جمعة
(الغوطة: السجن الكبير)
ياحُكّامَ العالمِ لكُمْ عندي رسـالـة ْ
أوتدرونَ أنَّ أغلبَكُمْ يُصنّفونَ حُثالَـة ْ؟
ولولا أنَّ لكمْ ألسنةً تتكلمونَ بهـا
لقلتُ أنكمْ مِنْ أنواعِ الزِبالـة ْ
ومَنْ
يُفتَرضُ منكمْ أنْ يكونوا في القِيـادة ْ
هُمْ
على الأخصِّ أكثركُمْ نَذالـة ْ
وعذراً إنْ
دعوتكُمْ قوادينَ بدلَ
قـادَة ْ
فالألقابُ تختلطُ
حينَ تَصِفُ الأنـذالَ
شَـبِعنا وعوداً
شَـبِعنا تخديراً وأحلامـاً
يُعجبنا كلامَكُمْ
ونتعجَّبُ حينَ نرى
الأفعـالا
حينَ
يُفنى شَـعبٌ أمامَ ناظريكُـمْ
فأنتمْ
شُـركاءَ في الجريمةِ لامُحالَـة ْ
تذرفونَ
علينا دموعَ التماسيحِ ولكِـن ْ
خلفَ
السِتارِ تُحضِّرونَ لظهورِنا النِصـالَ
أظلُمُ الخنازيرَ
إنْ شبّهتُكُمْ بهـا
ويغضبُ
ابليسُ إنْ أتيتُ
بهِ عليكُمْ مِثـالا
لو
طُلِبَ مني أنْ
أُعَدِدَ لكمْ خصـالا
لقلتُ
أني لاأرى فيكُمْ إلا جباناً ومُحتـالا
ولو طُلِبَ
مني أنْ أضعكُمْ
في مكانِكُـمْ
لقلتُ مكانكُمْ
في قدمِ راقصةٍ خِلخـالا
أتُهاجمونَ
ذيلَ الارهابِ وتتركونَ رأسَـهُ؟
إنْ
لاتعلمونَ أينَ يسكنُ الارهابُ تكونونَ بِغـالا
أما
رأيتمُ الجرافةَ
وهيَ تملأُ الشاحناتِ أشـلاءً؟
والأسلحةَ الكيماويةَ
وهيَ تخنقُ الأطفـالَ؟
أما
رأيتمُ الناسَ
كيفَ يُحرقونَ أحيـاءً؟
والبراميلَ
كيفَ
تعملُ في الأجسادِ فِصـالا؟
كُلُّ
مَنْ رأى ذلكَ
وغضَّ الطرفَ
يستحقُّ
أنْ توضعَ في يديهِ كالمجرمينَ
أغـلالا
مَنْ
يحمونَ السفاحينَ يستحقونَ مثلهُـمْ
أنْ
نلُفَّ على أعناقهمْ
حِبـالا
لو
كانَتْ فيكُمْ ذرةُ ضميرٍ لانتَحَـرتُمْ
فأنتمْ
أيضاً تجرعتُمْ دمائنا حتى الثَمالـة
ْ
مارأيتُ
وجوهَكُمْ مرةً إلا وتمنيتُ
أنْ
أغرقَكُمْ بُصاقا أو أمطرَكُمْ نِعـالا
دعوني
أقولُ لكمْ أنَّ
أعمالَ الشَـرِّ
تعودُ
على أصحابها كمنْ يملأ حَصّـالة
ْ
ومَنْ
يظنُّ أنَّ المصلحةَ فوقَ الرحمَـةِ
فالدنيا
دوارةٌ وبقائُها على
حالها مُحالـة ْ
وقد
يكونُ غداً هوَ
الذي يواجهُ القتـلَ
صمتهُ
اليومَ قد يكونُ
لهُ غداً قتّـالا
سورية
اليومَ جعلتموها مَسلخاً للبشَـرِ
يُقَدَّمونَ
قرابيناً على مذبَحِ
المصالحِ والجهـالة ْ
وأهدافُكُمُ
الوضيعَةُ التي طالما طَعنتونا
بهـا
أحالتْ
وطنَ الجمالِ والعُمرانِ أطـلالا
وحتى لاتحزنوا
فلنْ أستثني مِنكُمْ
حُكّامَ العَـربِ
مِنْ أصحابِ
الفخامةِ والسُموِ والجـلالة ْ
كلكُمْ
تقبعونَ في خانةٍ
واحِـدةٍ
في خانةِ
مَنْ يكرهِ الشرفَ ويعشقِ الأوحـالَ
ستبقى
جريمتُكُمْ على جبينِكُمْ
عارٌ
لايُمحى
وإنْ أمضيتُمُ
العُمرَ في بحارِ الدنيا اغتِسـالا
***
نثرية
(يسمح بنشرها دون إذن مسبق)
طريف
يوسـف آغا
كاتب
وشـاعر عربي سوري مغترب
عضو
رابطة كتاب الثورة السورية
هيوسـتن
/ تكسـاس
جمعة
(الغوطة: السجن الكبير) 27 صفر 1436
/ 19 كانون الأول، ديسيمبر 2014
http://sites.google.com/site/tarifspoetry
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق