الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2014-10-31

إنه ينادينا (33) – بقلم: الدكتور عثمان قدري مكانسي

يقول الله تعالى في سورة الممتحنة :
" يا أيها الذين آمنوا ؛ إذا جاءكم المؤمناتُ مهاجراتٍ فامتحنوهُنَّ، اللهُ أعلمُ بإيمانِهِنَّ، فإن عَلِمتموهنَّ مؤمناتٍ فلا تَرجِعوهُنَّ إلى الكفار، لا هنَّ حِلٌّ لهم ولا هم يَحِلّون لهنَّ، وآتوهم ما أنفقوا، ولا جُناحَ عليكم أنْ تَنكِحوهُنَّ إذا آتيتُموهُنَّ أجورَهُنَّ، ولا تُمسكوا بِعِصَم الكوافر، واسألوا ما أنفقتُم، ولْيَسألوا ما أنفقوا ، ذلكم حُكمُ الله بينكم ، والله عليمٌ حكيمٌ.وإن فاتكم شيءٌ من أزواجكم إلى الكفّار فعاقبتُم فآتوا الذين ذهَبَتْ أزواجُهم مثل ما أنفقوا ، واتَّقوا الله الذي أنتُم به مؤمنون، يا ايها النبيُّ إذا جاءك المؤمناتُ يبايِعْنَكَ على أن لا يُشْرِكْنَ بالله شيئاً ولا يسرقنَ ولا يَزنينَ ولا يَقتُلنَ أولادَهُنَّ ولا يأتين ببهتان يفتَرينَه بين أيديهِنَّ وأرجُلِهِنَّ ولا يَعصينَكَ في معروف فبايِعهُنَّ واستغفِر لهنَّ اللهَ ، إن الله غفورٌ رحيمٌ"الآيات 10-12


من بين ما اتفق عليه النبي صلى الله عليه وسلم مع سهيل بن عمر في صلح الحديبية أنّ من جاء المسلمين وقد آمن ردّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى قريش ، ومن جاء قريشاً قد ارتد عن الإسلام فلا يُردُّ إلى المسلمين .

فلمّاهاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط إلى المدينة قَدِم أخواها عمارة والوليد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلماه في ردّها ، فمنع القرآن المسلمين أن يرُدّوا النساء إلى المشركين وأنزل آية الامتحان، فكان صلى الله عليه وسلم يسألُهنَّ بالله : ما خرجَتْ بُغضاً لزوج ، ولا رغبة عن أرضٍ لأرض، ولا التماساً لدنيا ،ولا رغبة في زوج آخر، إنما خرجت حبّاُ لله ورسوله ورغبة في دين الإسلام. وكنَّ يشهدنَ أنه لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسولُ الله.
هذه الآية حرَّمت المسلمات على المشركين ، وقد كان جائزا في ابتداء الإسلام أن يتزوج المشرك المؤمنة ، فكان أبو العاص ابن الربيع زوج زينب رضي الله عنها ابنة النبي صلى الله عليه وسلم وقد كانت مسلمة وهو على دين قومه ، فلما وقع في الأسرى يوم بدر بعثت امرأته زينب في فدائه بقلادة لها كانت لأمها خديجة فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال للمسلمين " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها فافعلوا " ففعلوا فأطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يبعث ابنته إليه، فبعثها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زيد بن حارثة رضي الله عنه ، فأقامت بالمدينة في السنة الثانية للهجرة إلى أن أسلم زوجها سنة أربع فردها عليه بالنكاح الأول ولم يُحدِثْ لها صَداقا ، فقد كان إسلامه كان قبل تحريم المسلمات على المشركين بسنتين .
فإذا انقضت عدّةُ المهاجرة ولم يُسلم زوجها انفسخ نكاحهما – إن أرادت- وتزوجت مسلماً. ويعاد للمشرك ما دفعه من مهر. ومن تزوج المهاجرة مَهَرَها صَداقَها، 
كما أنه لا يجوز للمسلم أن يحتفظ بزوجته المشركة ، وله أن يُطالب بمهرها الذي دفعه ، فإن أبى وليُّها المشركُ أخذه من بيت مال المسلمين ،أوْ من غنيمة يغنمها المسلمون
وكانت بيعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة :
1- أن يوحدنَ الله فلا يُشركن به شيئاً
2- ان يكُنّ عفيفات فلا يسرقنَ ولو مِن أزواجهنّ ولا يأخذْنَ من أموال أزواجهن إلا بالمعروف .
3- وأن يحفظن فروجهنّ فلا يزنين ، إن المرأة الحرة لا تزني والمؤمنة تحفظ شرفها وشرف أهلها وشرف زوجها .
4- أن يعتنين بأولادهنّ وينشِئنَهم نشأة إسلامية طيبة ، فهم أمانة في أعناقهنّ.
5- لا كذب ولا نميمة ولا غيبة ويُعفِفن السنتهنّ عن قالة السوء،
6- أن يُطِعْنَ النبي صلى الله عليه وسلم في أوامره ، وينتهين عن نواهيه ويعملن الخير الذي يأمرهنّ به.
فلما بايعنه على ذلك قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعَتَهُنَّ واستغفر لهنّ الله تعالى ، وما أسرع قبولَ رب!ِ العزة استغفارَ نبيه للمؤمنين والمؤمنات، إن الله تعالى غفور رحيم يحب عباده التائبين، ويقبل توبتهم ويتجاوز عن سيئاتهم ، ويقلب سيئاتهم حسنات ...سبحانه من ربٍّ كريم.
إن الله تعالى ينادينا – معشر المؤمنين- ليدخلنا رحمته ويجازينا رضوانَه

فهل ترانا نسرع إلى ذلك ؟ اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحُسْن عبادتك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق