ومنذ الصباح كانت المحاولة اليائسة من قبل النظام
لحرف أنظار لجنة المراقبة عن ما يحصل في حمص من خلال تفجير أنبوب النفط في تلبيسة،
وسحب بعض الدبابات إلى خارج المدينة، وإخفاء بعضها الأخر في المدارس، لكن ذلك لم يثني
لجنة المراقبة عن متابعة مسيرها نحو باب عمر ليجدوا أبطالها في انتظارهم، ليرشدوهم
ويبينوا لهم ما عمل الأسد وعصاباته جاهدين على إخفاءه عن الإعلام الخارجي منذ اندلاع
الثورة .
لكن هذه المرة دخل المراقبون وشاهدوا بأم أعينهم ولم
يبق من المسلسل سوى إظهار الرواية الحقيقية للعالم، وطبعا كل هذا إن نحن أحسنا الظن
بها، فهي لم تدع لنا مجالا لذلك.
كنا نعتقد أن مجرد دخول المراقبين للداخل سوف يتوقف
القتل، ولكن يبدو أن القتل ربما سيلحق بالمراقبين في الأيام القادمة.
فالعصابات الإرهابية لا تعرف حدود لإجرامها، ولا تميز
بين المواطنين الآمنين والمراقبين، واليوم كان الإنذار الأول عندما حاول المراقبون
الانتقال إلى داخل منطقة باب عمر؛ عندها وصلوا إلى الباب المسدود الذي صنعه الشبيحة
والأمن والقناصة وجيش الأسد .
فمن باب عمر إلى الباب المسدود تقف اللجنة عاجزة عن
رؤية الحقيقة، لأنها اكتفت برؤية البصر وغيبت رؤية البصيرة، وما بين البصر والبصيرة
تاهت الحقيقة.
فهل تم تدريب أعضاء لجنة المراقبة العربية على الغوص
يا ترى؟
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق