يجمع
الكثير من السياسيين والاعلاميين بين مهنتي العمل السياسي والاعلامي ، ودرج ذلك المنهج
في صفوف المعارضة السورية بشكل واضح ، بالرغم من التناقض الكامل بين طبيعة العملين
، فهل يستطيع المحترف لأحدهما أن يوازن بين تناقضهما ؟ ، ويخرج سالما بسمعته
ومصلحته ، أم ينجح في مجال منهما ويفشل في الآخر ؟ ، أو يفشل في الاثنين معا وهو
يحسب أنه يحسن صنعا ؟.
السياسي
غالبا مايكون من رجالات السلطة التنفيذية ، وأما الإعلامي فإن لم يكن مما يسمي
بالسلطة الرابعة ، فهو أقرب ما يكون للسلطة القضائية ، لأنه يبحث عن الحقيقة ،
ومهمته تبيانها للناس بكل أمانة وصدق وحيادية .
ومهما
يكن فإنه لا يختلف منصفان على ضرورة الفصل بين السلطات الثلاث أو الأربع، كي
لا يطغى التنفيذي فيها على التشريعي والقضائي والإعلامي ، ويسخر الجميع في خدمة
هواه ونفوذه ومصلحته ، كما هو الحال في الأنظمة الشمولية الدكتاتورية ، الدساتير
على مقاسها ، والقضاء في نصرتها ، والإعلام عينها التي لا ترى غير ما يوافق مزاجها ،
ولسانها الذي لا ينطق إلا بنشيدها .
وعودة
إلى إمكانية الاحتراف في كل من العمل السياسي والإعلامي في آن واحد ، وهل ذلك
ممكنا في ظل التناقض الواضح في أسس العمل بالمهنتين ؟ وخاصة لسياسيي الدرجة الأولى
، أو ما يوازيهم في صفوف الإعلاميين البارزين ، الذين لبسوا تاج السياسة المزركش
ببريق مهنتهم الإعلامية ، وظنوا أنهم رافعتهم كلماتهم ، ليصبحوا في السياسة جنبا
إلى جنب مع سياسيين امتطوا خيل الإعلام أيضا ، وهرولوا في ميدانه ناسين أنهم
سياسيون ، ومانعتهم قيودهم ومصالحهم من الهرولة فيه.
لا أعتقد
أن بإمكان السياسي البارز أن يجمع بين الأختين السياسة والإعلام ، ويكون بارا لكل
منهما ، لأنه من الصعب عليه أن يكون مزدوج الشخصية ، بسبب اختلاف مقومات كل من
الشخصيتين السياسية والإعلامية ، ويمكن توضيح ذلك الاختلاف بالآتي :
1-
يشترط
في العمل الإعلامي الحيادية ، فيما ينصب العمل السياسي كله على تحقيق المصلحة وفي
ذلك قمة الانحياز .
2-
تكمن
براعة الإعلامي ونجاحه في صدقه وأمانته في نقل المعلومة ، بينما تظهر قدرة السياسي
في المراوغة وحسن الخروج من المواقف الصعبة .
3-
الإعلامي
غير مسؤول عن مواقفه في حالة قول الحقيقة وله ما يحميه قانونا وعرفا، بينما يحصى
على السياسي أنفاسه ومخارج حروفه وحتى تقاسيم الوجه المعبرة عن موقفه .
قد
يستطيع السياسي أن يتخذ الاعلام وسيلة عند الحاجة للتوضيح المباشر أو للتصريح
بموقف ، ولكنه أبدا لا يستطيع أن يكون إعلاميا محترفا أو ممتهنا ، لأن في ذلك آفة
تأتي على مصالحه التي يناضل من أجلها الواحدة تلو الأخرى ، لأن خطأ السياسي من الصعب أن يغفر له ، وربما
يسجل تاريخيا عليه وعلى تنظيمه أو فكره الآيديولوجي الذي ينتمي إليه .
إن
ما دعاني لكتابة هذه الأفكار هما أمران ،أولهما: هو الظهور الواضح للإعلاميين
السوريين المعارضين في واجهة العمل السياسي وخاصة في تشكيلة المجلس الوطني السوري
، وثانيهما: مقالة فضيلة الشيخ منير الغضبان ( رسالة إلى توكل ) وهو السياسي
البارز الذي تناقض في مقالته تلك مع المصالح السياسية لتنظيمه الذي ينتمي إليه .
وأنهي
فكرتي هذه التي هي مجرد رأي شخصي في هذا المقال بالقول: إن ما هو حلال لرجل الإعلام لا يحل لرجل السياسة ،
والعكس هو صحيح أيضا ، فكيف يمكن أن يجتمع الحلال والحرام لشخص ما على مائدة واحدة
؟!
الله يعطيك العافية على هالمقال.
ردحذفيفترض الكاتب أن هناك من يجمع بين السياسة والإعلام في آن .. وهذا غير واقعي ؛ فالإعلامي عندما يتحول إلى ممارسة العمل السياسي ، فإنه سيتخلى عن مهنة الإعلامي .. (مراسل ، أو مقدم برامج ، أو صحفي ..) ولا يمكن له أن يجمع بين الأمرين .. ولاشك أن الإعلامي عندما يمارس السياسة ، فإنه يستفيد من خبرته وتجربته الإعلامية المرتبطة بالسياسة .
ردحذفد/ طارق باكير - أكاديمي
مقال جميل الله يعطيك العافية دكتور
ردحذفرأي محترم نعم تدخل الصحافيين بالسياسه اضاع فرصة صناعة القرار للسياسين وابرز لنا وجوه اعلاميه غير قادره على ممارسة فن الممكن واصبحت السياسه /اكشن سينما/وليست تخطيط لصناع القرار الحقيقين
ردحذفواذا وسد الأمر الى غير أهله فانتظر الساعه
مقال مهم، ونشكر للكاتب جهده
ردحذفيمكن الجمع بين السياسي والاعلامي اذا كان مدار البحث مختلف، كأن يكون سياسياً في الشأن السوري، واعلامياً في امور الرياضة او العلوم او الفن او الادب ومع ذلك هناك صعوبة،
ولكني ارى ان اختلاط السياسي والاعلامي له سلبية اخرى لم تتوضح وهي ان الاعلامي او الاغاثي الذي يتحول الى سياسي مستفيدا من كاريزما الاعلام او الاغاثة قد يرتكب اخطاء سياسية فادحة في السياسة لعدم تأهله الكامل للعمل السياسي، ومثاله عندي فشل عمار قربي الاعلامي وهيثم مناع الاغاثي عندما دخلا العمل السياسي