سبق أن نبهت العديد من الأصدقاء والأحباب ممن تجري
على ألسنتهم قضايا القذف واللعن ، فيتوقفون ويعود البعض ، ومن أجل ذلك كانت تلك
الخاطرة
كثيراً مانسمع بعض هذه الكلمات " ابن الحرام أو لعنه الله " ومتشابهاتها من ملتزمين وغير ملتزمين بدافع الحماس والانفعال الغير مشروع والمرفوض قطعاً ،وفي الغالب لضعف المعرفة الشرعية فيقع الشخص في المحظور المُحاسب عليها شرعاً ودينا وأخلاقاً وبأغلظ العقوبات ، مع أننا نرى العوام ينأون عن أنفسهم بالحديث عن الأعراض ومثل هكذا أمور مع قلّة ثقافتهم ، لأن هذا مبعثه بحكم تربيتهم الاجتماعية والإسلامية الغير مباشرة التي تُشنّع هكذا أحاديث منكرة مستوحاة من روح الإسلام الأصيل وينابيعه الصافية في الطهر والنقاء ، على عكس الغرب الذي فرط فيه العقد الاجتماعي ، ليصير هذا القذف عادة عندهم وأقلها عند الخلاف أو حتى المزاح بالشتم للآخر بابن الزانية أو العاهرة وهم لايتأففون لأنهم في الأغلب مجتمعات إباحية ، بينما ديننا العظيم سور مجتمعاتنا بالفضائل،
وجعل العرض من الضروريات الخمسة مع الدين والنفس والعقل
والمال التي يجب الحفاظ عليها والدفاع عنها ، وجاء ذلك مُحكما في سورة النور التي
يشع النور من كل أعطافها وحروفها ، وقد ابتدأها الله بكلمة
"سورة "
من السور ، ثُم أتبعها ب
" أنزلناها وفرضناها " الانزال بالأمر من
عند الله سبحانه ، والفرض العمل بها على سبيل الالزام الواجب وليس على المزاج
والأهواء ، وكما جاء في أيات
القذف التي قُصد فيها تحصين المجتمع من الاختراق وإشاعة الفاحشة بالاتهامات عبر
الألسن الفارغة ، فقال تعالى " وَالَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ
فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا
وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " وكلمة
المحصنات تعم النساء والرجال ، ولكن خُصّت بها المرأة لأن قذفها أشنع ، وتقديرها
والذين يرمون الأنفس المُحصنات ، بينما رأى بعض العلماء حتّى أن قذف الكتابية
والمجنونة والصغيرة ومثلهم الرجال بوجوب الحد عليهم ، والأشنع من الحد هو إهدار
كرامتهم الإنسانية بأن لاتُقبل لهم شهادة أبداً إن لم يأتوا بالشهود الأربعة على
واقعة الزنا باتهامهم ، وسمّاهم الله بالفاسقين ، وعند البعض أن هذه التسمية على
التأبيد في الدنيا بين الناس ، أما مع الله فهو شأنه بقبول توبتهم البينية مالم
يتحقق ذلك للعباد ، والقذف
سواء كان بالألفاظ الصريحة بالاتهام بالزنا أو الكنايات ، كأن يقول يافاجر" ة " يابن "ة " الحرام ، يا
ابن العاهرة ...وألفاظ بالعامية نحوها ، كل هذا يدخل في إطار عقوبة القاذف الذي
لايُلقي بالاً لكلمته فقد تهوي به في واد جهنم، وتجاوزاً لحدود الله وجرأة عليه
سبحانه ، فإن كان المقذوف زنديقاً أو شريراً فما دخل عرضه أو والديه ،وبالتالي ما
أود قوله :كثيراً مانسمع بعض هذه الكلمات " ابن الحرام أو لعنه الله " ومتشابهاتها من ملتزمين وغير ملتزمين بدافع الحماس والانفعال الغير مشروع والمرفوض قطعاً ،وفي الغالب لضعف المعرفة الشرعية فيقع الشخص في المحظور المُحاسب عليها شرعاً ودينا وأخلاقاً وبأغلظ العقوبات ، مع أننا نرى العوام ينأون عن أنفسهم بالحديث عن الأعراض ومثل هكذا أمور مع قلّة ثقافتهم ، لأن هذا مبعثه بحكم تربيتهم الاجتماعية والإسلامية الغير مباشرة التي تُشنّع هكذا أحاديث منكرة مستوحاة من روح الإسلام الأصيل وينابيعه الصافية في الطهر والنقاء ، على عكس الغرب الذي فرط فيه العقد الاجتماعي ، ليصير هذا القذف عادة عندهم وأقلها عند الخلاف أو حتى المزاح بالشتم للآخر بابن الزانية أو العاهرة وهم لايتأففون لأنهم في الأغلب مجتمعات إباحية ، بينما ديننا العظيم سور مجتمعاتنا بالفضائل،
على حرمانية القذف للعفيفين حتى وإن كان المقذوف عدواً أو كافراً ولايشمل القذف إلا في قضايا الزنا ومشتقاته ، حتى وإن كان على غير دين الاسلام أو كان عدواً غير إباحي ، بل هناك من البدائل الكثيرة بتوصيفه بما هو فيه ، كطاغية وسفّاح وسارق ومجرم ونحوهم ، لأن بالقذف تصبح أعراض الأمّة مجروحة ، وسمعتها ملوثة ، وكل فرد يصبح فيها متهماً أو مهدد بالاتهام ، وهذا ما اقتضته الحكمة الالهية في الحفاظ على نقاوة المجتمع فيما يتعلق بالأنساب ، وعدم جواز التشكيك بها ، وكذلك مثله موضوع اللعن الذي بمعناه الطلب من الله لطرد الشخص من رحمته الواسعة التي وسعت كل شيء ، فإنه لايجوز إلا على من مات على الكفر الصريح والردة المبينة ، بما يوجب دخوله النار كالقتل بغير حق ونحوه والتأله واستهداف الدين ، وأما الأحياء من المستبدين والطغاة وأئمة الكفر والضلال فهناك خلاف ، بأن أئمتهم ممن لايُرجى لهم الرشاد ، وأعمالهم لاترجح التوبة ، وخاصة زعماء الردة الباطنيين ومن يتأولون على الله بجرأة ، فجوزوا اللعن على سبيل التنفير منهم ومن جرائمهم وشناعتهم ، ولإبعاد الناس عنهم وكشف زيفهم ، وتلك حدود الله فلا تعتدوها ، فإن كنت ممن يرجون الله فتوقف عن القذف واللعن بحدوده ، وإلا فما أنت إلا مستحل للدين كما يستحله أعداء الله وبالله التوفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق