على غرار الحب العذري في التاريخ، يريد بعض
المعارضة السورية تدخلا عذريا في سوريا لايجرح حياءها، والمعروف في تاريخ الحب
العذري أن كل الذين مارسوه فقدوا حبيباتهم في النهاية، وساءت أحوالهم وباتوا في
البراري تائهين في حبهم العذري كالمجانين، فهل نفقد حبيبتنا سورية؟، وتصبح أحوالنا
كأحوالهم؟.
وكان الشاعر يصف حبيبته ويظهر مفاتنها
للناس، عينيها، خديها، شعرها، نهديها، طولها وقوامها، حتى يصورها عارية تماما من
ثيابها، وكل هذا لايهم، المهم أن لايلمسها بحواسه، فيبقى حبه عذريا، وتبا لمثل هذا
الحب الذي يفضح دون الوصول إلى المأمول !.
وبعض المعارضة السورية تريد تدخلا دوليا
عذريا ينقذ شعبها من وحشية الاحتلال الأسدي، دون أن يمس ذلك التدخل ذرة تراب من
الأرض السورية!، تريد حظرا جويا بشرط أن تحدد هي مستويات ارتفاع طيرانه في الأجواء
السورية، بحيث يفرض حظرا جويا من ارتفاعات عالية، ولايخرق جدار الصوت فوق المدن
السورية، ربما على غرار الطيران الصهيوني الذي يحلق فوق قصر بشار من زمن لآخر من
أجل الترهيب فقط، والمشكلة أن بشار قد تعود على ذلك ولم يعد يخيفه.
وربما تريد هذه المعارضة قصفا من بعيد
لاتصل قذائفه إلى الأرض السورية، قصفا ترعاه الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة
العربية، ينطلق من المحيط الهادي أو الأطلسي أو الهندي، ولكن من ثوابتنها الوطنية
أن لاتقبل به من البحر المتوسط أو من الأراضي التركية !.
ولا تريد هذه المعارضة أن
يسقي لها أحد بعد أن يصدر الرعاء، كي لا تضطر أن تزوجه إحدى بناتها، ولكنها تتمنى
ولا تمانع من أن يرزقها الله عصى موسى السحرية التي فلقت البحر، لعلها تضرب بها
رأس بشار وتشجه نصفين، نصف ترسله إلى إيران وأعوانها الذين يتدخلون في سوريا تدخلا
ليس عذريا، والنصف الآخر ترسله إلى الكيان الصهيوني الذي لايرغب بسقوط نظام الأسد.
شعبنا السوري في الداخل قدم ومازال يقدم
ما يبدو أكبر من طاقة البشر، وفوض المعارضة في الخارج بتولي الجانب السياسي من المعركة
مع النظام المجرم، وطالبها مرارا بأن تسعى على وجه السرعة إلى توفير الحماية
الدولية له من آلة القمع الوحشية، ونحن مشغولون بترتيب أوراقنا على نار هادئة،
تسخر منا على مشيتنا فيها حتى السلحفاة ولاتبالي.
مثالية مثالية مثالية من مخلفات الماضي، وتصريحات
باهتة لامكان لها في عصر العولمة وحقوق الانسان، فهذا يصرح بحرصه على الجيش الذي
يقتلنا ويصفه بالجيش الوطني والضروري لنا كدولة مواجه، ولايرغب بأي تدخل يؤذيه -
فأبشر بطول حماية يابشار-، وذاك يخجل من الاعلان عن دعمه للجيش السوري الحر ويأسف
لقيامه بترك مواقعه العسكرية !
ومع الأسف لاتجد فينا من يستلم زمام
المبادرة ويترجم مشاعره وامنياته الداخلية، إلى أفعال وأقوال جادة، إلى صيحة مدوية،
خوفا من أن تلصق به تهمة التعاون مع الخارج والاستقواء به على نظام لم يترك صديقا
ولا عدوا إلا واستعان به علينا.
وكل المواقف المؤيدة لشعبنا السوري بما
فيها الجامعة العربية على ضعفها ماتزال تسبق حتى الآن مواقف المعارضة السورية
وفعلها، وعليه فإني أناشد هذه المعارضة والأحرار فيها خاصة، واتمنى أن يكون كلها حر،
بأن تحيي الجيش السوري الحر، وتحيي من يحييه، وترعاه وتعمل على دعمه بكل الوسائل
المتاحة، وأن تتوجه إلى مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة وإلى كل قوى الخير في
العالم بطلب صريح وواضح بأن يساعدوننا على التخلص من هذا النظام المحترف في
الاجرام والنذالة.
وأختم قولي للمعارضة السورية
بالقول: لا خير فينا إن لم نقلها ولا خيرفيكم إن لم تسمعوها، إما أن تكونوا على قدر
عال من المسؤولية وإما أن تتنحوا فهو أولى وأكرم لكم.
أنا معك تماما يجب دعم الجيش الحر وطلب منطقة عازلة على حدود تركيا والأردن ولبنان تحميها الامم المتحدة وتحرير سوريا سيتم بعون الله على أيدي الجيش السوري الحر
ردحذف