نبارك للشعب الليبي انتصاره على المعتوه القذافي،
ونتحول للشعب السوري لنقول له كن مستعداً فقد جاء دورك لتنتصر، لقد لاحق الشعب الليبي
العقيد الفار مدينة مدينة، شارعاً شارعاً، زنقة زنقة، إلى أن وجده في إحدى مجارير الصرف
الصحي كما ذكرت إحدى وكالات الانباء.
والآن أجاك الدور يا دكتور، أجاك الدور يا
من لا يرى أبعد من أنفه، أجاك الدور من الشعب الذي وصفته بالجراثيم، يا ترى هل ستستطيع
كسب بعض الوقت فتفذ بريشك فتفر كما فر بن علي؟ أم ستقف وراء القضبان كما وقف المخلوع
مبارك؟ أم ستهرب كما هرب القذافي ويلاحقك الشعب دار دار، زنقة زنقة، أو بالشامي (زاروب
زاروب)؟ لقد أصبح الوقت قصيراً والخيارات تتقلص يوماً بعد يوم، وإذا قررت الفرار واحترت
إلى أين تتجه، فقد أصبحت الخيارات أيضاً قليلة ولا أرى لك أنسب من طهران ملاذاً، ولكن
عليك أن تأخذ دورة في اللغة الفارسية منذ وصولك إلى هناك فلا أظن أن ملالي طهران سيوفرون
لك ترجماناً.
القذافي قال لشعبه من أنتم؟ ثم وصفهم بالجرذان،
ثم أقام مظاهرات تأييد مليونية في طرابلس التي بدت معزولة عن الثورة، ثم جاء فتح طرابلس
بعد عدة أسابيع من المظاهرات المليونية القذافية، وسقطت المدينة بيد أبناءها الصابرين
المقهورين في لحظات دخول الثوار الفاتحين، وهذا ما سيكون حال دمشق وحلب التي أخرج النظام
فيها شبيحته بمسيرات مليونية مسبقة الصنع، ستسقط هاتان المدينتان بيد أبنائها قبل أن
يدخلها الثوارالفاتحون.
دكتور العيون الأعشى الذي أعمته القوة واستساغ
القتل ولم يدرِ أن دم كل شهيد هو مسمار في نعشه، وأن لكل شهيد أهل وأقارب وأصدقاء لن
يهدأ لهم بال ولن تجف لهم عين حتى يرو القاتل خلف القضبان ينال القصاص العادل. سورية
لم تعد غابة ترتع فيها الضواري كما كانت عام 1982م، سورية اليوم تتنفس حرية وتنبض كرامة
وتستعصي على الاحتلال.
بدأت الثورة الليبية يوم الخميس 17 فبرايربيوم
الغضب على شكل انتفاضة شعبية شملت معظم المدن الليبية. كانت الثورة في البداية عبارة
عن مظاهرات واحتجاجات سلمية, لكن مع تطور الأحداث وقيام الكتائب التابعة للقذافي باستخدام
الأسلحة النارية الثقيلة والقصف الجوي لقمع المتظاهرين العزّل, تحولت إلى ثورة مسلحة.
وفي أول مارس تشكل المجلس الوطني الليبي وفي السابع من مارس بدأ الاعتراف به، وفي
19 مارس بدأت أول ضربة من القوات الدولية في كبح جماح قوات القذافي التي تأبطت شراً
وأوشكت على مهاجمة بنغازي ومسحها من خارطة ليبيا.
وفي 21 أغسطس بدأ تدفق قوات المعارضة الليبية
المسلحة على العاصمة طرابلس ابتداءً من الأحياء الغربية للمدينة دون مقاومة تذكر من
كتائب القذافي. ثم قتل العقيد الفار يوم الخميس 20 اكتوبر، واسدل الستار عن مأساة إنسانية
مرعبة عاشها الشعب الليبي في قبضة مغامر أخرق لمدة 42 سنة وشهر و20 يوم.
منذ أيام صرح السيد محمود جبريل رئيس المجلس
التنفيذ للمجلس الوطني الليبي بأنه يتوقع أن القذافي يخطط لاقامة دولة في جنوب ليبيا
تعتمد على قبائل الطوارق بشكل رئيسي، وما هي الا أيام إلا والقذافي أثرٌ بعد عين، أقول
هذا الكلام لاني أجده يشبه كلام بعض الياسيين بأن بشار أسد عندما تضيق به الامور قد
يفكر باقامة دولة على الساحل السوري، ولن تكون هذه الدولة الا كدولة القذافي الطوارقية،
أضغاث أحلام.
اليوم كل العيون والقلوب معلقة بسورية بعد
سبعة أشهر من الثورة المستحيلة التي لا تقابل فلولاً من المرتزقة كما كان الحال في
ليبيا إنما تقابل أولاً جيشا كبيراً يستهلك 70% من ميزانية الدولة، جيشاً أُعد لتحرير
الجولان فاذا بنا نراه في المدن السورية ويروع السكان، وجيشاً ثانياً من المخابرات
التي تعمل كأفعى بأربعة عشر رأساً، وجيشاً ثالثاً من الشبيحة الذين يعتدون على المتظاهرين
المسالمين ويدوسونهم بأقدامهم دون أي وازع من أخلاق أو ضمير.
الثورة السورية دخلت شهرها الثامن، الثورة
السورية ولادتها عسيرة، ولكنها عندما تلد فإنها ستلد توأماً، إنها ستلد سورية ولبنان،
فصبراً أيتها الثورة المستحيلة، صبراً لانك ستغيّري التاريخ.
محمد زهير الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق