بعد أن وصلت الأمور إلى مرحلة طحن العظم بين الأسد وعصابته وبين الشعب
الثائر ومؤيديه من الجيش السوري الحر، أصبح لزاما على معارضة الداخل و المترددين أن
يعرفوا مكانهم في المعادلة كي تستبين وتتضح نتائجها للعيان، فالمعادلة السورية لم تكتمل
متغيراتها بعد ؛ سواء كان ذلك على الصعيد الداخلي، أم على الصعيد الخارجي .
و إذا اعتبرنا أن
طرفي المعادلة تتكون من متغيرات داخلية وخارجية،
استلزم الأمر إعادة النظر في متغيرات المعادلة على الصعيد الداخلي من خلال الخارطة
الجيوسياسية للثورة من جهة، وللانظام من جهة
أخرى، فالتصعيد الأخير من قبل الثوار خاصة بعد طرح المبادرة العربية جعل الأسد يحشر
نفسه في الزاوية الشرقية الشمالية، مستنجدا بما تبقى له من مؤيدي والده من الشوايا
السابقين ( مع احترام لهذا المكون السوري الكريم أنا أتكلم فقط عن الفئة التي ما زالت
تدعم الأسد والتي فتكت بأهالي حماة في الثمانينات)، ومن المتشيعين الجدد الذين يقودهم
الحاخام الأكبر للطغمة الحاكمة علي الشعيبي ليتيح له إطلاق تصريحاته من مدينة الرقة
في أول أيام العيد، محاولا بذلك موازنة التصعيد الأخير في بقية المدن وخاصة حمص وحماة،
عله يجد متغيرات جديدة يستطيع من خلالها موازنة معادلته على الصعيد الداخلي .
هذا الأمر ينطبق
على الخارطة الجيوسياسية الخارجية خصوصا بعد أن حشرته الجامعة العربية في زاوية أخرى
أضيق من الزاوية الأولى، والتي أجبرته من حيث المبدأ على قبول بما يسمى مبادرة الانتحار
للأسد وعصابته، والتي كان محكوم عليها قبل أن تولد، لأن نتيجتها كانت إما إزالة النظام
أو فشل المبادرة، وهذا ما اختاره النظام لأنه أهون الأمرين، لأن فشل المبادرة يعطيه
مهلة أخرى لترتيب متغيرات معادلته على الصعيد الخارجي عله يجد ما يطرحه لتغيير نتيجة
هذه المعادله.
وهذا ما فسره لاحقا
السماح لمجموعة من منحبكجية معارضة الداخل ومؤيديهم- والمتمثلة بحسن عبد العظيم وسمير
عيطة وهيثم مناع وغيرهم- من السفر ولقاء الأمين العام للتعبير عن رفضهم التدخل الخارجي،
ورفضهم لمطالب الثوار، من خلال التواطئ مع أحد مساعدي الأمين العام المدعو طلال الأمين
المقرب من نبيه بري، حيث استطاع النظام مؤخرا خرقهم وإلحاقهم بمنظومته الأمنية، وهذا
الأمر تم تأكيده على لسان المعارضة السورية
مروة الغميان والتي صرحت مؤخرا أن الهيئة هي واجهة للمخابرات السورية .
وبالتالي فإن الملاحظ
لمجريات الأمور على الأرض يستطيع تفسير جميع المتغيرات للمعادلة السورية وبالتالي يصل الى نتيجة لهذه المعادلة مفادها
أن هذه الجمعة سوف تكون هي الفاصلة ما بين مراحل الثورة، بحيث تؤشر لدخول الثورة للمرحلة
الرابعة والأخيرة من خلال التمهيد لاستصدار قرار دولي من جهة، والبدء بتنفيذ إجراءات
حاسمة على الأرض من جهة أخرى، يكون تأثيرها مدوي سواء على مسار الثورة ؛ أو على الطغمة
الحاكمة.
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق