لقد أصيب كثير من السوريين بالإحباط
..والإكتئاب ..والشعور بالمرارة ..والغصة ..واللوعة لهذا الموقف الدولي المهين ..المتردد
من معاقبة بشار الكيماوي !!! وللمخاتلة والمراوغة .. والتصريحات المتناقضة ..والمتضاربة
..والمتعاكسة في اليوم الواحد مرات عديدة ..لما يسمى بصناع القرار الأمريكي أو الأوروربي
أو الروسي ..
إنهم يتلاعبون بأعصاب الناس ..وهموم
الناس ..وحياة الناس ..ويبنون أمجادهم على جماجم البشر العرب والمسلمين ..وبالأخص السوريين
..
لا يهمهم أن يموت ألفٌ أو مائةُ ألفٍ
أو مليون شخص ..
إنهم يتبجحون ..ويتشدقون بإحترامهم
لحقوق الإنسان ..وقلقهم البالغ على حياته ..وحرصهم الشديد على سلامته ..ورغبتهم الأكيدة
في توفير العيش الآمن ..الكريم له ولعائلته ..ومعاقبة كل من يهدد حياته !!!
إنهم يذرفون دموع التماسيح ..ويتباكون
بكاء الثكالى على ضحايا مجزرة الغوطة الكيميائية ...
ولكنهم بمجرد أن أظهر المجرم النصيري
..رغبته الأولية بتسليم أسلحته الكيميائية لهم ..إستجابة للمبادرة الأمريكية الروسية
..وليست للروسية فحسب – كما يردد الأمريكيون الخبثاء – وهذا ما أكده لافروف على الهواء
وضحك من الإدعاء بأنها مبادرة روسية فقط ..بردت أعصابهم ..واطمأنت نفوسهم ..وارتاح
بالهم ..وكأنهم حققوا إنتصاراً عظيماً ..وفازوا بالسبق المعلا..وعادوا بالغنيمة الكبرى
..
وللأسف هذه هي الحقيقة المرة ..
إن هدفهم الأساسي من كل هذه الجعجعة
..والمعمهة ..والطنطة ..والثرثرة ..
هو:
تأمين السلاح الكيمائي لحماية أنفسهم
..وأسيادهم بني يهود من الإستخدام الطائش له ..أو وصوله إلى المجاهدين المسلمين
!!!
يا حسرتي على السوريين المكتئبين
..المحبطين ..التائهين ..الحيارى !!!!
يا فجيعتي على حالهم !!!
وا أسفاه على ضياعهم ..وتيههم ..وحيرتهم
..وقلقهم ..وبأسهم ..وشقائهم !!!
وا حزناه على أحلامهم التي حلموا بها
ليلاً ونهاراً !!!
وترقبوا أن ينهار نظام الأسد في أيام
معدودة !!!
علماً بأني قد :
كتبت في 26/8/13 على صفحتي في الشبكة
..في بداية قرع طبول الحرب ..وتحريك الأساطيل ..
وتقرع طبول الحرب ..على أبواب الشام
!!!
لكنها هرج ومرج ..وأهازيج وأغاني
..للترفيه والتسلية ..
ثم كتبت في 29/8/13
للذين يهللون .. ويستبشرون .. ويفرحون
.. ويرقصون ..
على أنغام طبول الحرب ..
ويظنون .. ويحلمون .. أن مصير الأسد
قد أوشك على النهاية !!!
يحزنني أن أقول لهؤلاء ..
إنهم واهمون .. مخدوعون .. مسحورون
!!!
وما علموا أن الأيام القادمة ستكون
أشد سواداً ..وحلكة مما سبق ..
وأن أمريكا إذا دخلت بلاداً أفسدتها
.. وجعلت أعزة أهلها أذلة .. وكذلك هي تفعل دائما ..وأبداً ..
وأن الكلاب لا تعض أخواتها الكلاب
!!!!!
وها قد مضى أكثر من أسبوعين على قرع
طبول الحرب ..والأحداث والوقائع الميدانية ..تؤكد صحة ما توقعته بالضبط ..
ولم يحصل أي شيء ..بل إن أصواتها أخذت
تخفت ..وتتلاشي ..وتضمحل ..
لأن الذي بدأ بقرعها ..ما هو إلا عبد
أفريقي ..وضعه أسياده رعاة البقر ذووا العرق الأصفر.. والشعر الأشقر ..بحيلة خبيثة
..في منصب الرئاسة .. قالوا ..وزعموا أنها إنتخابات ..
وما هي إلا صفقات ترتب بين مافيا المال
..وبني يهود وراء الكواليس ..وفي دهاليز السياسة الضيقة ..العفنة ..
ليضحكوا على الدهماء ..والرعاع ..أن
أمريكا أخذت تسوي بين الأبيض والأسود ..
والحقيقة الصارخة – لمن يعقل ..ولديه
ذرة من الفطنة - أنه لا يملك من أمره شيئاً ..إلا التهريج ..والطنطنة الزائفة ..
ولا أدل على ذلك من أنه وعد شعبه في
حملته الإنتخابية التهريجية ..أن يغلق سجن غوانتنامو حال فوزه بالرئاسة ..ولكن أسياده
منعوه من ذلك ..
ولم يُغلق إلى اليوم ..ولن يُغلق
..ولن يف بوعده ..
لأنه لا يملك قراره ..وكل هذه المظاهر
والتصريحات من قبل وزرائه ومستشاريه .. بأنه هو الآمر الناهي !!!
ما هو إلا كذب ..ودجل ..وشعوذة ..وزعبرة
!!!
وها هو الآن حينما أراد أن يظهر شيئاً
من الإلتزام الخلقي ..لما وعد به قديما حول الخط الأحمر ..وأراد الإنتقام – وقد يكون
صادقاً أو ممثلاً - من بشار الكيماوي ..بحجة مخالفته للقانون الدولي بإستخدام أسلحة
كيماوية ضد المدنيين العزل – علما بأنه منذ ثلاثين شهراً وهو يخالف القانون الدولي
ويهدد السلم حسب المادة 39 من ميثاق الأمم المتحدة في الفصل السابع – منعه أسياده البيض
..وبنو يهود من ذلك..
وقالوا له :
يجب أن تستشير النواب ..
وحينما أراد أن يستشيرهم ..طلع مهندس
السياسة الخارجية الخبيث ..المحنك ..الداهية في التمثيل ..كيري ..
بفكرة شيطانية خبيثة .. بديلة عن الحرب
وهي :
أن يقوم المجرم الأسد بتسليم أسلحته
الكيماوية ..ليتفادى الحرب ..
فالتقط هذه الفكرة الشيطانية ..الرائعة
..الدب الروسي لافروف فأُعجب بها ..
فأصبحت مبادرة روسية ..وهي في حقيقتها
أمريكية ..يهودية ..
ومن بلاهة لافروف وسذاجته ..أنه أعلن
على الملأ ..وعلى الهواء حينما سئل عنها وهو يضحك :
أنها ليست روسية خالصة بل بمشاركة
أمريكا ..
ولكن الآلة الإعلامية الرهيبة ..تريد
تسويق الفكرة على أنها روسية ..لكي تبقى أمريكا في الظاهر.. أنها لا تزال تقرع طبول
الحرب !!!
وكأن الله تعالى ..وهو القائد الأعلى
..والرائد الأسمى لهذه الثورة الشامية المباركة ..يغار على عبيده الطيبين ..المعذبين
..المجاهدين ..المكافحين ..المناضلين ..أن يتحقق لهم النصر على أيدي رعاة البقر ..ويحرمهم
شرف تحقيق النصر على أيديهم ..
إنه جل جلاله يريد أن يكرمهم ..ويُعلي
شأنهم ..ويحقق على أيديهم المباركة سحق ..ومحق ..هذا المجرم النصيري الخبيث ..واستئصال
شأفة زبانيته ..وجنوده ..وأعوانه من الفرس والرافضة والباطنيين ..ومن ذراري المسلمين
الخانعين ..الخائنين لدينهم وأمتهم ..
إن الله تعالى لايزال يمحص النفوس
..ويصفي القلوب ..ويفضح المنافقين والدخلاء ..ويهتك ستر المتاجرين بدماء الأبرياء
..وأرواح المستضعفين ..
إنه سبحانه وتعالى لايزال يطهر الصفوف
من الخبثاء ..وينقي المجتمع من الدنس ..ومن الخونة ..ومن عبدة الجبت والطاغوت ..
وسنة الله تعالى التي لا تتغيير ولا
تتبدل ..ولا تحابي أحداً على أحد ..
هي :
الإبتلاء ..والإختبار ..والتمحيص
..
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَـٰهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ
وَلَا ٱلْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً التوبة 16
لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ۗ تبارك 2
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَـٰهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّـٰبِرِينَ آل عمران
142
وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَيَمْحَقَ ٱلْكَـٰفِرِينَ آل عمران 141
الجمعة 7 ذي القعدة 1434
13 أيلول 2013
د/ موفق السباعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق