عندما إندلعت شرارة الثورة كان بشار وزبانيته يدركون حجم الكارثة التي
ستحل عليهم لذلك حاول بشار في بداية الأمر أن يساوم الشعب على بعض المطالب مقابل التخلي
عن الثورة .
وكالعادة كان ضباطه يأتون بالنخب من الناس يسوقوهم سوقا لمقابلة بشار
ليسمعهم حلاوة من طرف لسانه ، ويذيقهم بعدها من سموم عذابه.
في أحد المقابلات يروى أن ضابطا ذهب إلى شيخ فاضل في درعا ؛ وأبلغه بأن
بشار يريد مقابلتك.
فسأله الضابط قبل أن يدخل إلى المقابلة: ماذا تريديون أن تطلبوا من بشار؟.
- فأجابه الشيخ الضرير نريد
أن نبلغه أن الشعب يريد إسقاط النظام.
- فقال الضابط: يا شيخ ما معنى
كلمة "إسقاط النظام" ؟
-فأجاب الشيخ: يعني أن الوطن
أغلى من النظام ، نريد أن يحيا الوطن ويسقط النظام.
- فسأله الضابط ولكن ربما يعاقبوك
بالموت!.
فقال الشيخ : أهلا وسهلا بالشهادة.
هنا أردف الضابط : وما معنى الشهادة؟.
فقال: يعني أنّه تشهدُ أن شريعة الله أغلى عليك من حياتك.
وبعد المقابلة الشهيرة عاتبه الضابط قائلا: لماذا كنتَ صريحاً كل الصراحة
مع الرئيس الذي يملك رقبتك ؟!
قال الشيخ : لأن التورية لا تجوز في العقيدة.
- وليس لمثلي أن يأخذ بالرّخص.
- ثم أعادوه إلى مدينته وخطب خطبته الشهير في المتظاهرين.
فلمّا حصلت الهجمة الشرسة على مدينته واستشهد فيها من استشهد وكان من
بين الشهداء ابنه سمعه الجميع يقول: "الحمد لله ، لقد سعيت طوال عمري لنيل هذه
المرتبة، ولكن ابني سبقني إليها.
- ثم حاولت الشبيحة والأمن النيل منه ما استطاعوا ؛ وحجروا عليه في بيته وشردوا
بقية أبناءه.
- طلبوا منه أن يظهر على التلفاز ويعتذر عن ما بدر منه في المقابلة وأخبروه
أن الاعتذار مقابل إطلاق سراحه!.
فقال: مثلى يعتذر عن العمل مع الله ؟
- ثم طلبوا منه كتابة كلمات يسترحم بشار بها
- فقال لهم: إن أصبع السبّابة الذي يشهد لله بالوحدانية في اليوم خمس مرات
ليرفُض أن يكتب حرفاً يُقرّ فيه حكم طاغية، لماذا أسترحم؟ إن سُجنت بحق فأنا أقبل حكم الحق.
- وإن سُجنت بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل.
- فذهب إليه مفتي بشار لهدده بالقتل
إن استمر على موقفه!.
فقال الشيخ: يا مرحباً بالموت في سبيل الله..
- افعلوا ما بدا لكم
فقال مفتي بشار اشتري حياتك يا شيخ ألم ترى ما فُعِلَ بولدي وولدك؟.
- فقاطعه قائلا
!! يا مسكين
- نحن نساق إلى الموت من أجل لا إله إلا الله، وأنتم تذهبون لتسترضوا بشار
بالمتاجرة بلا إله إلا الله!.
- ثم ابتسم مرددا الشهادتين
- وجلس في بيته ينتظر زفاف الملائكة له بالشهادة إن شاء الله : .. عريسا إلى السموات العلا بإذنه تعالى .
طبعا رسمت هذه الصورة محاكيا فيها الحقيقة لكي لا ننسى مشايخ الثورة الذين
قضى بعضهم؛ وبعضهم مازال ينتظر؛ وما بدلوا تبديلا، لكي نقول للعامة أن هناك الكثير
الكثير من رجال الدين مع الثورة ، وأن مشايخ السلطان هم قلة قليلة ، لن نراها بعد النصر
بإذن الله.
الدكتور حسان الحموي
هكذا يكون العلماء العاملون ونعم الرجل يا شيخ احمد
ردحذف