من عارض النظام في سورية, ولو بشطر
كلمة, فيا ويله, ويا عاره, ويا شناره, تشن عليه حملة لا نظير لها, في عالم اليوم, وتكال
له جملة غير عادية من الاتهامات, ويركبوا له جملة من الافتراءات, ويحاربونه بجيش من
الشائعات, إنه أسلوب الأبالسة, ومنهج السلولية, وطريقة المحافل الماسونية.
وهدف هذا المنهج الإجرامي, إفراغ مناهج
المصلحين, من محتواها, وإشعار الناس بأن ما يقوله هذا أو ذاك, وهذه الجماعة أو تلك,
لا قيمة له, ولا يراد منه الخير, ومن ثم يركزون على بعض الشخصيات المؤثرة, ليصفوها
بأوصاف منفرة, وألقاب مقززة, هكذا يريدون, ولكن هيهات.
فيصفون المخالفين, بأوصاف قذعة, مرة يقولون عنهم:
بأنهم عصابات مسلحة, وأحياناً يقذفونهم بأنهم عملاء أمريكا وإسرائيل, والأسطوانة المشروخة
التي يرددونها دوماً, إن هؤلاء الذين يتظاهرون في الشوارع, ويعارضون في الساحات, أنهم
مأجورون, قبضوا ثمن ذلك حفنة من الدولارات, من هنا ومن هناك, إلى غير ذلك من اتهامات
يرددونها.
( كبرت كلمة تخرج من أفواههم, إن يقولون
إلاّ كذباً).
ومن هذه التهم التي تلاك دائماً, وتردد
بلا تردد, وتذاع في كل محفل, وتنشر في كل منتدى, بمناسبة وبغير مناسبة, قولهم عن المتظاهرين
والمخالفين والمعارضين, بأنهم إرهابيون!!!!
والهدف الرئيسي من هذه الشائعة, كسب
التأييد العالمي عامة, والغربي خاصة, لعلم النظام, بأن قضية الإرهاب لها حساسية خاصة,
في عالم اليوم, ويريدون أن يوصلوا رسالة إلى العالم, مفادها: أنا أحسن لكم من هؤلاء
المتظاهرين (الإرهابيين!!!!؟؟؟؟؟؟؟) فحافظوا عليّ خير لكم, وتعاونوا معي للبقاء في
السلطة, فهذا أحسن لكم, وإن هؤلاء القادمين خطر عليكم, ولعب بهذه الورقة مراراً وتكراراً,
ويظن أنه بهذا يمكن أن يضحك على الناس, وأن يلبس عليهم.
وهكذا تقلب الحقائق, فيصير الخائن
أميناً, والأمين خائناً, يضعون الضحية مكان الجلاد, والجلاد محل الضحية, يصبح- في إعلامهم-
القاتل حامل غصن زيتون, والمقتول إرهابياً, يتحول المجرم المعذب إلى حمل وديع, بينما
المقهور المظلوم,
يصورونه على أنه, وحش كاسر, مجرم,
قاتل, ويا للعجب!!! كيف تزور المسائل, وتقلب الحقائق, إنه الدجل بكل معانيه, وبصوره
وألوانه كافة.
ويا عجباً من هؤلاء الطغاة, الذين
يرددون هذا الكلام, وهم يعلمون علماً يقينياً زيف قولهم, وأنهم إنما يقولون منكراً
من القول وزوراً, لأنهم خططوا لهذا بأنفسهم, وطبخوه بمطابخهم, وتواصوا به عبر شياطينهم
الذين يوحون لهم, بمثل هذا الكلام القبيح, زخرفاً من القول وزوراً.
فيا سبحان الله!!! هل من أمر بالمعروف,
ونهى عن المنكر, يصبح إرهابياً؟؟ وهل من خرج متظاهراً, بحق تقره قوانين الأرض والسماء,
ويطالب بمطالب مشروعة, ويندد بالتصرفات القبيحة, ويريد الخير لشعبه وأمته, يصير إرهابياً؟؟؟
إن هذا لشيء عجاب.
هل إذا قال المرء: لا لهدم المآذن,
وقصف المساجد, لا لإيذاء العلماء وضربهم, لا لتمزيق المصاحف, لا لقتل الأطفال والنساء,
واعتقال عشرات الألوف, لا لتشريد الشعب, وأكل أمواله بالباطل, لا للقمع والكبت وتكميم
الأفواه, ينادى عليه بأنه إرهابي؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
في النظام السوري, من قال لا تلحدوا,
ولا تقولوا فلان إله, بل قولوا: لا إله إلاّ الله, فهذا إرهابي, وبالمثل من لم يسجد
لصورة بشار, فهذا يا قوم أكبر إرهابي, يستحق الذبح من الوريد إلى الوريد, ولا بد أن
يسحل في الشوارع, ويداس على رأسه بأحذية العسكر, ويجتمع ما لا يقل عن عشرة, يضربونه
ويركلونه ويشتمونه, دون حساب, ولا قيد ولا شرط.
على المواطن السوري, أن يسبح بحمد
بشار- والعياذ بالله- ليل نهار, صباح مساء,
يطبل له, يزمر لنظامه, يصفق لتلكئه, يهتف بإسمه, يقبل صورته ويضعها على رأسه,
فمن خرج عن هذا المنوال, وقال يوماً: لا. فهذا مندس وإرهابي.
وهنا تحضرني مقاطع من قصيدة لنزار
قباني, يقول فيها:
متهمون نحن بالإرهاب
إذا كتبنا عن بقايا وطن..........
مخلع....... مفكك مهتريء
عن وطن يبحث عن عنوان......
*********
عن وطن....... لم يبق في آفاقه
حرية حمراء..... أو زرقاء.........أو
صفراء.......
*********
عن وطن يمنعنا أن نشتري
الجريدة.
أو نسمع الأنباء.................
عن وطن......... كل العصافير له
ممنوعة دوماً من الغناء..............
عن وطن......
كتابه تعودوا أن يكتبوا
من شدة الرعب..........
على الماء.
**********************
واسمحوا لي أن أقول لكم, من هو الإرهابي
الحقيقي في وطني:
الإرهابي, من جعل وطني سجناً صغيراً
وكبيراً للأحرار, فالويل كل الويل لمن نطق كلمة أو كتبها دون إذن مسبق, ليحذف الرقيب
منها ما يشاء, أو رسمة كذلك, فالضرب والإيذاء وزوار الفجر, وآكلوا اللحوم البشرية,
له بالمرصاد.
في بلدي, حزب واحد, تلفزيون أوحد وإن
تعددت الشاشات, صحيفة فرد, وإن كثرت أسماؤها, وبرقت ألوانها, أليس هذا قمة الإرهاب؟؟؟
الإرهابي من قتل الأطفال دون رحمة,
ومثل بأجسامهم, وتربة قبر حمزة الخطيب لم تجف بعد.
الإرهابي ذاك الذي هزّ الناس جميعاً,
دونما استثناء, ودخل المدن بالجيوش الجرارة, فقتل من قتل, وأفزع الآمنين, وأرعب الصبيان,
وأرهب النسوان, ونهب ما نهب, وهدم وأحرق, وانتهك الحرمات, فلم يراع حرمة لشيء له قدسية,
في الشرع ولا في العرف.
أليس من حول الملاعب, ودور الطلائع,
والمدارس, إلى سجون رأي, مع جلدهم وضربهم, وتوجيه الإهانة لهم, ومنهم من قضى تحت التعذيب,
هو من يوصف بالإرهاب؟؟!!
ماذا يقال عن نظام دك مدينة على رؤوس
سكانها( حماة), فقتل قرابة أربعين ألفاً في عدة أيام, وهدم المساجد, ولم تسلم من دماره
الكنائس, وفعل ما لم يفعله هولاكو؟؟؟
لاشك أن الإجابة ستكون- لمن ألقى السمع
وهو شهيد- أنه مجرم وإرهابي, ولا بد من معاقبته, والثورة عليه, فريضة شرعية, وضرورة
واقعية, وحاجة عالمية.
إن من اعتقل آلاف الشباب, منذ أكثر
من ثلاثين عاماً, ولم يدر عنهم أهلهم شيئاً, فقد غيبوا بطريقة, أعتقد أنه لا مثيل لها
في تاريخ الإنسانية, وذكر من شهد بتدمر, وغير تدمر ماذا فعل بهؤلاء الشباب, هو من يستحق
وصف الجريمة والإرهاب, واقرؤوا إن شئتم( تدمر شاهد ومشهود) ( القوقعة) ( تسع سنين)
( ملائكة وشياطين). حتى تدركوا صدق هذه الحقيقة المرة, وتعرفوا واقع هذا النظام.
الحق أقول: لو أردنا أن نمنح النظام
جائزة, فسوف يحصل على أعلى وأرقى جائزة عالمية, في ( الإرهاب).
ولو فكر مانحوا براءات الإختراع, أن
يعطوا النظام, براءة اختراع, لما ترددوا بإعطائه أعظم براءة اختراع في صناعة ( الإرهاب).
لا أدري كيف غفلت موسوعة ( غينيس),
عن تسطير اسم النظام السوري, في أعلى الأرقام القياسية, بسجن الشعب وقتله وتشريده,
فلو دقق القائمون على هذه الموسوعة وأنصفوا, لوجدوا النظام ضرب الرقم القياسي, في هذا
الشأن, فلا أعلم سبب حجب هذا الشرف عنه؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق