الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
( ولا تحسبن الله
غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)
بالأمس القريب سقط طاغوت من كبار الطواغيت في الأرض عتل
جواظ متكبر إنه معمر القذافي الذي سام شعبه سوء العذاب وطغى وتكبر ، سجن الآلاف
،وقتل الآلاف ، ووصل به الكبر والعجب أن سمى نفسه عميد الرؤساء العرب ، وملك ملوك
أفريقيا ، حكم الليبيين المساكين لأكثر من أربعة عقود فأحال نهارهم ليلا وجعل
ليلهم نارا وأحال ليبيا إلى بلد فقير معدم رغم موقعها البحري وثرواتها العظيمة
والتي من اهمها النفط ، ولكن تلك الثروات والأموال كانت تذهب لجيبه وجيوب أبنائه
والمقربين منه والمرتزقة من أزلامه ووصل به الغرور أنه كان يخرج على قومه بزينته
بأشكال متعددة ومتنوعة ، مئات من البدلات والنظارات المتعددة الألوان يتيه في
الأرض مرحا وبطرا ومن ورائه حرسه الخاص من النساء والمترجلات ولم يقف به الغرور
عند هذا الحد بل أصدر كتابا بمثابة دستور للبلاد وسماه (الكتاب الأخضر) والحقيقة
هو الكتاب الأسود ، وتطاول على الدين وتعرض لكتاب الله العزيز بالتحريف فقال ليس
من ضرورة لأن نقول : (قل هو الله أحد ) وإنما يكفي أن نقول ( هو الله أحد) بل لقد
ادعى النبوة وتطاول على السنة وضحكت عليه صحفية إيطالية عندما قالت له هل رعيت
الغنم يا سيادة العقيد؟ فقال لها : ما من نبي إلا وقد رعى الغنم.
إزاء هذا الظلم والطغيان والاستبداد خرج الشعب الليبي
المسلم ليطالب بحريته وكرامته وبطريقة سلمية فما كان من العقيد المتغطرس إلا ان
واجه شعبه بالحديد والنار وسفك الدماء ، وأعمل يد القتل والاعتقال والتعذيب وظهر
على شاشة التلفاز متوعدا ومهددا المطالبين بالحرية بأنه سيزحف عليهم من الصحراء
إلى الصحراء ومن بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع ومن زنكة إلى زنكة (أبو زنكة)
ووصفهم بالفئران والجرذان وتوعد أن يحول ليبيا إلى نار وجمر ، ولكن الشعب الليبي
المسلم وقف له ولمرتزقته وآلة حربه بالمرصالد واندفعت كتائب المجاهدين والثوار من
كل أنحاء ليبيا لتشهد الساحة الليبية شهورا من القتال الضاري ذهب إثرها عشرات
الآلاف من الشهداء والضحايا والمعتقلين إلى أن كان يوم الخميس في العشرين من الشهر
الحادي عشر من العام ألفين وأحد عشر حيث استطاع المجاهدون القبض عليه مختبئا في
نفق من أنفاق الصرف الصحي كالجرذ وقد ألقى الله سبحانه وتعالى الذعر والخوف في
قلبه فإذا بذاك الطاغية المتكبر الذي كان يقتل ويسجن ويتوعد إذا به تخور قواه
ويرتجف ويرتعد خائفا مذعورا يطلب من الثوار أن يرحموه ويستدر عطفهم ولكن أنى لمثل
هذا الطاغية المتجبر أن يفلت من عقاب الله فما كان من الثوار إلا أن عاجلوه
برصاصات في الرأس والصدر ليلقى جزاءه مدحورا محسورا ولتكون نهايته وخيمة حيث تم
دفنه في الصحراء في مكان مجهول سقط القذافي ورحل إلى مزبلة التاريخ ، اللهم
لاشماتة وإنما هي عبرة فاعتبروا يا أولي الأبصار
ومن قبله فر زين العابدين بن علي بجلده وبعائلته خائفا
مذعورا بعد ما فعلت قواه الأمنية ما فعلت بالشعب التونسي المسكين ذلك المجرم الذي
مارس منع الحجاب ونشر الفساد وحارب العلماء والإسلام وجعل صلاة الجمعة تؤدى ببطاقة
تعطى للشخص ويحدد له المسجد دون أن يتجاوزه إلى مسجد آخر ، وقد أعلن من قبله
المقبور الهالك بورقيبة حربه على الإسلام وتطاول على كتاب الله وقال : إن القرآن
الكريم متناقض وهب الشعب التونسي الذي بدأ شرارة الثورة ليجبر هذا الطاغوت المجرم
على الفرار ، وتوالت الأحداث ويد الله تعمل في الخفاء بطريقتة سبحانه ، ويهب الشعب المصري في ثورته وتعم
المظاهرات أنحاء مصر كلها وبالملايين ويضطر عراب إسرائيل حسني مبارك إلى التنحي
تحت ضغط الشارع المصري بعد أن خدم اليهود ولعدة عقود ووضع كل العراقيل والعقبات في
وجه إخوتنا الفلسطينيين وحاصرهم وأغلق المعابر في وجه أهل غزة وهاهو اليوم يقبع في
السجن ذليلا هو وأبناؤه وأزلام سلطانه وتلك عاقبة الطغاة والظالمين.
وتمتد الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي إلى سوريا
الحبيبة وهذه الثورات تتحرك بمعية الله ومشيئته ويأتي الدور على الطاغية المجرم
ابن المجرم بشار فيخرج قبل اندلاع الثورة ليستبق الأحداث وليخرج على شاشة التلفاز
ليقول أن سوريا بمنأى عن الثورات ولكن نسي أو تناسى هذا المجرم القاتل أن يد الله
هي التي تعمل وأن إرادة الله سبحانه وتعالى هي التي تفعل فأتاه العذاب من حيث
لايحتسب ولا يتوقع ، جاءت الشرارة من مدينة درعا وعلى يد فتية آمنوا بربهم واندلعت
الثورة في درعا ثم مدن سورية أخرى حتى عمت المظاهرات كل أنحاء سوريا بمدنها
وأريافها وخرجت جموع الشعب السوري بالملايين تطالب بالحرية والكرامة ورفع الظلم
بعد أن أذاقها النظام الطائفي الحاقد ومعه أنصاره من أتباع حزب البعث سوء العذاب
ولقرابة نصف قرن من الزمان ممثلا هذا النظام برؤوس الكفر حافظ أسد وأخوه رفعت
وبشار وأخوه ماهر تساندهم عصابة مارقة من أبناء جلدتهم ومن المنافقين معهم.
مهلا أيها السفاح المجرم ، مهلا أيتها العصابة المارقة ،
لقد جاءكم الدور والله لامفر لكم ولا خلاص إلا بسقوطكم ومحاكمتكم أو قتلكم ،
فالشعب السوري قال كلمته ولا تراجع ولا حوار فإما الموت أو الشهادة، المنية ولا
الدنية أيها السفاح بشار وأعوانك أنت لم تقرأ التاريخ جيدا تاريخ أجدادنا وتاريخ
أجدادك ، ولم تقرأ عن مصائر الأمم السابقة من الظالمين في القرآن لأن كتاب الله لا
علاقة لك به وإن كنت قرأت جزءا من التاريخ فيبدو أنك لم تعقل ولم تبصر لأنك لا عقل
لك ولا بصيرة فقد ختم الله على قلبك وسمعك وبصرك فأصبحت كالأنعام بل أضل، والله لم
أخدع لحظة بك ولا بأبيك، وعندما كنت تحضر في المناسبات الدينية لتلبس على الناس
وتخدعهم كنت أنظر إليك فأرى أمامي صورة لإنسان مارق تعلو وجهه الصفرة والغبرة
والكآبة، وكأني بك تقول في نفسك أنا لا أؤمن بهذا الدين ولا بشيء من الإسلام وإنما
أخدع الناس وأضحك عليهم وقد صدقت فراستي فيك أيها القاتل السفاح.
دعنا نعود إلى التاريخ أما سمعت عن مصر فرعون وهامان وقارون
ومن قبلهم قوم عاد وثمود وغيرهم ، وإذا كنت لم تعتبر بمصائر الأمم السابقة في
القرآن الكريم، فلمَ لا تعتبر بما جرى لأقرانك من الطواغيت والمجرمين ، زين
العابدين بن علي ، وحسني مبارك ،وآخرهم وليس آخرا ذلك المصير المشؤوم للقذافي.
أيها المجرم السفاح تعال لنعالج قضية مهمة هي قضية الأصل
والنسب والانتساب ووالله سأكون منصفا وعادلا في هذه القضية والتي تتلخص في الآتي :
1 ـ من قدوتنا ومن قدوتك ؟
2 ـ من أجدادنا ومن أجدادك ؟
3 ـ أحفاد من نحن وحفيد من أنت ؟
1 ـ إن قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والرهط الكرام
من قبله من الرسل والأنبياء، أما أنت فقدوتك إبليس وجنوده من الشياطين التي تأمرك
بسفك الدماء وقتل الناس والفساد في الأرض .
2 ـ إن أجدادنا هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأبو عبيدة بن
الجراح والزبير بن العوام وطلحة وسعيد بن زيد وسعد بن أبي وقاص وخالد ين الوليد
ومعاوية ين أبي سفيان والحسن والحسين والقعقاع وغيرهم من الصحابة والتابعين ، أما
أنت فأجدادك هم الفرس المجوس عبدة النار وابن العلقمي والطوسي وابن أبي الحديد
الذين خانوا دينهم وبلادهم وساهموا في سقوط بغداد وتسليمها للتتار.
3 ـ إننا أحفاد الصحابة الكرام والتابعين وتابعيهم وأحفاد
القادة العظام من هذه الأمة المحمدية وأحفاد العلماء كالإمام الشافعي وأبي حنيفة
ومالك بن أنس وأحمد بن حنبل والملايين من هذه الأمة ، أما أنت فحفيد سليل بيت
الخيانة حافظ والدك الذي سلم البلاد لليهود، فأنت حفيد أجدادك الذين تعاونوا مع كل
محتل ضد المسلمين ومع من جاؤوا ليحتلوا أرضنا وبلادنا أفهمت الآن من أجدادك وحفيد
من أنت وإلى من تنتمي ، إنك تنتمي إلى عصابة مارقة عن الدين تلك العصابة قلت فيها
:
تلك العصابة أستحي من ذكرها مرقت من الدين الحنيف جهارا
فأنت أيها الطاغوت المجرم بشار خائن كأبيك وهذا وصفك ووصف
أبيك
الخائن الرعديد سل عن أصله أصل خسيس ينبع الأشرارا
فأبوك حافظ كان أكبر خائن خان العباد وسلم الأقطارا
يا قرمطي وللروافض تنتمي والفرس أصلك يعبدون النار
أتراني قد غمطتك حقك في النسب والانتساب والعقيدة فأنا ما قلت
فيك إلا الحق أنت وعصابتك أما نحن فذاك ماضينا وأولئك أجدادنا ونحن أحفادهم
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا ياخسيس المجامع
أنت لم تعتبر ولم تدكر ولكن شعبنا الأبي الشجاع سيلقنك
الدرس الصحيح وسينزل بك العقوبة اللائقة بك، فهو قد صمم على المضي في إسقاطك
ومحاكمتك ولا رجعة ولا تراجع فقد قال كلمته الأخيرة فيك وفي والدك وفي عصابتك وأسقط
أصنامكم وداسها بأرجله ونعاله.
إننا والله قد صممنا على خوض المعركة مهما كانت التضحيات
وعندما تحين ساعة الحسم وتدق ساعة الصفر سترى الحقيقة أمام عينيك ، سترى الأبطال
وهم يتسابقون إلى الجنة كما يفعلون اليوم ويطلبون الموت كما تطلبون الحياة ولا حل
معك إلا السيف والسنان والرصاص بعد الذي أجرمته.
إنني أرى والله ذلك قريبا إن شاء الله وليس ببعيد ( ويسألونك
متى هو قل عسى أن يكون قريبا) صدق الله العظيم.
إن وعد الله سبحانه وتعالى بالنصر والتمكين لعباده المؤمنين
متحقق لامحالة (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد
، يوم لاينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) صدق الله العظيم.
سيكون مصيرك إن شاء الله أنت ومن معك مصيراً أسود وخاتمة
سيئة تتناسب مع جرائمك تكون أسوأ من أقرانك ، خزي وعار في الدنيا ولعذاب الآخرة
أشد وأنكى.
مرة أخرى : سقط الطغاة فهل من مدكر ، والله أكبر ولله الحمد
سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب
إليك
د. محمد أحمد الخلف
في 26/ 10 / 2011 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق