من يوم ما وقع الذي وقع من جريمة العدوان الأثيم، الذي قام به نظام العصابة الفاجرة، في الغوطة، من استخدام الكيماوي، وذهب ضحية ذلك، عدد كبير من الأطفال والنساء والشيوخ، بدأنا نتخوف، من خلط الأوراق، في الوقت الذي تعلن فيه بعض الدول الغربية، استعدادها لضربة عسكرية للنظام.
هذا
التخوف من خلط الأوراق، يتجلى في مواقف الأمة حيال الحدث، فينصرفوا نحو قشر
المشكلة وطقطقاتها، وفرقعة أصواتها، وينسوا أصل الحدث، وكبر المصيبة، وألم المصاب،
وقيمة المشروع الذي يحمله أبناء الشعب السوري في ثورة الكرامة والفداء، التي
يقومون بها في سورية، ضد هؤلاء المجرمين من عصابات الشر والسوء والجريمة المنكرة
الكبرى، التي يرتكبونها في سورية.
من بدهي
الحقيقة، أن نقول: بأن أي عدوان على سورية أرضاً وإنساناً وبنية تحتية، وثورة بكل
مكوناتها الشعبية، خط أحمر ننهض جميعاً من أجل حماية ما كان داخلاً في سوره، من
حزم الخير، ومفردات الفضيلة، ولا يجوز التفريط بثوابت الحراك الثوري، ولا بذرة من
تراب سورية، ولا يوجد عاقل فيه ذرة من كرامة، أو إنسانية يرضى لبلاده، أن تغزى، أو
تدمر، أو يرد عليها الشر، أياً كان لونه، ومهما كان طعمه، وكيفما كانت رائحته، ومن
نافلة القول، ذكر، أياً كان مصدره.
ولكن!!!!!!
إياكم أن يأخذكم الحماس، فتغطوا على المجرم، وما فعل، بصورة من صورة التستر، أو
تمييع قضية الشعب السوري، باسم الممانعة، أو العدوان الخارجي، أو ما شاكل ذلك.
قرأنا في
بعض المقالات التي صارت تتحدث عن الضربة القادمة، فتحول الجلاد ضحية، والظالم
مظلوماً، والقاتل يشفق عليه، أليس هذا خلطاً للأوراق، بأغلفة ملونة، وبريش
ممنوعة؟؟؟
وقرأنا
لآخر، يجعل نكبة الشعب السوري، وقضيته، والكارثة التي تحل عليه، في الذيل الأخير
لمقاله، وهو يتحدث عن الممانعة، والمخططات، ولا أدري إذا التفت أحد إلى جزئه
الذيلي، في خضم مقالة عاطفية مليئة بالشحن الذي يصب في صالح النظام، بينما الشعب
السوري، ( يغور في ستين داهية)، طبعاً هذا بلسان الحال لا المقال.
مررنا
على تعليقات، في جو الحدث، ومن نسج فعاله، فإذا العرس بالدير، والطبل بدوما، وربما
تشابه حرف الدال على المعلق، فانطمست الحقيقة، فصار شكل النظام العصابة، له شكل
آخر، وصورة أخرى، وأغلق الستار تماماً، على مائة وعشرين ألف شهيد، وأكثر من هذا،
أحرق كل ملفات الملايين من النازحين والمشردين واللاجئين، كأن الكيماوي والغازات
السامة لم تقتل الآف البشر؟ لم يسمع بملايين المنازل المهدمة!!! ولا بمئات ألوف
الجرحى والمعوقين، ومثلهم من المعتقلين.
حقاً ما
أسهل الحرب على المتفرجين، وقديماً قالوا: الذي يأكل العصي، ليس كالذي يعدها.
لا نريد
الحجر على أحد، ولا أن نكمم الأفواه، ولا أن ننصب أنفسنا معلمين للآخرين، ولكن
التوازن في الشؤون كلها أمر مطلوب، والتحليل يجب أن تراعى فيه جملة من الحقائق،
أهمها إبراز معاناة هذا الشعب، وضرورة مساندته، ووجوب معاونته، حتى يخرج من محنته،
فلا إفراط ولا تفريط.
( وسيعلم
الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق