ولدت الأديبة سلمى الحفار
الكزبري في دمشق في الأول من أيار عام 1923 في بيت عُرف بالسياسة والوطنية والعلم،
فوالدها لطفي الحفار كان أحد أقطاب
الكتلة الوطنية في سورية أيام الانتداب الفرنسي وبعد الاستقلال، ونائباً في
البرلمان السوري لعدة دورات، ووزيراً للمالية والداخلية ورئيساً للوزراء عام 1939.
تلقت الأديبة والباحثة
الراحلة دراستها الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدرسة راهبات الفرنسيسكان في
دمشق، أتقنت خلالها اللغة الفرنسية وتعلمت الإنكليزية.
مكّنتها إقامتها في إسبانيا
من تعلّم اللغة الإسبانية، وهذا ما مكّنها من إلقاء محاضرات في مدريد وبرشلونة عن
المرأة العربية في التاريخ. أسست الأديبة الراحلة عام 1945 جمعية "مبرّة
التعليم والمواساة" التي أخذت على عاتقها تربية الأطفال اللقطاء منذ ولادتهم
وحتى بلوغهم السابعة من العمر.. شاركت في عدة مؤتمرات اقتصادية واجتماعية عالمية، وكان
لأسفارها الكثيرة في أوروبا والأمريكيتين والهند وإيران أثر كبير في تعرّفها إلى
مشاهير الأدباء والشعراء حيث تبادلت معهم الرسائل فيما بعد..
نالت الأديبة الراحلة جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي سنة 1995، كما فازت بجائزة البحر الأبيض
المتوسط الأدبية من جامعة بالرمو في صقلية سنة
1980، إضافة إلى نيلها وسام "شريط السيدة" من إسبانيا سنة 1965.
كانت في عمر السادسة عشرة حين
نشرت أولى مقالاتها في مجلة "الأحد" في دمشق وجريدة "أصداء سورية"
التي كانت تصدر بالفرنسية وكتبت "يوميات هالة"، وهي مذكرات أهدتها إلى روح
الزعيم سعد الله الجابري، وكان والدها قد
أطلع الشاعر الكبير بدوي الجبل على هذه المذكرات
فاقترح عليه نشرها دون أي تعديل. تنوعت كتابات سلمى الحفار الكزبري بين القصة
القصيرة والرواية والسيرة والشعر والمقالة والدراسة الأدبية والتحقيق.
السيدة سلمى الحفار الكزبري
أديبة قاصة وروائية وشاعرة وباحثة ومحققة وكاتبة سيرة... درست العلوم السياسية بالمراسلة
في الجامعة اليسوعية في بيروت دون أن تكملها، وكان لمكتبة والدها الغنية بكتب التراث
العربي فضل كبير على إغناء ثقافتها. تزوجت عام 1941 من محمد كرامي شقيق الزعيم اللبناني عبد الحميد كرامي في طرابلس
(لبنان)، ورزقت منه طفلاً، لكنها ترملت بعد ولادته، فأثرت فيها هذه الفاجعة
تأثيراً كبيراً، ولم يعزها بعدها الا انكبابها على الدراسة ونهل العلم والمعرفة...ثم
تزوجت عام 1948 من الدكتور نادر الكزبري وأنجبت منه ابنتين، وكان أستاذاً في كلية الحقوق بجامعة
دمشق وعضواً في مجلس شورى الدولة، ثم سفيراً لسورية في كل من الأرجنتين وتشيلي
وإسبانيا، وقد استطاعت خلال مدة إقامتها في هذه البلدان تعلّم اللغة الإسبانية،
والقيام بنشاطات ثقافية واسعة في الجمعيات والنوادي الثقافية والفنية والأدبية،
وبعد عودتها إلى دمشق انتسبت إلى المركز الثقافي الإسباني حيث درست جدياً اللغة
والأدب والتاريخ مدة عامين ونالت دبلوماً رسمياً.
مكنها تعلمها اللغة الإسبانية
من القاء عدة محاضرات في مدريد وبرشلونة عن المرأة العربية والشاعرة الأندلسية ولاّدة
بنت المستكفي والشاعر ابن زيدون. أسست عام 1945 مع رفيقاتها الشابات "جمعية
مبرة التعليم والمواساة" التي أخذت على عاتقها تربية الأطفال اللقطاء منذ
ولادتهم حتى بلوغهم السنة السابعة من العمر وشاركت في عدة مؤتمرات نسائية منها
المؤتمر الاقتصادي الاجتماعي في هيئة حقوق المرأة الذي عقد عام 1949 في مبنى
اليونسكو في بيروت وكتبت للصحافة والإذاعة، وأسهمت في عدة ندوات أدبية، وألقت
الكثير من المحاضرات بالعربية والفرنسية والإسبانية في كل من دمشق وإسبانيا
والأرجنتين وإيران وبغداد وبيروت وتونس. ونالت جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي عام 1995 وقد جاءت هذه الجائزة بمثابة تكريس
لها كأديبة مبدعة في الساحة العربية، كما فازت بجائزة البحر الأبيض المتوسط
الأدبية من جامعة بالرمو في صقلية عام
1980، ووسام "شريط السيدة" من إسبانيا عام 1965.
نشرت سلمى أولى مقالاتها وهي
في السادسة عشرة في مجلة "الأحد" التي كان يصدرها إيليا شاغوري بدمشق،
وجريدة "أصداء سورية" التي كانت تصدر بالفرنسية، وكتبت مذكراتها
بالعربية وهي في السابعة عشرة تحت عنوان "يوميات هاله" وأهدتها إلى روح
الزعيم الخالد سعد الله الجابري.
كتبت سلمى في معظم الفنون
الأدبية، وتنوعت كتبها بين القصة القصيرة والرواية والسيرة والشعر والمقالة والدراسة
الأدبية والتحقيق.
جمعت أربع محاضرات من
محاضراتها ونشرتها عام 1971 تحت عنوان "في ظلال الأندلس" التي ألقتها
باللغة الإسبانية في مدريد 1967 وباللغة العربية في دار الثقافة (ابن خلدون) في
تونس في العام نفسه، و"المرأة العربية" التي ألقتها باللغة الإسبانية في
مدريد 1963، و"آثارنا في إسبانيا" التي ألقتها باللغة العربية في المنتدى
الاجتماعي بدمشق 1965، و"الأعياد والتقاليد في إسبانيا" التي ألقتها في
الندوة الثقافية النسائية بدمشق 1966.
أما مقالاتها فقد جمعتها في
كتاب "الحب بعد الخمسين" الذي صدر عام 1989 وأهدته إلى والدها لطفي
الحفار وضم اثنتين وثلاثين مقالة تحدثت فيها عن الحب والحرب، والحب والشيخوخة وحب
الطيور وحب الحرية، وحب الأرض، وحب الله..
وختمت الكتاب برسالة حب
وجهتها إلى أحفادها قائلة لهم: "لتكن حياتكم في القرن الحادي والعشرين رافلة
بالهناء، وأعمالكم مكللة بالنصر، افتحوا قلوبكم للحب هذا الشعاع السماوي الذي هو
أهم زاد في الوجود، وأفضل سلاح يحميكم من عاديات الزمان، فالحب فضيلة يزودكم
بالإيمان، ويغذيكم بالتفاؤل، ويحثكم على العطاء...".
وقد أصدرت أخيراً كتاب «لطفي
الحفار-مذكراته وحياته وعصره» وهو سيرة حياة والدها الذي ائتمنها على مذكراته التي
كتبها في مختلف مراحل حياته ونضاله، وعلى الوثائق المتصلة بأعماله، والمهام
الرسمية التي قام بها، والمناصب الحكومية التي شغلها، كما سلمها الرسائل التي
تبادلها مع معاصريه على مدى ستين عاما. وكانت وفاتها يوم 11 آب عام 2006.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق