لا تجزع أخي الثائر السوري لما أصابك فالنصر آتيك - د. حسين إبراهيم قطريب

لاتجزع أخي الثائر بالكلمة، والثائر في الجيش السوري الحر، ولا تجزعي أختي الثائرة، في درعا ودمشق، في حمص وحماه، في ادلب والدير، في اللاذقية وبانياس، وفي كل المدن السورية المحتلة، وكذلك أخي الثائر في بلاد الهجرة.

ولا تجزع أخي الثائر، فنحن شعب يولد فيه مجاهد عند كل قطرة دم تسيل من دمنا، ونحن خيار من أمة تتبارى نحو المجد، ونحن ميسّرون لما خلقنا له، ولن يغادر أحدنا هذه الدنيا وله فيها ثمرة، وإن غادرها على هذا الطريق، سيغادرها إلى جنة الزهور والثمار والحور، غير آسف عليها ولا مقهور.

ولا تجزع أخي الثائر لما أصابك، وبما ترى وتسمع، فكل ذلك بقدر، وكن مع الله ولاتبالي، ودافع عن نفسك وانصر المظلوم بكل الوسائل، وخذ على أيدي الظالم، فأنت على موعد مع الصحبة من النخبة من عباد الله، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فأي مقام تريد أرقى من هذا المقام يا أخي.

(وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً) [النساء : 69]

ولا تجزع أخي الثائر لما أصابك، وبما ترى وتسمع، لا تجزع لنحر حنجرة ابراهيم قاشوش، ولا لتقطيع أوصال زينب أو غيرها، ولا لثقب جسم الطفل حمزة الخطيب، ولا للمنتظر من فعل الوحوش الأسديين، فإن الله ينظر إلى أعمال القتلة المجرمين من الشبيحة القرمطيين والبعثيين، ويستهزئ بهم، ويمدهم في طغيانهم، ليتكبروا ويظلموا ويقتلوا، ويزدادوا إثما وإجراما.

( اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )[البقرة : 15]

ولا تجزع أخي الثائر واصبر فإن صبرك مفلجهم وقاتلهم، وإن ما تراه من صراع مرير بين الحق والباطل، ومن لون الدم والوحشية، لهو من سنن الله المقدرة لفعل التدافع بين أهل الخير والشر، وكي تتم الاصطفافات الواضحة في خندقيهما لا بد من مدة زمنية كافية، ليظهر فعلك النبيل ويطغى على فعلهم القبيح، وليكون المجرم بشار وأعوانه، وجلعاد اليهودي، وبشارة الراعي، والسيد حسن، والبوطي، وحسون و.. و.. في خندق، وأنت وكل الخيّرين، والعلامة القرضاوي، واتحاد علماء المسلمين، وهيئة علماء المسلمين، ورابطة العلماء السوريين والمجلس الوطني الليبي وكل العرب الخيرين و..و..في الخندق المقابل، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.

(لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأنفال : 42].

ولا تجزع أخي الثائر ولا يأخذك بطش الظالمين برهبة، ولا يغرنك تقلبهم في البلاد، إن الله يملي لهم، ويمدهم في طغيانهم لحين الساعة والدقيقة والثانية التي كتبها لهم، أما رأيت القذافي ملك ملوك أفريقيا، يلفظ أنفاسه بين الأرجل عفسا، وقد نزع الله سلطانه فأصبح ذليلاً مَهيناً.

وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود : 102].

ولا تجزع أخي الثائر واصبر، فالنصر هو الذي يأتيك إكراما ومنحة من الله تعالى، وعندها قل: سبحان الله والحمد لله، واستغفِر لذنبك من أن تطغى على الناس.

(إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ @ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً @ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً).