النظام السوري لا يخاف إلا من أمرين: الأول: توحد المعارضة، والثاني: التدخل الدولي.
عندما زار السفير الأميركي حماة منذ شهرين،
أخبره المتظاهرون أنهم لا يريدون التدخل الدولي، كانوا صادقين في قولهم وكان صادقاً
فيما نقل عنهم، نعم كان أغلب الشعب السوري يرغب بأن ينحاز الجيش إلى الشعب سلمياً وأن
ينقل الوطن إلى بر الامان دون حاجة إلى أي تدخل دولي، وبعدها بشهر من القتل الممنهج
للمتظاهرين، رفع المتظاهرون لافتات طلب الحماية الدولية، وسموا إحدى الجمع بجمعة الحماية
الدولية.
النظام المجرم سيسير في خطته القمعية إلى النهاية، وهولم يبدأ من الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع،
بل بدأ بالرصاص الحي وقتل المتظاهرين، وتقليع أظافر الاطفال والتمثيل بالجثث، والاجهاز
على المرضى في المستشفيات، واحتلال المدن والساحات بالمجنزرات والدبابات، والقصف العشوائي
براً وبحراً وجواً، وانتهى بمحاولة ضرب وتكسير رموز الثورة كفنان الكاريكاتير العالمي
علي فرزات وعضو مجلس الشعب السابق رياض سيف، أواغتيالهم كما حدث للمناضل الكبير مشعل
التمو...
أصبح من ضياع الوقت اليوم أن يتلجلج لسان أقطاب
المعارضة السورية في التردد في طلب الحماية الدولية بكل ما تقتضيه الحماية من إجرءات
يقررها المجلس الوطني السوري مع المجتمع الدولي والامم المتحدة.
الكل يقول اليوم أن النظام يجبر العالم على
التدخل الدولي لحماية المدنيين والمتظاهرين حتى الكاتب ميشيل كيلو كما جاء في أحد تصريحاته
مؤخراً. ولكن بعضهم يراها لجان تقصي حقائق وآخرون يرونها منظمات صليب أوهلال أحمر أوحقوق
إنسان...
أيها السادة، هذا النظام هو بالضبط نظام إحتلال
لا أخلاق له، وأثبت أنه لايعرف إلا البطش، وأخذ عشرات الفرص للاصلاح فلم يزدد إلا فساداً
وتخريباً، وأثبتت التجارب أنه لا يخاف إلا من أمرين، الاول توحد المعارضة والثاني التدخل
الدولي، وكل ما عدى ذلك فهو كفيل بمعالجته بعصاه السحرية، البطش ثم البطش ثم مزيد من
البطش.
أيها المجلس الوطني السوري، أيها المتحدثون
بوسائل الاعلام، اختصروا على أنفسكم الوقت والجهد، ولا تتبرعوا بتصريحات متحفظة ستضطروا
لتغييرها باسرع مما تظنون، قوات الاحتلال –أو ما يسمى بالنظام السوري- أسرع خطىً مما
تظنون في ارتكاب جرائم منهجية ضد الانسانية، ولن يردعها إلا التدخل الدولي الجاد، بدءً
من الحظر الجوي ثم بضربات جوية إلى مراكز قوته وقيادته ثم بدعم مجموعات الجيش السوري
التي انحازت للشعب والوطن لكي تجهز على عصابة الاحتلال التي لم يعد لها أي شرعية منذ
أقدمت على استخدام جيش الوطن لقتل الشعب، هذا إذا كان لها أي شرعية أصلا فحكمها هو
سلسلة من الانقلابات العسكرية والتوريث غير الشرعي.
لوحزمتم أمركم وبدأتم اليوم بالحديث الواضح
الصريح عن ضرورة التدخل الدولي اللازم لاحتجتم إلى عدة أسابيع أو أشهر من العمل المضني
لتحويله إلى واقع، فكل لحظة تضيعوها بالكلام الضبابي المتردد تحولها قوات الاحتلال
إلى فرصة جديدة للقمع والقتل والبطش وجر البلاد إلى حرب طائفية لانسداد الافق أمام
المتظاهرين وتنامي الرغبة بالدفاع عن النفس.
سبعة أشهر من البطولة تكفي شعبنا الثائر، وفي
جمعة –المجلس الوطني يمثلني- حيا المتظاهرون
المجلس الوطني السوري كي يمثلهم في توفيرالحماية لهم بكل ما تقتضيه الحماية من وسائل،
ولم يحيوه لينضم إلى ترانيم الاصلاح ولاءات هيئة التنسيق.
على المجلس الوطني أن يسرع خطاه البطيئة وأن
يختار رئيسه وجهازه التنفيذي، وأن يحصل على الاعتراف الدولي، وأن يُسمعَ العالم رسالته
الواضحة الصريحة بأنه قرر إسقاط النظام، وقلع جذور الاحتلال بكل ما يتطلبه ذلك من تدخل
دولي جوي يوقف نزيف المتظاهرين السلميين ويحميهم ويعطي فرصة حقيقة للجيش السوري كله
أو بالتدريج لينحاز إلى صف الشعب والوطن وأن يكف يد عصابة عائلة الاسد المحتلة للوطن
والتي نشرت الاستبداد والفساد، وانتهت بالقتل الممنهج للشعب المتظاهر بشكل سلمي.
لقد انجزتم الامر الاول الذي يخاف منه النظام
بانشاء المجلس الوطني السوري، فبادروا إلى إنجاز الامر الثاني الذي يرتعد منه خوفاً.
والنصر لشعب سورية البطل
محمد زهير الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق