عندما ينتشر الوباء في بقعة معينة
فلا مجال عندها لمعرفة من سيحفر القبر التالي
ليس من الحكمة تعريف الوباء بأمراض
وبائية تقتصر على الأمراض الفتاكة فتلك الأمراض يمكن معالجتها أو تمر بدورة
بيولوجية تنتهي بعدها
ولكن الأوبئة الاجتماعية أخطرها
على الاطلاق تلك التي ترتكز عل ايديولوجيات ثابتة لاتتغير مع تغير الزمان أو
الأجيال
في الدول ذات الغالبية المسلمة
تكثر فيها الحروب وتسفك فيها الدماء , ومع أن الدين الاسلامي اعتبر أن قتل إنسان
واحد بدون حق كأنه قتل الناس جميعاً وإحياء
نفس واحدة كأنه أحيا الناس جميعاً
تعددت الطوائف والمذاهب
والاتجاهات , وكل فئة هي وحدها التي تمتلك الحقيقة ..!!
والفئات الباقية على ضلال مطلق
والكل يقول الحكم بيننا هو كتاب
الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
فبعد مقتل عثمان رضي الله عنه
اقتتل الصحابة وانقسموا لشيع ثلاثة
مناصري علي بن أبي طالب ومناصري
معاوية والخوارج , فالخوارج كفروا
الفريقين , والفريقان نعتا بعضهما بالبغاة
فمنذ ذلك العهد وحتى الآن لم يُقتل
من المسلمين على أيدي أعدائهم , مقارنة بما قتل منهم على أيديهم سيكون الفارق
كبيراً جداً ولا سبيل للمقارنة على الاطلاق
ثورة بني العباس كما يسميها البعض
على الدولة الأموية كان شعارها ابادة كل بني أمية
اسماعيل الصفوي عندما دخل بلاد
فارس كان شعاره قتل كل سني فيها أو يُتبع مذهبه فقتل من الفرس المسلمين أكثر من مليون
إنسان
في العراق بعد الغزو 2003 وحتى
الآن لاتوجد إحصائيات دقيقة ولكن بلغ عدد المقتولين على أيدي العراقيين الملايين
في سوريا دمرت البلاد وشرد العباد
ووصل العدد للمليون أو أكثر على أيدي السوريين أو على أيدي ممن يقولوا نحن مسلمين وبحماية
السوريين
تقدم أحد المجانين بين أصدقائه في
المصح العقلي ورسم خطاً على الأرض بقلم الطباشير المعاكس للون الأرض وقال مخاطباً
الجميع
من يستطيع العبور تحت هذا الخط
وله جائزة ثمينة؟
وبدأت اللعبة وبدأ التحدي ,
والدماء تسيل من الرؤوس , كل مجنون يضرب رأسه على الأرض معتقداً أنه يستطيع العبور
ولما عجز الجميع وأعياهم سيل
الدماء تقدم الرئيس راسم الخط وقال صحيح أنكم مجانين
فمسح الخط المرسوم بقدمه وتوقف
تدفق الدماء .
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق