اجتمع حول الرجل مجموعة من الناس
لمواساته في مصابه الأليم بعد أن فقد قبل قليل زوجه وأغنامه وأبناءه السبعة بنين
وبنات ولم يبق في ملكه إلا حماره
درجت العادة عند مربي الأغنام في
المناطق الشرقية من سورية وفي السنين التي يقل فيها معدل سقوط الأمطار أن يتجه
رعاة الأغنام بمواشيهم باتجاه الساحل السوري بعد نهاية موسم الحصاد عندهم للبحث عن المرعى
وقد تفاجأ الرجل بهطول أمطار
غزيرة عندما كانت مواشيه والخيمة التي يسكن فيها هو والعائلة قريبة من النهر , مما
أدى لارتفاع منسوب المياه فيه بشكل مفاجئ وجرفت المياه الخيمة والعائلة والأغنام
ولم ينجو منها إلا ذلك الرجل
فقال لمن حوله :
لا تواسوني في مصابي
فالمهم أن هذا الجسد يحمل رأسي
الحي فقد أخذ الله مني ماأملك وبقيت أنا حياً
وطالما أنا حي أرزق فإنني قادر
على أن أعوض الذي فقدته
وهاهم نفس الأشخاص الذين كانوا
قبل عشر سنوات يواسون الرجل في مصابه فرحين بلقائه ومعه أغنامه وزوجه وبنيه
والفرحة مرتسمة على وجوه الجميع .
إن مايحصل في منطقتنا وفي سوريا
والعراق ومع كثرة التحليلات والتأويلات وردم دول وإزالة خرائط وتسميات ومسميات
وتقطيعات وتوصيلات تصب في قالب اليأس أمام المتجمهرين حول الرجل لمواساته , ولكن
الحقيقة هي ذلك الرجل والذي لم تهزه المصيبة وإنما صب اهتمامه في انتاج الأفضل
مادامت الحياة موهوبة له .
فالكل ينادي .. توحدوا. . توحدوا
ويسمع المنادي صدى صوته
وكيف يكون التوحّدِ ولكل اتجاهٍ
له موجٌ جارفٌ يشدّهُ باتجاهٍ ضدّ أخيه ؟؟..!!!!
بالتأكيد يوجد هناك بقعٌ ..مبعثرة
وبالتأكيد أن حالها كحال الرجل ذك
في عزيمته
وبالتأكيد فإن وجدت الارادة
والعزيمة فإن جمعها لن يحتاج لسنين .
د. عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق