الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-09-25

لننظر في داخلنا أولاً عندها نعرف مالذي يدور حولنا وعلينا د. عبد الغني حمدو

يجد المتفائل أن مابداخله ظلام ومن حوله نور

بينما يرى المتشائم أن ماحوله ظلام وفي داخله نور
فالمتفائل هنا يستطيع السعي في النور لينير ما بداخله من ظلام أو يشتت الظلام الذي في داخله
بينما المتشائم لا يستطيع الحراك في الظلام ويلعن الظلام الذي حوله , ويُحمَل فشله على من حوله ليرضي ضميره وطموحه النائم
فالوجه المشرق عند الشخص المتفائل يجلب أشعة الشمس إلى جبينه لينعكس عنها نوراً ينير ماحوله وفي داخله وينعكس على البشرية أجمع


في مجتمعنا الاسلامي النور بداخل المجتمع , ولكن الظلام من حولهم , وبالتالي فكل من هو غير مسلم يتآمر علينا لأننا مسلمون فقط , ومن هنا فالمؤامرة مستمرة
عندما دخل المسلمون اسبانيا كان بناءاً على طلبات قدمت من وجهائها لتخليصهم من الظلم الذي كان واقع عليهم
ولكن بعد قرون عدة تخلص الاسبان من المسلمين عندما دب الفساد بينهم وحاربوا بعضهم واستعان بعضهم على بعض بأعدائهم فكانت محاكم التفتيش فيها
لم يمنع بائع الموز في ماليزيا النهوض بشعبه وأمته وتعدد القوميات والديانات في بلده , واعتناقه الاسلام الحنيف
التطور والتقدم , ولم يحارب لأنه مسلم
في تركيا لم يمنع بائع الكعك فيها عندما قاد البلاد من أن يلغي ستة أصفار من التضخم ويصبح المليون ليرة واحدة خلال سنتين وهو رجل مسلم مؤمن
والنتيجة أن العالم يحترمك عندما تعمل بصدق من أجل وطنك بغض النظر عن ديانتك وملتك وعرقك
اليهود تم تهجيرهم من أوروبا ولم يجدوا غير البلاد الاسلامية ملجأ لهم , وعندما استقروا بداخلها سيطروا عليها , وكذلك سيطروا على أوروبا ..المطرودين منها , وسيطروا على العالم أجمع , مع أن غالبية تلك الدول شعوبها مسيحية أو اسلامية أو خليط بينهما
خطابنا الاسلامي الديني والسياسي كل الذي حولنا يعيش في ظلام ويخاف من النور الذي في داخلنا , ففي صلاتنا ودعائنا العلني والسري وفي دعواتنا الظاهرة والباطنة
هم أعداؤنا وكفرة وفجرة ومتآمرون علينا وحضارتهم منحطة وهم منحدرون إلى الانحطاط دائماً فإما أن يكونوا مثلنا أو نبيدهم عن آخرهم , وفي نفس الوقت كل مايمت من التقدم والتطور وحتى قيم أخلاقية كثيرة كنا قد صدرناها لهم وتركناها عندهم وتخلينا عنها كلها
فالعرب المسلمون اخترعوا الصفر وبقوا تحت الصفر وأخذوه منا ووصلوا بعدها لخارج المجموعة الشمسية
في الحرب العراقية الإيرانية , في القرن الماضي  اخترع الخميني مفتاح الجنة , وهذا المفتاح جعل الآلاف من الايرانيون يموتون بهجومهم على الجيش العراقي وبدون سلاح
فقط قيل لهم (قل ياحسين وسيهرب أمامك جنود النواصب جنود صدام  حسين )
في مصر قاموا بثورة وعندما وجدوا الخير فيها انقلبوا عليها وعادوا لحكم العسكر ليعودوا منحدرين من القمة إلى نصف قرن إلى الوراء أو مايزيد
كل الكتائب المقاتلة والتنظيمات  الحزبية وعلى اختلاف مشاربها في سوريا ومعها النظام المجرم يتفقون على أمر واحد هو الحكم الديكتاتوري الفردي المتسلط , والمؤامرة الكونية تلف الجميع , وقولهم دائماً النور بداخلنا والظلام من حولنا
الخطاب الاسلامي يقول أوروبا وأمريكا هم أعداؤنا لأنهم ينتمون إلى الدين المسيحي , في حين أن الغرب تخلى عن دينه منذ عصر النهضة والملايين من المسلمين والذين هاجروا لتلك البلاد وغالبيتهم هروباً من الحكام المسلمين ليجدوا عندهم الملجأ الآمن والحياة السعيدة
فخطابنا على بعضنا بعضاً هو جحيم وعلى الغير جحيم , وهل نتوقع بعدها وروداً ورياحين تلقى فوق رؤوسنا ابتهاجاً بنا من الجميع ؟؟!!


د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق