أسماء الاسد -زوجة بشارالاسد- التي ولدت في
بريطانيا ولبست الثياب الفاخرة الباريسية وتزينت بالجواهرالمتألقة اللندنية، وصفتها
مجلة (فوغ) للازياء بأنها "وردة في صحراء"!!!، بينما قالت صحيفة "باريس
ماتش" الفرنسية: إنها "ضوء في دولة مليئة بالمناطق المعتمة"!!!، أما
الوردة فهي أسماء، وأما الصحراء فهن نساء سوريا الفلاحات الفقيرات بثيابهن المغبرة
وأيديهن الخشنة من العجين والغسيل!!! تلك إذن قسمة ضيزى.
أسماء الاسد تتجاهل القتل والبطش الذي تتعرض
له أخواتها السوريات، فعندما دعت أسماءُ مجموعةً من عمال الإغاثة الشهر الماضي لمناقشة
الأوضاع الأمنية في سورية، التزمت أسماء الصمت عندما سمعت عن مآسي المحتجين، ولم تبدُ
عليها أي مظاهر للتأثر!!! فهل هذه وردة أم شوكة،؟ وهل هذه ضوء أم عتمة؟ وقد قال أحد عناصر الاغاثة: "حدثناها عن قتل
المحتجين.. وأخبرناها عن هجمات قوات الأمن على المتظاهرين، وعن اعتقال الجرحى ومنعهم
من العلاج في المستشفيات.. لم يكن هناك أي رد فعل.. لم تتفاعل أو تبدي أي رد فعل على
الإطلاق!!!.
إنّ التي لا تحركها قصص القتل والسحل والدماء
لا يمكن أن تكون وردة، إنّ التي لا ترتجف من قصص الفتيات المغتصبات والمقطعات في ثلاجات
المستشفيات لا يمكن أن تكون ضوءً، إن التي لا تحركها صورة الامهات الثكالى النائحات
على أطفالهن لا يمكن أن تكون متحضرةً، وقد بلغ عدد الاطفال الذين مزقهم رصاص زوجها
أكثر من 200 طفل معروفة أسماؤهم وأعمارهم... موثقة أخبارهم في لجنة حقوق الطفل في الامم
المتحدة. أما مجموع القتلى فقد تجاوز ثلاثة آلاف، وأضعاف ذلك جرحى ومعتقلين.
أما الورود الحقيقية فتعالوا احدثكم عنها،
إنهن نساء سورية العظيمات اللاتي شاركن في المظاهرات السلمية في كل انحاء سورية، بل
وخرجن بمظاهرات كلها نساء تتحدى الدبابات في درعا وبانياس وحمص وتطالب بعودة أزواجهن
وأبنائهن وإخوانهم المعتقلين. الاضواء الساطعة هن أمهات الشهداء الاطفال حمزة وهاجر
ويزن ومجد وطلحة... والسيدات اللاتي قدمن الطعام والشراب للمتظاهرين المسالمين، والأديبات
والفنانات اللاتي طالبن بايصال الحليب إلى أطفال درعا، الشابات والصبايا اللاتي كتبن
الشعر والنثر في مدوناتهن وصفحاتهن أو شاركن في الحراك السياسي ودفعن ثمناً لذلك أجمل
سني عمرهن كالدكتورة فداء الحوراني وطل الملوحي وسهير الاتاسي ورزان زيتونة ومروة الغميان
وريما فليحان ومي سكاف...
ومع ذلك دعونا نقدر ونثمن لاسماء الاسد أنها
سكتت فقط بوجه شاحب شمعي، لم تنبس بكلمة، إنها لم تنطلق لتكذب وتشبح على طريقة زوجها
وعلى طريقة بثينة شعبان ووليد المعلك وباقي الشبيحة، إنها التزمت أدبها واكتفت بالصمت
في مملكة الصمت وهي تحت سطوة الشبيح الاكبر بشار، فليس الساكت كالكذاب، ولعل يوماً
يأتي تتكلم فيه أسماء بصراحة، بكلام منحاز للوطن، كلام يليق بسيدة مثقفة متحضرة تعرف
معنى الحرية وتدرك مدى الاجرام الذي تورط فيه زوجها الذي ضيع الفرصة تلو الفرصة، وترك
خلفه تاريخاً أسوداً لاسرته وأولاده وأحفاده.
لا أرى أن ذلك اليوم سيكون بعيداً عندما ستقف
أسماء الاخرس من بيتها في لندن لتتبرأ من ذلك الماضي الرهيب، من ذلك الكم الهائل من
القتل والاجرام الذي أحاط بها، ستقول يومها: لقد كان كابوساً مريعاً لم أدر كيف تورطت
فيه وحمداً لله الذي عافاني منه، وسيكون من حولها ثلاثة أطفال أيتام تحاول أن تنسيهم
إسم والدهم وتاريخه المشين.
هل تظنون أن ما أقول خيالاً؟ تذكروا معي صدام
وبن علي ومبارك والقذافي... إنه التاريخ الذي لا يرحم من لا يتعلم.
محمد زهير الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق