اكذب ثم اكذب ثم
اكذب حتى يصدقك الناس!!...... شعار رفعه جوزيف غوبلز وزير الإعلام الألماني في عهد
هتلر إبان الحرب العالمية الثانية، وهو صاحب الكذب الممنهج والمبرمج الذي يعتمد الترويج
لمنهج النازية وتطلعاتها، وقد انتهى نهاية مأساوية في نهاية الحرب، حيث انتحر هو وزوجته
وأبناؤه الستة......!!
وسار على طريقته النظام
الأسدي المجرم الكذّاب، ولكن مع فوارق هائلة!! فغوبلز استخدم هذا المبدأ ليجند الشعب
الألماني معه في حربه ضد أعظم القوى العالمية في ذلك الوقت ضمن أساليب ذكية ولأهداف
واضحة، أما النظام الأسدي الفاجر فهو مجبول على الكذب من قمة رأسه إلى أخمص قدميه،
لكأنه خلق من مادة الكذب فهي تجري فيه كمجرى الدم في العروق، وكنت قد ذكرت في مقال
سابق لي " هل ينسلخ النظام من جلده" أن من أهم صفات هذا النظام أنه نظام
كذّاب، وهو يستخدم الكذب لأنه جزء من كيانه الباطني وتركيبته النفسية، يستخدمه ضد شعبه
الأعزل لقتله وذبحه، لا ضد أعداء الأمة، يجعل به البلدَ جنة خضراء والبلدُ جحيم ملتهب،
وبأساليب غبية مفضوحة مكشوفة ولكنها مدعومة بالإرهاب والنار والحديد..... ولكن أحابيل
الكذب لا تدوم ونهايتها إلى بوار.... ولنتأمل هذه القصة المأثورة في التراث الشعبي
:
إنها قصة الفتى الذي
كان يرعى أغنامه قرب قريته، فأراد أن يتسلى ويمزح مع عشيرته، فنادى: الذئب... الذئب...
أدركوني!! ونقل هدوء الريف وسكونه المهيب صوته إلى قريته، فهرع الناس إليه وكل منهم
يحمل سلاحه من خنجر أو سيف أو بندقية.... فلما وصلوا إليه وجدوا الأمور هادئة، والغنم
ترعى بأمان وسلام، وعندما سألوه: لماذا ناديتنا؟.. قال: إنما كنت أمزح!! فتركوه غاضبين....
وبعد بضعة أيام كرر الأمر نفسه، وصدقه الناس وجاءوه فلم يجدوا ذئبا.... فتركوه متبرمين
ضجرين، وقد أيقنوا أنه كاذب ولا يؤخذ بكلامه... وفي المرة الثالثة جاء ذئب حقيقي، وهجم
يفترس الغنم ويفتك بها، ونادى الغلام واستغاث وأقسم الأيمان وبكى.. وتوسل... ولكن لا
مجيب.... فقد سبق السيف العزل، وما عاد للكذّاب رأي يسمع أو قول يطاع.....
وحال نظامنا المجرم
الأفاك أشنع وأفظع وأشرس، لأنه زاد على الكذب المعتاد البهتان والافتراء وانتزاع شهادات
الزور بالنار والحديد........!!!!
• كل كلمة ينطق بها إعلامه الكاذب أو أحد شبيحته
من طالب إبراهيم إلى العبود إلى شحادة وبسام أبو عبد الله وأحمد حاج على .... وغيرهم
وغيرهم كذب... في كذب... في كذب......
• كل ما يتلفظ به أركان نظامه من وليد المعلم إلى
سفيره في الأمم المتحدة بشار الجعفري أو ممثله في الجامعة العربية يوسف الأحمد
.... كذب... في كذب... في كذب......
• كل كلمة - ولا أبالغ- يتلفظها رئيس هذا النظام
كذب وتلفيق وتدليس وسفسطة.... تحتاج إلى خبير يفك شفرتها ويفهم مغزاها.....
• النظام في إعلامه وصحافته وتصريحاته ولقاءاته
في واد الكذب والدجل.. وأجهزته الأمنية المجرمة وجيشه الفاجر وشبيحته الأنذال في واد
التدمير والقتل وسفك الدماء......
• كل ما ينطق به أنصار النظام ووسائل إعلامهم في
لبنان والعراق وإيران بل وحتى روسيا يتبنون به وجهة النظام وكلامه، وهو كذب... في كذب...
في كذب.....
ماذا نقول عن هذه
العصابه المجرمة؟؟؟
تقول العرب:
" رمتني بدائها وانسلت " . يتهم الشعب الأعزل بالعصابات المتمردة المسلحة،
ولا يوجد إلا عصابات النظام المجرمة القاتلة...!!
وقالوا " من
حفر حفرة لأخيه وقع فيها ". ونحن نقول: هذا النظام ليس أخاً لنا، بل هو عدو مجرم
قذر، وقد حفر للشعب ما حفر من مطبات ومزالق وفخاخ.... وهاهو سيقع فيها كلها قريباً
بإذن الله.......
وقالوا " حبل
الكذب قصير ". وهاهي أجواء الفضاء الإعلامي والشعبي في كل مكان تشهد بكذب هذا
النظام، حتى أصدقاؤه ما عادوا يصدقونه....!!
وقالوا " العرق
دساس ". وليس أكذب من الأب إلا ابنه... وكلهم ذرية نجسة بعضها من بعض.... قال
تعالى:(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ
بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآَيَاتِ
لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) (58)-سورة الأعراف-.
ماذا نأمل من نظام
باطني كافر كاذب مجرم..... وكل إناء بالذي فيه ينضح.... فالكذب خلق سيئ ليس من أخلاق
الصالحين ولا المؤمنين، وإنما هو من أخلاق المنافقين كما قال النبي - صلى الله عليه
وسلم -: "آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا
وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان " (رواه الشيخان).
ماذا نتوقع منهم إلاّ
الدجل والكذب والتدليس والتلفيق والترهات..... وما المسرحية الدامية في تفجيرات دمشق
الأخيرة إلاّ آخر فصولهم الكاذبة المفبركة التي انكشف الدجل والتلفيق فيها حتى قبل
أن تولد.....
ولو ذهبنا نعدد كذباتهم
فلربما عجز القلم عن تسجيلها، وربنا وحده عز وجل هو الذي تكفل بذلك، فقال في كتابه
العزيز: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ
مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ،
إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ، مَا
يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق].
إن الله قد ضرب مثلاً
للكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة في كتابه الكريم فقال: (
ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي
أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة
كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار *).-ابراهيم-
ستنتهي حفلات التهريج
والكذب والدجل قريباً بإذن الله، ويستعيد شعبنا المظلوم المضطهد الجريح حقوقه المغتصبة
من هؤلاء المجرمين الفجرة الكذبة، الذين سيرحلون رغم أنوفهم، منكسرين منهزمين مصحوبين
باللعنات والذل والشنار والمهانة في الدنيا، وعذاب وغضب من الله كبير ينتظرهم في يوم
مهيب عظيم مقداره خمسين ألف سنة، يوم لايغني مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.......
يقول الله تعالى : "وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ
غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ
فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ
طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء (43)".-سورة إبراهيم-
ويقول سبحانه وتعالى
في سورة إبراهيم أيضاً واصفاً هول ذلك اليوم العظيم على هؤلاء المجرمين (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ
وَبَرَزُواْ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ*وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ
فِي الأَصْفَادِ*سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ*لِيَجْزِي
اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق