الثورة حتمية كان لابد منها,
وكلما تعقدت أمور ثورة شعب وكثرت التداخلات الخارجية فيها وكثر الشاذين فيها كلما
دل ذلك على أهمية المكان الذي حدثت فيه الثورة
فالغرب والشرق وكذلك الدول
العربية كانت تعتبر النظام الحاكم في سوريا الحصن الحصين لمصالحها ومنهم إسرائيل
لذلك عمدت تلك القوى على رمي ثقلها المخابراتي والمادي لتفتيت الرؤى وهدم الثورة
كلها قابلهم في ذلك جبروت السوريين وإصرارهم على المضي قدماً حتى تحقيق النصر
لن نخوض كثيراً في تفصيلات الواقع
ولكن يهمنا هو الحال الذي نحن فيه , هذا الواقع والناتج عن تضارب المصالح بين
القوى الداخلية والخارجية أنبتت الخبيث وأنبتت الطيب والتصارع قائم بين الفريقين
حتى ينتصر أحدهما على الآخر أو ينسحب أحدهما لبعض الوقت
فلا يمكن لمفكر أو مطلع أو خبير
دولي في الشؤون الشرق أوسطية أو الحركات الاسلامية أو الثورات وحتى مراكز صناعة
القرار في مركزية المخابرات الأمريكية وحتى البريطانية التنبؤ بالمستقبل أو تحليل الوقائع
لكثرة المفاجئات فيها
في ظل الفوضى التي نشأت وفي ظل
غياب التوقعات والنتائج المرجوة يبقى السؤال القائم دائماً ....مالحل؟
قسموا الناس على أساس العرق عربي
كردي آثوري تركماني .........إلى آخره
قسموا العرب على أساس طائفي
...مسلم سني ...مسلم شيعي علوي نصيري مسيحي درزي
الأكراد عند ذكر العقيدة يقولون
أنهم مسلمون , ولكن عند التقسيم على أساس طائفي فالأكراد لاسنة ولا شيعة والسنة والشيعة عند العرب فقط , في العراق توجد محاصصة سياسية على أساس طائفي بين السنة والشيعة العرب ,والأكراد
خارج التقسيم الطائفي وكأنهم يعتقدون بديانة أخرى لاتنتمي لسكان المنطقة
في كردستان العراق يوجد حزبين
رئيسيين حاكمين فيها حزب تديره إيران وحزب آخر تسيره إسرائيل , حزب العمال
الكردستاني تسيره روسيا , والغريب في الأمر أن زعيم هذا الحزب هو عبدالله أوجلان
لاينتمي للشعب الكردي وإنما يمتلك أصولاً أرمنية وهذا يفسر سبب العداء بين هذا الحزب
وبين تركيا , مع أن الأرمن كانوا يصنفون
في ظل الدولة العثمانية بالطائفة المدللة , ولكن الروس دقوا إسفين العداء بينهما
تتصارع القوى الآن وهي في الذروة
داعش تقاتل الأكراد وتقاتل السنة العرب وتقاتل الشيعة في العراق , وبشار المجرم
يقتل كل من يتوجس منه العداء وأمراء الحرب يتقاتلون يقتلون ويقتلون , مع عصابات بشار
يقاتل السنة والشيعة والعلويون.. يقتلون أنفسهم ويقتلون من يعارضهم , ومن يعارضهم
يقتلون أنفسهم ويقتلون من يعاديهم
فلا يوجد في الأفق حلاً يمكن أن
يكون هو الأمل في الخلاص
إلا طريقاً واحداً هو
في ثلاث كلمات
سوريا كأرض , والسوريون كشعب ,
ونظام حكم يختارونه يضمن لهم حقوق الوطن والمواطن فكل اتجاه شعاره طائفي أو عرقي
أو أثني فهو يسير في مخطط الحرب والفوضى بقصد أو بدون قصد وهو السير في تنفيذ
مخططات الأعداء وتنفيذ أجنداتهم على الأرض.
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق