إن
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: [تكون فيكم النبوة ماشاء اللـه
أن تكون ، ثم يرفعها اللـه إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، تكون
ماشاء اللـه أن تكون ، ثم يرفعها اللـه إذا
شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكاً عاضاً فتكون ماشاء اللـه أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء
أن يرفعها ، ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ماشاء اللـه أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن
يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت]([1]).
يقول الشيخ سعيد حوى يرحمه الله في كتابه جند
الله ثقافة وأخلاقاً : الملك العاض هو الخلافة الأموية والعباسية والعثمانية ، أما
الحكم الجبري فهو حكم العسكر الذين تسلموا
مقاليد السلطة بانقلابات عسكرية بدأها أتاتورك في تركيا ( 1908) وتتالت في جميع
بلدان العالم الإسلامي ...
وهانحن نشهد رفع الله عزوجل للحكم الجبري الذي
سيطر على الأمة العربية والإسلامية منذ مطلع القرن العشرين ، وتربى جيلنا على الخضوع
للحكم الجبري ، حتى صار جيلاً يتوزع رجاله بين الجبن ، والنفاق ، والمثالية ، والتشرذم
، والفردية ، .... وكلها عوامل ساعدت الحكم الجبري على البقاء والاستمرار زهاء قرن
من الزمن ، لأنه بدأ بانقلاب أتاتورك مطلع القرن العشرين ، وسبحان الله هاهي تركيا
من طليعة الدول التي رفع الله عنها الحكم الجبري ، ويرفعه الله عزوجل إذا شاء أن يرفعه
،وقد بين الله لنا قوانينه الاجتماعية والسياسية
عندما قال : {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا
ما بأنفسهم} ، فالقوم يغيرون ما بأنفسهم ، ثم يغير الله أحوالهم ، أوقل
يرفع عنهم الحكم الجبري ....
وشبابنا اليوم يختلفون عنا ، فهم أقل جبناً
، وأقل نفاقاً ،وأقل تشرذماً إن شاء الله تعالى ، حتى صرنا معاشر المعارضة الخارجية
نفتخر أننا تبع للشارع السوري في الداخل ، أي تبع للشباب في الداخل ، لم لا ، وهم يقدمون
أرواحهم في سبيل الله عزوجل ، وسالت دماؤهم تطهر رجس جيلنا الذي سكت ورضخ للحكم الجبري
....
أٌقول رضخ بشكل عام ، أما الشباب المسلم في
سوريا في الثمانينات فيجب أن نشهد أنه قال للحكم الجبري ( لا) وقال له ( ارحل ) ولكن
ذلك كلف الكبار والصغار ، الرجال والنساء ، تكلفة باهظة ، زهقت خلالها عشرات الألوف
من الأرواح البريئة الطاهرة ....
ولما كنت في الجزائر كنت أعجب من أمر عبر عنه
البوطي الذي داوم على زيارة الجزائر كل صيف ، قال: [ أرى في الجزائر دعوة ولا أرى دعاة
] ، وهذه حقيقة كنت أراها ، وكنت أفسرها ببركة أرواح المليون ونصف شهيد الذي قدموا
أرواحهم في سبيل الله عزوجل ... كنت أرى صغار الدعاة يقدمون عشرات الجهود ، فتأتي النتائج
بالمئات والآلاف ....
واليوم أبشروا يا شباب فلن تذهب أرواحكم رخيصة
، خاصة وقد غيرتم ما بأنفسكم ، أخرجتم منها الجبن والنفاق والتشرذم ، فسيأتي نصر الله
، ويرفع الحكم الجبري عن سوريا وليبيا واليمن كما رفعه عن تونس وأرض الكنانة ، وأسال
الله أن يغفر لذلك الشاب بوعزيزي إنه غفور رحيم ....
وسيرفع الله الحكم الجبري عن العرب ، وتسود
فيه الديموقراطية ، وبعد أن ترسخ فيه الحياة الديموقراطية ، لن يرض العرب غير الإسلام
، الإسلام الذي أنزله الله عزوجل ، كما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه [ أيها
الناس : قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسات فقوموني ، أطيعوني
ما أٌقمت فيكم كتاب الله ، فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم ]...
وأعتقد أن الحكومة المدنية الديموقراطية تمهيد
لعودة الخلافة الراشدة كما جاء في الحديث ، والخلافة الراشدة هي الشورقراطية كما قال
محفوظ النحناح يرحمه الله...
والله على كل شيء قدير ....
الدكتور
خالد أحمد الشنتوت/ باحث في التربية السياسية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق