لقد استبشر الغيورون والساسة المخلصون,
وأهل الرأي, بولادة المجلس الوطني السوري, والثوار في داخل سورية نظروا إلى المجلس
نظرة إكبار وأمل, وجعلوا اسم جمعتهم ( المجلس الوطني يمثلني).
كما رأى كثير من
الساسة, الذين يراقبون الحدث السوري, تحولاً جديداً في عالم الثورة السورية, مع
ميلاد هذا المجلس, لأنه يمثل إضافة مهمة في العمل الثوري السوري, إذ سيدفع نحو
المزيد من التصعيد السلمي في مقاومة هذا النظام الفاجر, كما أنه سيكون رافداً خارج
سورية, لنصرة هذا الشعب السوري المنكوب بهذا النظام, من خلال الحراك المنتظر لهذا
المجلس.
كل هذا يلقي
مسؤولية ضخمة على عاتق هذا المجلس, الذي اضطلع بهذه المهمة الجسيمة, ودق على صدره,
من أجل القيام بها، في حدود الطاقة البشرية (ولا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها),
ولكن شاءت إرادة الله تعالى, أن يكون للجهد البشري أعظم الأثر, في عالم الجهد
والعمل, بعد الإخلاص, والتوفيق الإلهي المبارك, والله لا يوفق قاعداً أو كسولاً أو
متواكلاً ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم).
من هنا كان لزاماً على أعضاء هذا المجلس أن يشعروا
بعظم هذه المسؤولية الملقاة على عاتقهم, ويأخذوا الأمر بجد وعزم وقوة وهمة.
قد رشحوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
فلا بدّ أن يكون
المجلس عند حسن الظن به, عملاً وحراكاً, وأن يرى القاصي والداني ثمار جهود هذا
المجلس, خصوصاً أهل الداخل, حتى تطمئن النفس, وتولد الثقة، ذلك لأن الثقة لا تباع
ولا تشرى, وإنما تولد ولادة طبيعية, من خلال انطباق القول مع العمل, لينتج المراد
الذي هو مأمول جميع الباحثين عنه, وإذا كان الأمر غير ذلك تتولد أزمة ثقة, تحدث
هوة من الصعوبة بمكان ردمها مع الأيام؛ وهنا تتكون قاعدة الجدل بين العاملين,
ويكون من ثمارها, عرقلة العمل, والدوران في الحلقة المفرغة, التي ربما أدت إلى ما
يشبه الشلل, وإن كان في ظاهره عملاً وحراكاً, كمن ينظر إلى التورم, يحسبه ناظره
سمنة.
وحتى لا يقع
المجلس بمثل هذه المحظورات, أمامه جملة من ( الأجندة), وخريطة عمل, لعل منها:
-
العمل على توفير المال الكافي, الذي يغطي احتياجات هذه
الثورة, فالمال عصب الحياة, والمال هو الذي يغذي الثورة, ويضمن استمرارها في كثير
من شُعب العمل, رغم أن الثورة مستمرة - بعون الله وتوفيقه- إلا أن الجوانب التي
أشرنا إلى ضرورة توفير المال لها, هي التي ربما تتأثر, وهنا يكون دور المجلس في
هذا الدعم, وهو محك غاية في الأهمية.
كما أن شعبنا السوري اليوم, منكوب بهذا النظام, الفاجر وطغيانه, الذي لم
يرقب في مؤمن إلاّ ولا ذمة, ولم يحترم كبيراً, ولا يوقر شيخاً, ولا يرحم صغيراً,
ومن عدله!!!!!!!!!!!!!!! أنه لم يفرق بين ذكر أو أنثى, ولا محافظة وأخرى.
قتل الكبار والصغار, ولم تسلم من بطشه النساء, أحرق المنازل والمزارع, وفي
الشعب كثير من الأسرى لدى هذا النظام العدو, وكثير منهم, لهم أبناء صغار, ويحتاجون
إلى مد يد العون, وكذلك أبناء الشهداء.
-
المطلوب من المجلس, صناعة منظومة سياسية, تعمل على إبراز
القضية السورية, لدى الناس جميعاً, وفي مقدمة هؤلاء, الدول التي ما زالت تتعاطف مع
النظام.
-
يلزم المجلس, أن يتحرك نحو الدول التي أظهرت التعاطف مع
قضية الشعب السوري لاستثمار هذا, وتحويله إلى جهد فاعل في خدمة شعبنا وثورتنا.
-
على المجلس, أن يواصل الليل مع النهار, للوصول إلى كل
المنظمات الحقوقية في العالم, الشعبية والرسمية, المحلية والدولية, وكذلك منظمات
المجتمع المدني, على اختلاف تخصصاتها, ذلك لأن مثل هذه المنظمات, لها أكبر الأثر
في تحويل مسار الثورة في إطاره الإيجابي, الذي سيكون من شأنه- بعون الله تعالى-
مساندة الثورة, والوقوف إلى جانبها.
-
الاتصال بالجماهير الشعبية, في كل أنحاء العالم, فالشعوب
ثروة عظيمة, وكسب تأييدها, نصر لأي قضية تتبناها هذه الشعوب.
-
التواصل مع كل الأحزاب, عربية وإسلامية وعالمية, حاكمة
وغير حاكمة, وشرح القضية السورية لهم, وكشف حقيقة هذا النظام, وفضح جرائمه, مع
بيان أهداف شعبنا من هذه الثورة.
-
التواصل مع السوريين في بلاد المهجر, وما أكثرهم, للعمل
معهم, على تنفيذ خطط المجلس, وسيكون لتعاونهم أثر عظيم, يرجع خيره إلى هذه الثورة,
ويعود نفعه لصالح شعبنا, والناس فيهم خير كثير, وشعبنا السوري متحمس للثورة,
ومساند لها, ولكن يحتاج إلى من يستثمر جهده ويوجهه, وهذه من مهام المجلس.... ومن
ضمن ما يمكن أن يقوموا به, الاعتصام أمام السفارات, وكذلك التظاهر, في الدول التي
تسمح بذلك, وكذلك جمع المال, وإقامة الندوات, وصناعة الإحتفالات.....إلخ
-
لا بد من منظومة إعلامية مدروسة, تعمل على مساندة هذه
الثورة, وبيان أهدافها, وتوضيح مراميها, وشرح مقاصدها, فالإعلام أداة مهمة في
التوجيه والتحريك والإثارة, ربما يوازي جيشاً في عالم الحروب أو أكثر...........نريد
الفضائية المؤثرة العاملة, لا الخاملة الجامدة, نطمح بمجلة رائدة, تصنع وعياً,
وتبث معالم الخير التي يريدها شعبنا, نبحث عن مواقع على الشبكة العنكبوتية, ذات
فنيات عالية, ومواد دسمة, وجاذبية متميزة.
هذه إضاءآت على الطريق, أرجو أن تكون نافعة ومفيدة, لأن التعاون
فريضة, والتعاضد ضرورة, حتى يكتب الله تعالى النصر.
( وتعاونوا على البر والتقوى, ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).
شكرا د. عامر على المقالة الرائعة والهمة العالية لتوحيد مجرى القوى الثورية العاملة في الداخل والخارج ، ولكن لي سؤال ودائما جوابه مبهم ...!!؟؟؟ لماذا حتى الأن المجلس الوطني يظهر بمظهر الكائن الغير متفهم للوضع الراهن في سورية وتصريحاته تدور حول مايريده الشعب ولكنا تبتعد عن صميم وحقيقة المطالب ومايقتضيه الوضع الحرج للشارع الشائر السوري ... واحيانا يخيل اليك كأنهم موظفوا أحوال مدنية لايمتون الى الواقع بصلة ... أستاذي الكريم هذا ان دل فإنه يدل على أمرين اثين لاثالث لهما ...
ردحذف1) الاول : انهم ليسوا كفئ ولقد وضعوا في المكان الغير المناسب وكما قال المثل ( لبّسووو الجمخ وظلمووو ).
2) الثاني ) أنهم عبارة عن دما خيوطها بأيدي خفية تحركها ... ومن هذا نجدهم يتكلمون ويصرون على اللا مطلوب أوعكس المطلوب واللامعقول ...
والكلام ليس على الجميع بالتأكيد ولكن هكذا نرى من هم بالواجهة ...
حسبنا الله ونعم الوكيل بمن لايتقي الله فيما اؤتمن عيه
ان المجلس الوطني بحاجة لرجال احرار لايفافون في الله لومة لائم ... ليسوا من أصحاب الدم البارد ... ان لايعلنوا هم عن مناصبهم الشخصية ... ماأشد فرحتهم بها ... أن نرى أفعالهم تسبق كلامهم ... أن نراهم ثورة إعلامية على الفضائيات تقض مضاجع بشار القاتل وعصاباته ... أن نراهم على الفضائيات رمزا لكل الاحرار ... الى هنا وكفى أخاف ان اقع في مغبة الاطالة ... لك كل التقدير والاحترام د. عامر