذ تسعة أشهر من عصابات آل الاسد والايرانيين
وأذيالهما بتدبير الطعام والمرابطة المستمرة ، وفي الليل يسعى الآباء والأمهات هناك
على تنييم أطفالهم ويحرسونهم طوال الليل ، حتى إذا ماسقط صاروخ هنا أو هناك يكونوا
بقربهم لتقديم المساعدة إلا في هذه الليلة الجميع نام ولم يستفيق بفعل الكيماوي الذي
ضُرب ، أباء وأمهات وعصافير الجنّة من الأطفال الرضّع وممن هو مفطوم حديثاً أو لم يبلغ
الحلم ، حتى الأجنّة في بطون أُمهاتها توقفت عن الحراك وكان ذلك بسبب سقوط عشرات الصواريخ
المُحملة بالرؤوس الكيماوية ، وقد رأينا المشاهد وكل هؤلاء يرفحون رفحة الموت لينتزعهم
الموت دون أن يدري أحدهم عن الجريمة التي ارتكبها ليموت بهذه الطريقة الرهيبة
" مُستشعرين الآية الكريمة وهم يفارقون الحياة " قُتل أصحاب الأخدود
" مع أنّ أصحاب الأخدود كانت أعدادهم ال 99 شخص ، بينما أخاديد الغوطة عشرات الألاف
مابين شهيد ومصاب منهم الألفين قد فارقوا الحياة فوراً ، ومعظم القتلى من الأطفال والنساء
والشيوخ مع عدم وجود الأمصال المضادة ، والحصار المطبق على الغوطة ، وهذا معناه الموت
المجاني ، وماتبعة من قصف وحشي في اليوم التالي للغوطة في استمراء كبير لقتل أهلنا
هناك ، بينما المجرمة السافلة بثينة شعبان تدعي أن هؤلاء الأطفال من قتلهم الثوار في
الساحل السوري بالكيماوي في تخريج طائفي وأُتي بهم الى الغوطة المحاصرة التي لاتستطيع
نملة الدخول اليها ، وهذا قانونياً يُعتبر كدليل على جريمتهم التي أرادوا أن يخفوها
ويدفعوها عنهم بمبررات غير مقنعة ،وهذه الجريمة لم تكن خافية على المخابرات الأمريكية
والغربية الذين التقطوا المحادثات الآمرة بالقصف ولم يفعلوا شيء لمنعها ، بل تركوهم
يكملون جريمتهم لهدفهم المشئوم لنزع سلاح الردع الكيماوي ، هذا عدا عن تسجيلهم لكل
الوقائع بأقمارهم الصناعية التجسسة التي تملأ فضاء عالمنا العربي والإسلامي ، وبالتالي
هم شركاء في الجريمة إذا ماعلمنا أن القوانين تُجرم المتسترين على الجريمة ، ليثبت
للكل أنّ هذا العالم مُشارك في سفك دم الشعب السوري وقتل أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا
، بل هم من يُحرك عمليات القتل والتدمير ، ومن يغض الطرف على عصابات الاحتلال الايرانية
حزب الله الشيطاني وأبو الفضل العباس وباقي الطائفيين ، فلا يلومن أحد حركات الارهاب
بعد اليوم وتطايرها في البلدان ، فلم يعد هناك شيء يخسره شعبنا إذا مااستمرت الأمور
على هذا النحو ، وإذا انفلت العقال من مكمنه فلا يلومن أحد إلا نفسه ، وخاصة بعد استصدار
لجنة التحقيق الدولية التابعة لمجلس حقوق الانسان تحقيقاتها التي جمعت كميات هائلة
كما ذكرت من الأدلّة حول جرائم ضد الانسانية في سورية بأوامر صدرت كما ذكرت من أعلى
المستويات بما يشمل رئيس الدولة ، فماذا بعد كل هذا ؟
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com ، كاتب وباحث - سياسي وإعلامي
سوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق