الوعي الحركي للمؤامرة على سوريا - بقلم: أبو طلحة الحولي

ان المؤامرة على سوريا الحبيبة تزداد يوما بعد يوم، وهذا الأمر يعلمه العاقل والمجنون والمتعلم والجاهل .. فالثورة السورية ليست ثورة مادية او ثورة عنصرية او ثورة طائفية بل إنها ثورة فطرية ذاتية لبناء الإنسان السوري الذي يعبد رب العباد ولا يعبد الطغاة ولا يعبد أمريكا او روسيا .. إنها ثورة الحرية والعدالة والإيمان والسلام الوطني لكافة أبناء الوطن، سلام النفس والضمير، وسلام المجتمع، وسلام الوطن، ومن ثم السلام العالمي.

إن الواقع يشهد على أن الدول الغربية لا تعرف سوى فلسفة المصالح مهما ادعوا من الديمقراطية والحرية والخوف على الشعوب العربية ووقوفهم إلى جانبهم. فالمصلحة الغربية أهم من الإنسان، ولم تلق جمعات: "صمتكم يقتلنا"، و"الحماية الدولية"، و"الحظر الجوي"، و"طرد السفراء" آذاناً صاغية لدى المجتمع الدولي فحساباته لا تنسجم مع القيم الأخلاقية واحترام حقوق الإنسان، وإنما مع مصالحه الشخصية، وحتى يحقق هذه المصالح الشخصية، يبحث عن البديل الذي يحافظ على مصالحها، ووجودها المعنوي والحسي في بلاد الشام، فالغرب لن يتدخل في غياب المصالح، وعدم وجود البديل المناسب والخادم لمصالحهم .

والدول العربية تترقب الوضع عن ماذا يثمر ؟

إنها لمؤامرة تحاك حول الثورة بكافة أبعادها السياسية والاقتصادية والاغاثية رغم المشاهد اليومية المروعة و القصف العشوائي والقتل الدموي والتعذيب والسياسات القمعية والتجويع وقطع الكهرباء والاتصالات ومنع المحروقات من الغاز والمازوت والكيروسين حتى أصبح الناس يطبخون على الحطب .

إنها لمؤامرة رغم استغاثات الشعب في كل جمعة ولكن لا حياة لمن تنادي!! ورحم الله عمر أبو ريشة الشاعر السوري الكبير والسفير الذي حمل هم أمته الإسلامية والسورية معا،  فأرسل نداءً إليها:

كيف أغضيت على الذل ولم		تنفضي عنك غبار التهم؟
أوما كنت إذا البغي اعتدى		موجة من لهب أو من دم!؟
كيف أقدمت وأحجمت ولم		يشتف الثأر ولم تنتقمي؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي		وانظري دمع اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها		تتفانى في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت		ملء أفواه البنات اليتم
لامست أسماعهم ..... لكنها		لم تلامس نخوة المعتصم
أمتي كم صنم مجدته		لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه		إن يك الراعي عدوَّ الغنم

إن الخيار الوحيد للثورة لكي تحمي نفسها وتنتصر هو:

§  إصلاح النية والاستزادة من الشعارات المدوية التي تنطلق بها حناجر الثوار "هي لله هي لله، لا للسلطة ولا للجاه" "الجنة الجنة "  "على الجنة رايحين شهداء بالملايين ".

§  التوكل على الله رب العباد، وليس على العباد . وقد كان هناك جمعة بعنوان " لن نركع لغير الله " وجمعة " الله اكبر " وهي كلمة حق فاله اكبر من أمريكا وأوربا والأمم المتحدة ومجلس الأمن التي يهرول الناس إليهم في كل أزمة ومحنة، وكأنهم الرب الذي بيده كل شيء المانع المعطي.

§  نصرة الله حق نصرته " إن تنصروا الله ينصركم " ونصرته باتباع أوامره واجتناب نواهيه. وعدم الاعتداء على احد. ولنتذكر قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أوصى قادته وجنده والتي ذكرها ابن عبد ربه الأندلسي  في العقد الفريد  " أما بعد، فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال، فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب. وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسا من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم. وإنما يُنصَرُ المسلمون بمعصية عدوهم لله، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة، لأن عددنا ليس كعددهم، ولا عدتنا كعدتهم. فإذا استوينا في المعصية، كان لهم الفضل علينا في القوة، وإلا نُنْصَرْ عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا. واعلموا أن عليكم في مسيركم حَفَظَةً من الله يعلمون ما تفعلون، فاستَحْيوا منهم، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله، ولا تقولوا إن عدوّنا شرٌ منا فلن يُسلَّط علينا وإن أسأنا، فرُبّ قوم سُلّط عليهم شرٌ منهم، كما سُلّط على بني إسرائيل – لما عملوا بمساخط الله – كُفّارُ المجوس (فَجَاسُوا خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولاً) (الإسراء: 5) واسألوا الله العونَ على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوّكم. اسأل الله ذلك لنا ولكم "

§  المحافظة على سلمية الثورة والاستفادة قدر الإمكان من المواقف الهزيلة والضعيفة للمجتمع لدولي والعربي.

§  الاستمرار في الإضراب والصمود وعدم التراجع عنه، وإغلاق أي باب تأتي منه ريح الطائفية أو تمييز طائفة على طائفة.

§  الاستفادة من الجالية السورية التي تعيش في الخارج في تفعيل القضية السورية وتوضيح أبعاد الثورة الفطرية والضغط على السفارات للتبرؤ من النظام.

§  الوعي الحركي والسياسي والفكري لأبعاد المؤامرة على ثورة الشعب، لكي يرضى بأنصاف الحلول.

§  الكف عن رفع الشعارات التي تستجدي التدخل الخارجي، وخاصة في ظل الوعي السياسي والاستراتيجي من قبل الثوار لأخلاقيات الغرب في التعامل مع القضايا العربية والإسلامية، والتركيز على المفاهيم الوطنية، وإضعاف معنويات النظام، فاعتماد الثورة على نفسها وعلى سلميتها طوال هذه الأشهر استطاعت بعون الله تحقيق الكثير من المكاسب حيث كانت تكتسب كل يوم ثوارا جدد، وقيادات جديدة نشطة تعيش مع  الثورة لحظة بلحظة من خلال الخنادق لا الفنادق.

§  عدم استبطاء النصر، واستعجال الثمرة، وهناك حكم لا نعلمها في تأخر النصر واستئصال هذا النظام الطاغي ولكن من أعظم الحكم: اصطفاء الشهداء، وتمييز الطيب من الخبيث، ونفض الغبار عن فطرة هذا الشعب العائد لربه، ولدينه، ولحريته .