يقال أن الحية عندما تجوع تعض نفسها ...!!
تذكرت هذا المثل عندما سمعت نبأ الانفجارين اللذين حصلا في دمشق صبيحة
يوم الجمعة، والذين أصاب أحدهما مبنى أمن الدولة، والثاني مبنى المخابرات العامة في
كفرسوسة الساعة التاسعة صباحا..
الغريب في الأمر أنه تصادف الانفجار مع تجمع غفير من المدنيين عند المباني
الأمنية، حيث تم إذاعة الخبر على القنوات السورية بأن الانفجارين أصابا العشرات بين
قتيل وجريح من العسكريين والمدنيين واستدرك مذيع الخبر أن غالبية الضحايا من المدنيين..!!.
وأن نتائج التحقيق أدت إلى نتيجة مفادها أن تنظيم القاعدة يقف وراء هذين
الانفجارين!.
وقد سارع أزلام الأسد إلى إحضار لجنة المراقبين إلى موقع الانفجارين،
وهذه كانت باكورة أعمال اللجنة العربية بعد توقيع البروتوكول.... ؟؟
النتيجة المباشرة التي حاول الأسد وعصابته الوصول إليها هو تأكيد نظرية
وجود القاعدة في سوريا، وأن محاربة القاعدة -التي تعتبر العدو الأول للعالم- هي من
أولويات المجتمع الدولي؛ وبالتالي على المجتمع الدولي مساندة بشار وطغمته في محاربة
الإرهاب.
إن الانتقال إلى نظرية جديدة في قمع المظاهرات السلمية بعد إلباسها ثوب
القاعدة، وإن كان هذا الثوب واسعاً عليها، لكنه يبشر بمرحلة جديدة من الإرهاب الأسدي
المنظم، تجاه الشعب الثائر......
ولكن الملاحظ الآن أن هذه العصابة بدأت التضحية بعناصرها ؛ بغية إثبات
حقائق مزيفة تبرر استمرارها في سياسة القمع، وهي الورقة الأخيرة في محاولة إقناع العالم،
بصوابية أعمال القتل اليومي التي تقوم بها، بعد أن فشلت في تمرير نظرياتها السابقة
من ( التيارات السلفية – والإرهابيين الوهابيين – و المندسين – والعناصر الخارجية و
المؤامرة الغربية، وما إلى ذلك) .!!
وأستطيع أن أجزم أن هذه العصابة سوف تلجأ إلى التضحية ببعض رجالاتها من
الأمنيين والسياسيين ووجهاء العشائر، بعد أن أفلست في تأجيج القتل الطائفي، والذي لجأت
إليه مؤخرا في محافظة حمص.....
لتثبت للعالم أن هناك عصابات تنكل بالمدنيين، وأن البديل لهذا الطاغية
سوف يكون عصابات القاعدة في سورية، فمن أراد تشجيع الإرهاب الدولي فليسعى وراء إسقاط
بشار وعصابته ....!!
إن سياسة التدجيل والاحتيال المستمرة
من قبل عصابات بشار تهدف في المقام الأول إلى التهرب من الالتزامات التي فرضها الاستحقاق
الأول بعد توقيع البروتوكول، وهو سحب المظاهر المسلحة من المدن؛ وإفساح المجال للتظاهر
السلمي، و أطلاق سراح السجناء،......الخ .
إن الغرب أصبح متأكدا من هذه الحقائق وخاصة أن الاستخبارات الغربية والتركية
والإيرانية وحتى العربية ؛ أصبحت على الأرض السورية، تعاين الواقع لحظة بلحظة، وأن
غياب الإرادة الدولية في إزاحة بشار لا تعود لعدم قناعتهم بسلمية الثورة، أو بعدم وجود
جماعات مسلحة، أو إرهابية، وإنما لأن مصلحة الغرب هي ببقاء نظام ضعيف مهترئ، يحكم بالحديد
والنار، معادي للامتداد الإسلامي الذي ظهر في البلدان الثائرة، وبالتالي سوف يسعى الغرب
جاهدا على الإبقاء على هذا النظام مهما كانت الكلف الباهظة على الشعب السوري ؛ أو على
مصداقية العالم الغربي.
اليوم بعد التوقيع على البروتوكول ومنذ اللحظة الأولى التي تم فيها التوقيع
ظهر علينا المعلم يناشد اللجنة بأن لاتغوص بالتفاصيل، لأن من يريد أن يغوص بالتفاصيل
عليه تعلم السباحة، وطلب تصفية النوايا.
لأن اللجنة إذا أساءت النوايا لن تستطيع تفسير هذا التصعيد في عمليات
القتل اليومي، ولن تستطيع الاقتناع بأن من وقف وراء هذه الانفجارات هي القاعدة.
فبعد أن كان معدل القتل اليومي بالعشرات، أصبح بعد التوقيع بالمئات.
لذلك فإن الخطاب اليوم ينبغي أن يوجه إلى الشعب السوري في الدرجة الأولى،
وخاصة العناصر التي مازالت تؤمن بهذا الطاغية، فهل تستطيع هذه الفئة من السوريين أن
تستمر في هذا النهج؟، وهل سوف يكون لها بقاء بعد زوال هذا الطاغية؟، وكيف سيكون موقفها
بعد زوال النظام؟؛ وقد تلطخت أياديها بدماء الأبرياء ؟
.
أظن أن الأمر اليوم بدا واضحا للعيان، ولا يحتاج إلى تنظير من سياسي أو
إعلامي ليجلّيها ويبين حقيقتها، وبالتالي لم يبقى على المواطن، إلا أن يتخذ قراره ويبدأ
العمل والسعي نحو سوريا التي يريد.
فأي سوريا تريدون أيها الصامتون؟......
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق