بعد أن رأينا ما يجري في سوريا من قتل
ومجازر فظيعة لم نر لها مثيلاً من قبل إلا في راوندا وكوسوفوا وربما فاقهما فظاعة
ما يحصل الآن في سوريا، وظهرت جلية في جبل الزاوية وفي بلدة كفرعويد على وجه
الخصوص، فإنهم لم يكتفوا بالقتل وإزهاق الأرواح بل عمدوا إلى التمثيل بجثث الشهداء
فقطَّعوا الأطراف وقطَّعوا الرؤوس وعلقوها على باب المسجد الذي جمعت فيه جثامين
الشهداء الطاهرة. ولم يدر هؤلاء الأقزام أن من عُلِّق رأسه على باب المسجد لشرف
ورفعة لهذا الشهيد الذي لم يسجد يوماً لغير الله تعالى ونذر نفسه لحرب الطواغيت
فكافأه الله تعالى أن رفع رأسه عالياً فوق رؤوس الجبابرة الذين قتلوه ومثلوا
بجثمانه الطاهر ولسان حاله يقول ها أنا فوقكم حياً وسأبقى حياً بإذن الله.
قال تعالى:[وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ
قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ] {آل عمران:169}
وبعد أن رأينا ما يجري من هتك للأعراض وسرقة
للأموال وحرق للبيوت وتدميرها على رؤوس ساكنيها.
وما يجري من إذلال للنفوس الكريمة ، من
ضرب وتنكيل وتعرية واغتصاب للنساء أمام المحارم والأزواج.
كل ذلك على أيدي العصابة الأسدية ومن والاها من
حزب الشيطان حسن وممن قدم من الفرس أتباع هولاكو والخميني والسستاني والصدر...
بعد كل هذا تذكرت ما كتبه الدكتور حسين الموسوي
في كتابه (لله ثم للتاريخ) عما يجري في أروقة المجوس من مؤامرات ضد أهل السنة،
والمثل يقول: أهل مكة أدرى بشعابها، لذا سأترك الكلام للدكتور حسين الموسوي
ليخبرنا عن عقيدة الرافضة ونظرتهم لأهل السنة وما يخططون لهم، إذ قال:
عندما نطالع كتبنا المعتبرة وأقوال فقهائنا
ومجتهدينا نجد أن العدو الوحيد للشيعة هم أهل السنة، ولذا وصفوهم بأوصاف وسموهم
بأسماء: فسموهم (العامة) وسموهم النواصب، وما زال الاعتقاد عند معاشر الشيعة أن
لكل فرد من أهل السنة ذيلاً في دبره، وإذا شتم أحدهم الآخر وأراد أن يغلظ له في
الشتيمة قال له: (عَظْمُ سُنِّي في قبر أبيك) وذلك لنجاسة السنِّي في نظرهم إلى
درجة لو اغتسل ألف مرة لما طهر ولما ذهبت عنه نجاسته.
يقول : ما زلت أذكر أن والدي رحمه الله
التقى رجلاً غريباً في أحد أسواق المدينة، وكان والدي رحمه الله محباً للخير إلى
حد بعيد، فجاء به إلى دارنا ليحل ضيفاً عندنا في تلك الليلة فأكرمناه بما شاء الله
تعالى، وجلسنا للسمر بعد العشاء وكنت وقتها شاباً في أول دراستي في الحوزة، ومن
خلال حديثنا تبين أن الرجل سني المذهب ومن أطراف سامراء جاء إلى النجف لحاجة ما،
بات الرجل تلك الليلة، ولما أصبح أتيناه بطعام الإفطار فتناول طعامه ثم هم
بالرحيل، فعرض عليه والدي رحمه الله مبلغاً من المال فلربما يحتاجه في سفره، شكر
الرجل حسن ضيافتنا، فلما غادر أمر والدي بحرق الفراش الذي نام فيه وتطهير الإناء
الذي أكل فيه تطهيراً جيداً لاعتقاده بنجاسة السني وهذا اعتقاد الشيعة جميعاً، إذ
إن فقهاءنا قرنوا السني بالكافر والمشرك والخنزير وجعلوه من الأعيان النجسة.
ولهذا وضعوا قواعد أصولية اعتمدوا عليها
في الوصل للأحكام الفرعية منها:
1- وجوب الاختلاف معهم: فقد روى الصدوق
عن علي بن أسباط قال: قلت للرضا: يحدث الأمر لا أجد بداً من معرفته، وليس في البلد
الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك؟ قال: فقال: ائت فقيه البلد فاستفته في أمرك
فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإن الحق فيه.
وعن الحسين بن خالد عن الرضا أنه قال:
(شيعتنا المسلمون لأمرنا، الآخذون بقولنا المخالفون لأعدائنا، فمن لم يكن كذلك
فليس منا).
وعن المفضل بن عمر عن جعفر أنه قال:
(كذب من زعم أنه من شيعتنا وهو متوثق بعروة غيرنا).
2- عدم جواز العمل بما يوافق العامة
ويوافق طريقتهم:
وهذا باب عقده الحر العاملي في كتابه
وسائل الشيعة فقال: والأحاديث في ذلك متواترة... فمن ذلك قول الصادق في الحديثين
المختلفين: اعرضوهما على أخبار العامة، فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم
فخذوه.
وقال الصادق: إذا ورد عليكم حديثان
مختلفان فخذوا بما خالف القوم.
وقال : خذ بما فيه خلاف العامة، وقال:
ما خالف العامة ففيه الرشاد.
وقال : ما أنتم والله على شيء مما هم
فيه، ولا هم على شيء مما أنتم فيه فخالفوهم فما هم من الحنيفية على شيء.
وقوله : والله ما جعل الله لأحد خيرة في
اتباع غيرنا، وإن من وافقنا خالف عدونا، ومن وافق عدونا في قول أو عمل فليس منا
ولا نحن منه.
وقول العبد الصالح في الحديثين المختلفين: خذ بما خالف القوم، وما
وافق القوم فاجتنبه.
وقول الرضا: إذا ورد عليكم خبران
متعارضان فانظروا إلى ما يخالف منهما العامة فخذوه، وانظروا بما يوافق أخبارهم
فدعوه.
وقول الصادق: والله ما بقي في أيديهم
شيء من الحق إلا استقبال القبلة( ).
وقال الحر عن هذه الأخبار بأنها: (قد
تجاوزت حد التواتر، فالعجب من بعض المتأخرين حيث ظن أن الدليل هنا خبر واحد).
وقال أيضاً: (واعلم أنه يظهر من هذه
الأحاديث المتواترة بطلان أكثر القواعد الأصولية المذكورة في كتب العامة).
3- أنهم لا يجتمعون مع السنة على شيء:
قال السيد نعمة الله الجزائري: (إنا لا نجتمع معهم -أي مع السنة- على إله ولا على
نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من
بعده أبو بكر.
ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي،
بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا.
عقد الصدوق هذا الباب في علل الشرائع
فقال:
عن أبي إسحاق الأرجائي رفعه قال: قال
أبو عبد الله: أتدري لم أمرتم بالأخذ بخلاف ما تقوله العامة؟ فقلت: لا ندري. فقال:
إن علياً لم يكن يدين الله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره إرادة لإبطال أمره.
وكانوا يسألون أمير المؤمنين عن الشيء الذي لا يعلمونه فإذا أفتاهم جعلوا له ضداً
من عندهم ليلبسوا على الناس)
ويتساءل حسين الموسوي
قائلاً: لو فرضنا أن الحق كان مع العامة في مسألة ما أيجب علينا أن نأخذ
بخلاف قولهم؟ أجابني السيد محمد باقر الصدر مرة فقال: نعم يجب الأخذ بخلاف قولهم،
لأن الأخذ بخلاف قولهم وإن كان خطأً فهو أهون من موافقتهم على افتراض وجود الحق عندهم
في تلك المسألة.
ولهذا أباحوا دماء أهل السنة وأموالهم،
فعن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله : ما تقول في قتل الناصب؟ فقال: حلال
الدم، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد
عليك فافعل).
وعلق الخميني على هذا بقوله: فإن استطعت
أن تأخذ ماله فخذه، وابعث إلينا بالخمس.
وقال
نعمة الله الجزائري: (إن علي بن يقطين وزير الرشيد اجتمع في حبسه جماعة من
المخالفين، فأمر غلمانه وهدموا أسقف المحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمس
مئة رجل).
وتحدثنا كتب التاريخ عما جرى في بغداد
عند دخول هولاكو فيها، فإنه ارتكب أكبر مجزرة عرفها التاريخ، بحيث صبغ نهر دجلة
باللون الأحمر لكثرة من قتل من أهل السنة، فأنهار من الدماء جرت في نهر دجلة، حتى
تغير لونه فصار أحمر، وصبغ مرة أخرى باللون الأزرق لكثرة الكتب التي ألقيت فيه،
وكل هذا بسبب الوزيرين النصير الطوسي ومحمد بن العلقمي فقد كانا وزيرين للخليفة
العباسي، وكانا شيعيين، وكانت تجري بينهما وبين هولاكو مراسلات سرية حيث تمكنا من
إقناع هولاكو بدخول بغداد وإسقاط الخلافة العباسية التي كانا وزيرين فيها، وكانت
لهما اليد الطولى في الحكم، ولكنهما لم يرتضيا تلك الخلافة لأنها تدين بمذهب أهل
السنة، فدخل هولاكو بغداد وأسقط الخلافة العباسية، ثم ما لبثا حتى صارا وزيرين
لهولاكو مع أن هولاكو كان وثنياً.
ومع ذلك فإن الإمام الخميني يترضى على
ابن يقطين والطوسي والعلقمي، ويعتبر ما قاموا به من أعظم الخدمات الجليلة لدين
الإسلام.
وأختم هذا الباب بكلمة أخيرة وهي شاملة
وجامعة في هذا الباب قول السيد نعمة الله الجزائري في حكم النواصب (أهل السنة)
فقال: إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية، وإنهم شر من اليهود
والنصارى، وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة).
وهكذا نرى أن حكم الشيعة في أهل السنة
يتلخص بما يأتي:
أنهم كفار، أنجاس، شر من اليهود
والنصارى، أولاد بغايا، يجب قتلهم وأخذ أموالهم، لا يمكن الالتقاء معهم في شيء لا
في رب ولا في نبي ولا في إمام ولا يجوز موافقتهم في قول أو عمل، ويجب لعنهم وشتمهم
وبالذات الجيل الأول أولئك الذين أثنى الله تعالى عليهم في القرآن الكريم، والذين
وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في دعوته وجهاده... وإلا فقل لي بالله عليك
من الذي كان مع النبي صلوات الله عليه في كل المعارك التي خاضها مع الكفار؟
فمشاركتهم في تلك الحروب كلها دليل على صدق إيمانهم وجهادهم فلا يلتفت إلى ما
يقوله فقهاؤنا.
ثم يذكر لنا السيد حسين الموسوي قصة
تؤيد ما قاله آنفاً فيقول: لما انتهى حكم آل بهلوي في إيران على أثر قيام الثورة
الإسلامية وتسلم الإمام الخميني زمام الأمور فيها، توجب على علماء الشيعة زيارة
وتهنئة الإمام بهذا النصر العظيم لقيام أول دولة شيعية في العصر الحديث يحكمها
الفقهاء. وكان واجب التهنئة يقع علي شخصياً أكثر من غيري لعلاقتي الوثيقة بالإمام
الخميني، فزرت إيران بعد شهر ونصف -وربما أكثر- من دخول الإمام طهران إثر عودته من
منفاه باريس، فرحب بي كثيراً، وكانت زيارتي منفردة عن زيارة وفد علماء الشيعة في
العراق.
وفي جلسة خاصة مع الإمام قال لي: سيد
حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم، سنسفك دماء النواصب ونقتل
أبناءهم ونستحيي نساءهم، ولن نترك أحداً منهم يفلت من العقاب، وستكون أموالهم
خالصة لشيعة أهل البيت، وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين
صارتا معقل الوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة، قبلة
للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام، لقد قامت دولتنا التي
جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها، وما بقي إلا التنفيذ!!.
والآن ينظر الشيعة إلى أهل السنة نظرة حاقدة
بناء على توجيهات صدرت من مراجع عليا، وصدرت التوجيهات إلى أفراد الشيعة بوجوب
التغلغل في أجهزة الدولة ومؤسساتها وبخاصة المهمة منها كالجيش والأمن والمخابرات
وغيرها من المسالك المهمة فضلاً عن صفوف الحزب.
وينتظر الجميع -بفارغ الصبر- ساعة الصفر
لإعلان الجهاد والانقضاض على أهل السنة، حيث يتصور عموم الشيعة أنهم بذلك يقدمون
خدمة لأهل البيت صلوات الله عليهم، ونسوا أن الذي يدفعهم إلى هذا أناس يعملون وراء
الكواليس.وهذا ما حصل فعلاً عندما هوجمت بغداد 2003م وكان الملايين من المسلحين
غالبيتهم من الشيعة في بغداد بسبب انتمائهم إلى حزب البعث إذ كانوا يشكلون 70% من
الحزب، ما الذي حصل ؟ فقد جاءت الأوامر بالانسحاب من أماكن تمركزهم وإتاحة الفرصة
للجيش الأمريكي بالدخول إلى بغداد من دون أن يطلق عليه طلقة واحدة والعالم كله
يشهد هذه المسرحية الشيعية وهذا يصدِّق ما قاله الدكتور حسين الموسوي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق