اللاءات الثلاث ...لا للعنف...لا
للتدخل الخارجي...لا للطائفية.... من الذي رفع هذه الشعارات مع بداية
الثورة ؟؟
ولماذا رفعها ؟؟
وهل هي شعارات تكتيكية أم استراتيجية
؟؟ بمعنى أنها ثابتة أم قابلة للتبدل ؟؟
ومن صاحب الحق في تعديلها أو
تغييرها أو تبديلها ؟؟
ومن هي المرجعية التي يعود إليها
الجميع ليفصلوا اختلافهم بشأنها ؟؟
أسئلةٌ كثيرة سأحاول أن ألقي الضوء
عليها، ونسأل الله التوفيق في الرأي والقول والعمل....
الأمر المؤكد والثابت أن شعبنا
المجاهد هو أول من رفع هذه الشعارات:(
الله...سورية... حرية...وبس...سلمية...سلمية...) وما رفعها إلاّ لأنه شعب
عظيم ذو حسٍ وطنيٍ أصيل، يطلب حريته وكرامته التي حرم منها نصف قرن من الزمان وبأسلوب
حضاري متميز، إنه يريد أن يحلّ مشكلته بنفسه دون أن يدخل البلد في دوَّامة مخاض
عسير.....وكان يتأمل خيراً بهذا النظام وجيشه، وأن رئيسه الشاب سيتنازل ويعطي
للشعب هامشاً أفضل من الحرية والعدالة الاجتماعية....ويعيد لهذا الشعب المضطهد بعض
حقوقه المغتصبة....لذلك رفع شعارات الإصلاح..... وعدم العنف ورفض التدخل الخارجي
...ونبذ الطائفية ...ونادى المتظاهرون في مسيراتهم اليومية : (سلمية سلمية....
الجيش والشعب إيد وحدة ....) خرجوا بصدور عارية يحملون أغصان الزيتون وأزهار
الربيع......
فماذا كان الرد
؟؟؟؟................عنف وقتل ...واعتداء على الأرواح والأموال والممتلكات...
اعتقالات تعسفية وتعذيب وحشي لم تر
له الدنيا مثيلاً في بشاعته وقساوته ........لم ييأس الشعب واستمر في سلميته ....ضحى
بالغالي والنفيس ...أفشل كل محاولات النظام القذرة لجره إلى العنف.....قدم سيلاً
من الدماء، أكثر من 5000 شهيد، ثلاثين ألف معتقل، وعشرات الآلاف من الجرحى...............
ثم ماذا؟؟ هل وجد رحمةً أو ليناً أو
رأفةً من هؤلاء المجرمين؟؟...... لا والله !!! لقد وجد قلوباً أقسى من
الحجارة..........واجه أناساً لا دين... لا أخلاق... لا ضمير... لا شرف... لا نخوة
فيهم.......لقد حشد هذا النظام المجرم أنجس خلق الله في هذا البلد من شبيحة وأمن وأعوان
قذرين من تجار ورجال دين دجالين أحلّوا له سفك دم الشعب السوري الحر الأبي...وغيرهم
وغيرهم من المنتفعين والانتهازيين ومصاصي الدماء...............
فما الحل ؟؟ والدم السوري الحر
الأبي يسيل فوق ثرى أرضنا الطاهرة صباح مساء !!! وأعراض حرائرنا تنتهك على مرأى
ومسمع من الدنيا بلا خجل أو حياء !!! بيوتنا تدمر وأموالنا تنهب وربنا عز وجلّ يُسَبُّ
ويُشْتم !! وهذا المجرم الأفّاك يُؤلّه من دون الله.....
بالله عليكم أخبروني عن الحل.....
هل اللاعنف صنم يعبد؟؟ هل هو قيد لا انفكاك منه؟؟
إن لم نغضب لربنا وعقيدتنا
ولأعراضنا وأموالنا فلمن نغضب ؟؟ والرسول عليه الصلاة والسلام يقول في الحديث
الصحيح: (من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو -شهيد ومن قتل دون دينه فهو
شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد)-رواه الترمذي-.
إن مطالب الشعب كلها مشروعة، وله
الحق أن يعيش حراً كريماً كغيره من شعوب الأرض، وأن يدافع عن حرماته بكل مايستطيع
وبكل الوسائل المشروعة، وهذا ماتقرّه شرائع الأرض والسماء، ولذا فقد رحب بالجيش
المنشق كما تستقبل الأرض العطشى الغيث يتنزل عليها من السماء، وبدأ ينادي بدعم
الجيش المنشق الذي أعلن أن مهمته الأولى هي حماية المتظاهرين السلميين من عنف وبطش
وإرهاب هذا النظام الباغي المجرم...كما بدأ يطالب بالتدخل الخارجي، وإدخال
المراقبين الدوليين لتأمين الدعم والتأييد والحماية لهذا الشعب المجاهد المصابر
أمام آلة القمع الرهيبة لهذا النظام المجرم.....
إذا لم يكن هنالك من سبيل لنيل
حرية الشعب إلاّ بأنهار الدماء ......فليكن!!!
وإذا كانوا يسمون دفاع الشعب عن
نفسه عنفاً فليكن!!!
وإذا كانوا يسمون وقوف شرفاء
العالم والمنظمات الدولية والعربية مع الشعب السوري في نضاله للوصول إلى حقوقه ضمن
المواثيق والمعاهدات الدولية تدخلاً
أجنبياً.... فليكن!!!
لقد قال الشعب كلمته وهو صاحب
القول والفصل في أمره.....
وعندما يخرج المتنطعون من كل مكان
ليقول أحدهم –حسن عبد العظيم- أنه يرفض التدخل الخارجي والحظر الجوي، ويعارض تجميد
عضوية سورية في الجامعة العربية....ويعلن هيثم مناع لاءاته الثلاث من باريس لا
للعنف ..لا للتدخل..لا للطائفية.....ويقول في القاهرة أنه لو نفذ النظام السوري 5% من مبادرة الجامعة العربية فهذا يكفي لمتابعة
المشوار.....وأي مشوار؟؟ مشوار القتل والتدمير الذي تمنحونه للنظام
المجرم!!...............
ونقول لهؤلاء وأمثالهم لستم ملكيين
أكثر من الملك، ولستم آباءً لهذه الثورة، وهي لم تخرج من أرحامكم..... وها هو
الشعب يعلنها صريحة واضحة: نعم للجيش الحر المنشق، نعم للتدخل الخارجي لحماية
المدنيين ....إنه يرفضكم ....لا لهيئة التنسيق ...لا لكل الأصوات النشاز التي
تنادي بإبقاء النظام والحوار معه.....لا لكل من يساند النظام بقول أو فعل........
ثم ماذا؟؟... إن كنتم تقولون أننا
رداء هذا الشعب نحمل آلامه وآماله.... فقد سقط القناع، وأفعالكم خير شاهد على
ذلك.....وسكوت النظام عنكم شاهد آخر.... وانصراف الناس عنكم شاهد ثالث.....لقد
تحداكم المتظاهرون أن تخرجوا مسيرة واحدة تحمل شعاركم وترفع لاءاتكم...... ولم
يحدث!!! لأنكم يا قوم في واد والشعب في واد آخر.......
لا توجد ثوابت دائمة في هذه الدنيا
إلاّ التي أنزلها رب العباد، واجتمعت البشرية كلها عليها، وماعدا ذلك فهي متغيرات
تتبدل زماناً ومكاناً وشخصاً وفق المصلحة وضرورات الواقع.
شعبنا يريد حريته وكرامته، ومن المرونة أن يختار من
الوسائل والأساليب ما يساير الواقع، وفي قوانين الفيزياء أن لكل فعلٍ رد فعل
يكافئه ويعادله في القوة ويعاكسه في الاتجاه....وهذا ما يجري على أرض الواقع، إن
شعبنا شعبٌ حيٌ منفتح واعٍ..... أوصلته مجريات الأحداث إلى الراية الأخيرة التي
يرى أنها ستنال تأييد رب السماء ونصرة الشرفاء من أهل الأرض، ألا وهي الجهاد بالمال
والنفس، والأخذ بكل أسباب القوة مستنيراً بقوله تعالى : {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم
مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ
} (60) سورة الأنفال.
لقد اتخذ الشعب قراره...... وعلى الجميع أن يحمل رايته
ويمشي في ركابها ويدافع عنها..... وإلاّ فليرحل غير مأسوف عليه..............
أما حديث الطائفية فلنا لقاء آخر معه، في مقال قريب بإذن
الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق