لقد عودنا النظام الذي تسلق جدران
السلطة في دمشق في ليل بهيم فجر الثامن من آذار 1963 على مسلسل من المذابح والمجازر
بدم بارد، ولما كانت مذبحة السارين في الغوطة الشرقية تحل ذكراها يوم 21 آب والتي أتت
على 500 من الأطفال و1600 من النساء والرجال، إضافة إلى مئات المصابين بحالات الاختناق
بفعل غاز السارين الذي أطلقه سفاح دمشق على المواطنين الآمنين تحت سمع وبصر المجتمع
الدولي الذي ملأ الدنيا ضجيجاً وفرقعة وتنديداً وشجبا، وقبض هذا المجتمع الثمن لتهديده
ووعيده بتسليم النظام للأمم المتحدة ما يمتلكه من أسلحة كيماوية محرمة بوساطة الدب
الروسي شريك النظام في مذبحة السارين في الغوطة، لاعقاً العم سام تهديده بأن (الكيماوي
خط أحمر) بموافقته على المقترح الروسي بتسليم هذا السلاح الفتاك إلى الأمم المتحدة
التي أشرفت على نقله من سورية ومن ثم تدميره دون أي مساءلة لسفاح دمشق وعقابه على جريمته
النكراء التي ارتكبها في الغوطة الشرقية.
كما قلنا فإن نظام دمشق الذي اغتال
السلطة الشرعية ودنس بأقدام مغامريه القذرة سدة الحكم عام 1963 له سجل مريع وأسود تمثل
في سلسلة من المذابح والمجازر التي ارتكبها بحق الشعب السوري قبل وبعد مذبحة السارين
أمام صمت المجتمع الدولي وغياب العدالة الاجتماعية والتعتيم الإعلامي نذكّر بأهمها
ليتعرف عليها جيلين ممن توالدوا في ظل هذا النظام وعاشوا على أسطورة كاذبة روجها النظام
عبر وسائل التعليم المنحرف والإعلام الكاذب:
1-مذبحة 18 تموز 1963 حيث تم الإجهاز
على أكثر من مئتي ضابط محترف من خيرة ضباط الجيش السوري بحجة التمرد ومحاولة الانقلاب
على النظام.
2-مذبحة جامع السلطان في حماة عام
1964 راح ضحيتها العشرات من الطلاب.
3--مذبحة الجامع الأموي في دمشق عام
1965 راح ضحيتها العشرات بحجة اعتصام التجار في المسجد ضد القرارات التأمينية الظالمة
والأحكام الاقتصادية غير العادلة.
4--مذبحة جسر الشغور عام 1980 التي
راح ضحيتها أكثر من 400 ضحية بحجة الاعتداء على فرع الحزب الحاكم في المدينة.
5--مذبحة سرمدا عام 1980 التي راح
ضحيتها أكثر من 200 مواطن بحجة معارضتهم للدستور.
6-مذبحة المشارقة في حلب عام 1980
بأوامر من رفعت الأسد راح ضحيتها أكثر من 100 مواطن في صباح يوم عيد الفطر.
7-مذبحة سجن تدمر الشهيرة عام
1980 التي راح ضحيتها اكثر من 1000 سجين بحجة محاولة عصابة الإخوان اغتيال القائد حافظ
الأسد بطل الصمود والتصدي في مواجهة الشعب.
8-عشرات المذابح المتفرقة في مجمل
المدن والبلدات السورية في عامي 1981 راح ضحيتها المئات من المواطنين.
9-المذبحة البشعة في مدينة أبي الفداء
(حماة) التي أطلق عليها (مأساة العصر) لفظاعتها يوم 2 شباط 1982 راح ضحيتها أكثر من
40 ألف مواطن وتدمير أكثر من 12 حي في المدينة بما فيها من دور عبادة وآثار حضارية
ومؤسسات حكومية وبنية تحتية، وتهجير أكثر من 300 ألف من سكانها بحجة القضاء على عصابات
الإخوان الإرهابية.
وبين هذه المجزرة وحتى قيام الثورة
مجازر ومذابح ومقابر جماعية وسوق الآلاف إلى السجون والمعتقلات والنفي القسري خارج
الوطن.
وبعد قيام الثورة الشعبية التي نادت
بسقوط النظام ورحيل الأسد وحتى اليوم تدفقت أنهار من الدماء عبر مجازر يومية تقشعر
لهولها الأبدان أتت على أكثر من ربع مليون شهيد واختفاء أكثر من هذا العدد وسوق أكثر
من مليون مواطن إلى السجون والمعتقلات وتهجير نحو سبعة ملايين خارج حدود الوطن و12
مليون نازح يهيمون على وجوههم داخل الوطن بحثاً عن الأمن والأمان بعيداً عن براميل
الموت المتفجرة التي يمطرنا بها نمرود الشام بشار الأسد منذ أكثر من ثلاث سنين.
لكم الله يا ضحايا هذا النظام وللمجتمع
الدولي الصامت على جرائمه العار والشنار والخزي والعار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق